فتحوا لنا قلوبهم.. و دفاتر ذكرياتهم... هكذا تزوجنا . اجمل الذكريات بين سطور موضوعنا ...
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
mäläk sÿ ادارية نشيطة
الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: فتحوا لنا قلوبهم.. و دفاتر ذكرياتهم... هكذا تزوجنا . اجمل الذكريات بين سطور موضوعنا ... 23/02/11, 12:03 pm
فتحوا لنا قلوبهم.. و دفاتر ذكرياتهم... هكذا تزوجنا .
اجمل الذكريات بين سطور موضوعنا ...
كم جميل أن نفتح مذكراتنا، ونعيد قراءة حكاية زواجنا بتفاصيل مازالت عالقة فينا، وإن مر وقت طويل من دون أن نذكرها.
كم جميل أن نتذكر اللقاء الأوّل.. الصدفة الأولى.. الإحساس الأوّل لنعيش الحكاية ولو للحظات قصيرة، لا تمر في الذاكرة مرور الكرام بل مرور طيف لشريك مازال معنا.
فتعالوا نتذكر حكايات زواجنا، تعالوا نقرأها لنرى في وجوه أزواجنا وزوجاتنا تلك الملامح التي كانت حين التقينا وحين اتفقنا وحين مضينا إلى قدرنا المشترك.
منذ وصولها إلى باريس ورغبة الصعود إلى برج "إيفل" تربكها، فكم ترغب في رؤية باريس من إرتفاع 312 متراً وفي الوقت نفسه تخشى المرتقعات إلى حد كبح جماح رغبتها في صعود معلم من معالم تلك المدينة. وفي ذات يوم ماطر، سألها حبيبها أن تصعد معه البرج، ترددت، امتنعت، وفي النهاية وافقت بعد رجاء دافئ ووعد بأمنية، قلبها كان يدق وهي معه، خوفاً من الإرتفاع وترقباً لما في قلب حبيبها، وما إن وصلا إلى أعلى البرج حتى راحت تنظر إلى باريس وزخات المطر تبلل شعرها. كانت في حالة من الوجد الجميل مع مدينة جميلة، حين قاطعها نوار بصوته "فيفي.. انظري إليَّ". كان يحمل خاتم الزواج في علبة مخملية أنيقة ويطلب على مسمع من الناس يدها. أختي التي ضاعت دموعها مع قطرات المطر، مدت يدها ليضع الخاتم في إصبعها ولتضع الخاتم الثاني في إصبعه والناس من مختلف الجنسيات والألوان، يصفقون لهما ويقومون بتصوير هذا المشهد الرائع الذي لم يكن ليليق بمدينة غير باريس.
- بنت الجيران:
من شرفته كان يبادلها نظرات حب أوّل، لم يظن يوماً أنّه الأخير، ومن شرفتها كانت تستجيب لمغازلة عينيه اللتين مازالتا تشعان بالبريق نفسه، وهو يعود خمسة عشر عاماً للوراء. باسم حموري الذي كانت بنت الجيران حبه الأوّل كأغلبية حكايات الحب، لم يكن ليصدق نفسه وهو يتزوجها: "فالبدايات نادراً ما تعمر أو على الأقل تولد امتدادات لبدايات أخرى، لهذا كثيراً ما تفشل حكايات الحب مع بنت الجيران أو ابن الجيران لعفويتها وبساطتها وتلقائيتها". في الثامنة عشرة من عمره كان باسم على عتبة الحب معها، ولأنّها جارته وصديقة شقيقته فلقاؤه بها كان يسيراً، "ولم نتكلّم كلمة واحدة"، ففي تلك الظروف تكون النظرة بألف كلمة، خاصة حين نحلم بها وننتظرها بشغف المحب المراهق". نظرات وإبتسامات وحب على هامش مستقبل أخذ باسم إلى الولايات المتحدة بعيداً، "رحت أدرس الهندسة المدنية تاركاً ورائي ماضياً وذكريات وحبيبة كانت تقف في شرفتها في مكان ما من عمان". ولأنّ العمر يمضي بسرعة، فها هو باسل يتخرج ويقصد المملكة العربية السعودية للعمل، "كانت تخطر على بالي بين الحين والآخر، وأقول: (يا ترى ماذا جرى معها؟). ولكن مشاغل اليوم كانت تأخذني لأعود وأغرق في دوامة العمل والغربة". وبقيت صورة بنت الجيران تلوح لباسم في غربته حتى قرر العودة لعمان، بغرض الخدمة العسكرية، "كانت صورتها، أوّل ما خطر على بالي، وأنا أدخل بيت أسرتي، ومن دون أن أعرف كيف فتحت باب الشرفة، ووقفت أنتظر إحتمال خروجها". نسائم من ماضٍ جميل، عادت ورفرفت في شرفة باسم وهو يتطلع تجاه شرفتها، "ولم تمض بضع ساعات حتى أخبرت أهلي بأنني أريد الزواج بابنة جيراننا". وتزوجها وراح يكمل معها حكاية الحب الأوّل، التي توقفت عن النبض لبضع سنوات، لتثمر ثلاثة أولاد لم يحك لهم باسل لليوم حكايته مع أمهم.
- من أوّل نظرة:
في عالم من الغربة والوحدة الموجعة، راح عبدالواحد القاسمي، منذ اثني عشر عاماً، يبحث عن فتاة أحلامه، لم يكن ليشك لحظة أنها تعيش على مسافة إحتمال سيتحول إلى حقيقة، حين يلتقيها وهي الصبية الفرنسية المسلمة التي تريد لعالمها الجديد أناساً جدداً. فهناك، في جنيف، كان عبدالواحد ينتظر، ماذا ينتظر؟ لم يكن يعرف "كنت أتوقع رؤيتها في مكان ما من هذه المدينة"، ولكن لم يخطر على باله أن يراها في المسجد. علاقة عبدالواحد بإمام مسجد جنيف كانت قوية لدرجة أن جاءه ذات يوم يخبره أنّ العروس التي يبحث عنها هنا، "أجل هنا"، "كنت متحمساً لرؤيتها، مشتاقاً لمعرفتها عن قرب وأنا الذي لم أكن أتخيل الإرتباط بفتاة غير عربية". ولكن شيئاً ما، إحساساً ما دخل قلب عبدالواحد وإمام المسجد يخبره عنها، "كنت على يقين بأنها هي، هي التي ستبعث الدفء في غربتي، فلا تعود غربة بعد الآن". ورآها، كأنها ملاك في هيئة إمرأة، كما يصفها، تكلمنا ذلك اليوم طويلاً، لم أشعر يومها بأنها المرة الأولى التي التقيها، كان إحساس التعلق السريع بها يهبني طمأنينة من نوع غريب وأنا الوحيد في بلد لا يمكن للوحدة فيه أن تولّد إلا الوحشة". لقاء طويل في يوم واحد، وقرار سريع اتخذه عبدالواحد قبل طلوع الفجر: "لم أنوِ تأجيل زواجي بها، فتدين الفتاة كان حلمي الوحيد في عروسي، الحمدلله فقد ظفرت بذات الدين ولم أندم يوماً على إختياري". * ألم يدخل الزواج بأجنبية لحياتك نمط معيشة جديداً؟ - "لم تشعرني زوجتي يوماً بأنني متزوج بأجنبية، كنت ولا أزال متزوجاً بإمرأة مسلمة، وهذا ما ألغى حاجز الإختلاف، لاسيّما أنني أتكلم الفرنسية أصلاً مع أهلي المقيمين في باريس". وهكذا، وبغض النظر عما إذا كانت الصدفة هي عنوان الحكاية، أم شيء آخر، فالمهم أن زواج عبدالواحد مازال مستمراً بين ضحكة ابنته سارة، وحب زوجته التي كانت تبتسم ونحن نتكلم معه من دون أن تفهم لغتنا، التي استبدلتها بلغة عينيه كما أخبرنا وهو يضمها وابنتهما سارة مودعين.
- حب على قارعة الطريق:
في مقهى على الطريق كان يجلس خليل جهاد علي، مع أصحابه، حين مرّت تلك الصبية، سرقت انتباهه منذ اللحظة الأولى، لم يصدق قلبه وهو يخفق: "أمعقول أن أكون قد أحببتها؟". نظراته تابعتها حتى اختفت، وفي أقل من الدقيقة كان خليل يودع أصحابه ويلحق بها، "كم خشيت أن أفقد أثرها وتضيع منِّي"، يقول خليل وملامح الحنين إلى أوّل لقاء تنطق من عينيه، وهو الذي مضى على زواجه أكثر من عشرين عاماً. خطواته كانت مسرعة، فخليل مصرٌّ على معرفة بيت تلك الصبية التي لم يرَ أجمل منها، "كانت دقات قلبي تسبق خطواتي، وكأنّ الحب لا يحتاج إلى أكثر من لقاء، حتى يستحوذ علينا ويربطنا للنهاية بإمرأة تكون قدرنا الجميل". وعرف البيت، ولم يعجز بعد ذلك على بناء علاقة مع جيرانها ليتسنى له رؤيتها كل يوم، "كنت أزورهم وأمتن صداقتي معهم حتى لا تغيب عني تلك الفتاة التي أقسمت ألا تكون لسواي، فتطوّرت علاقتنا بعد أن تعرفت أُمّي إلى أُم الشاب لنصبح على بعد باب واحد من باب فتاتي". في هذه الأثناء، لم يبخل خليل على أصحابه الجدد بالهدايا، "كنت أقدم العطور والحلويات كرشوة من أجل إستمرار علاقتنا التي بدأت بحجة اخترعتها لأدخل البناية التي تسكن بها الفتاة". وما هو إلا شهر واحد، حتى نادت العائلة "بنت الجيران" لتزورهم كي يتمكن خليل من محادثتها، "كنت أرتجف وأنا أتوقع دخولها البيت بين لحظة وأخرى". فالآن سيراها، الآن سيسمع صوتها للمرّة الأولى، الآن سيترك عينيه تكشفان عينيها. خليل الذي يتنهد كما لو أنّه عاد إلى يوم اللقاء الحقيقي الأوّل، يخبرنا بصوت الشاب الثلاثيني، الذي صافح فتاة أحلامه في بغداد، منذ عقدين من الزمن، بأنّ "الحب أكبر من أن ننساه ولو بتنا أجداداً وجدات"، لهذا فهو مازال يحبها ولو كانت ظروف الحياة أقوى من إعتراف بسيط كهذا: "الحياة الصعبة ومأساة بغداد حرمتنا من الإستمتاع بأبسط حقوق الحب الذي تغنينا به كثيراً، حين كان في إمكاننا أن نفرح". وحتى نبقى في أجواء الفرح القديم، سألنا أن يكمل لنا الحكاية، فقال وقد استرجعت عيناه بريق الحب، "كانت صبية طويلة، بشرتها بيضاء كالثلج، وشعرها أشقر مائل إلى الحمرة، كنت أتأملها وأقول (هذه هي)، فكل شيء فيها سحرني، ولم أتمالك نفسي، فأخبرت أُمّي التي كانت معي بضرورة تقدمنا لطلب يدها قبل أن يخطفها شاب آخر". الفتاة التي كانت مضطربة أمام عيون تكتشفها، لم تبق طويلاً في بيت جيرانها، "خجلها لم يتركها معنا، فذهبت لتصبح في اليوم التالي خطيبتي، ثمّ زوجتي بعد نحو شهر". وهكذا، فاللقاء الذي بدأ بنظرة خاطفة في مقهى، تحول إلى فصل في حكاية جميلة، هي حكاية العمر كله بالنسبة إلى خليل، الذي رزق بثلاث بنات يشبهن أُمّهنّ، في جمالها، ويشبهنه في تصميمه وقدرته على الوصول إلى حلمه.
- عدت لها:
"رجلان في واحد"، هكذا عاش أيمن القواسمي، حين عاد من الولايات المتحدة ومعه بعض من عقلية الغرب وكثير من موروث الشرق، شاب تعلّم في الخارج وعاش سنوات دراسة طويلة وهو يتعرف إلى الوجه الآخر للحياة التي ألفها بين أهله، وكأي شاب يعود لوطنه، فها هي أُمّه تنصحه بالزواج بابنة عمه التي "لم يكن ينقصها ما أبحث عنه في شريكة عمري غير إصراري على الخروج على المألوف". أيمن الذي كان يزورها وبحكم علاقته العائلية بأهلها كلما عاد من السفر، خاصة بعد إستقراره في قطر، لم يستجب يوماً لهمسات قلبه وهو معها "كنت مصراً على كسر القالب التقليدي في مسألة زواجي وكأن خوفي من السير في قافلة الشبان التقليدين، كان يحول دون مضيي في زواج كان قدرتي الذي مازلت ممتناً له". عام مرَّ على آخر لقاء حتى كانت الغلبة لمشاعر الحب الصامتة الخجول، "فحين كنت أمضي إجازتي في عمان، رأيت نفسي ومن دون تخطيط أخبر أُمّي أنني أريد الزواج بأبنة عمي". يومها شعر أيمن كم يحبها وكم يريدها زوجة، "ومن أجل أن تكتمل لعبة القدر تزوج أخي أختها وبدلاً من أن يكون بيننا رابط الزواج والقرابة صار بيننا رابط ثالث جعلني أؤمن بالنصيب والترتيب السماوي لأمورنا إلى حد عجيب". لم نسأل أيمن وبعد أربعة عشر عاماً على زواجه عن جزئية التعود التي يفرضها زواج الأقارب، فغربته كانت لمصلحة مشاعره تجاه قريبته التي لم تدخل علاقته بها دائرة الضجر وهو الذي كان يلتقيها مرّة واحدة في السنة. أيمن اليوم أب لثلاثة أولاد، وزوج يصف نفسه بالمحب، لأنّه يعرف أي الأدوات تصلح لإستمرار الزواج في صورته المنشودة، "حبي للتجديد والتعبير عن مشاعري تجاه زوجتي من الأمور التي تبقي علاقتنا متقدة". "فاتقاد المشاعر لا يحتاج إلى الكثير من الجهد"، يعلق أيمن في نهاية فصل الحكاية.
- من أجل عينيها:
لم يكن يفكر ماجد نجيب، أثناء طـيرانه من القاهرة إلى دمشق، أنّه على موعد مع حب حياته، فهو قبل كل شيء يضع في خنصره "بلة" فتاة كان مرتبطاً بها، وثانياً، لم يكن، وهو الشاب الذي يعشق النيل، ليشك في أنّه سيحب من خارج حدود وطنه، لهذا كان قلبه الذي راحت دقاته تتسارع أمام نيفين فريحان في حفل زفاف شقيقه بصبية سورية يواجه إشارة إستفهام كبيرة، وهو ينظر إلى عيني الفتاة التي غيرت حياته وبدلت أسماء بأسماء. صوت ماجد خانه في ذلك الحفل، فعجز عن فتح حديث معها، "كنت أنظر إليها وأشعر بموجة من المشاعر الغريبة تعج في داخلي، فهل من المعقول أن أحب فتاة غير خطيبتي؟". ولكن ما من صوت يعلو على صوت الحب، وما من منطق يهزمه، وما جرى مع ماجد خير برهان على وجهة نظره، "عدت للقاهرة، وقلبي مملوء بها، كنت أقاوم صورتها في مخيلتي، وأقاوم ذاك الإحساس الدافئ بها". أسلحة المقاومة عند ماجد كانت من ورق حين عاد من سوريا، فلم يمض الليل إلا وكان متصلاً بنيفين بعد أن أخذ رقم هاتفها من أُمّه "كنت أريد سماعها لأتأكد من أنني أحب حقيقة لا سراباً"، والغريب أنها لم تفاجأن فنيفين التي سمعته من آخر الدنيا يقول لها، "أريد فقط أن أسلم عليك"، لم تمنع نفسها من الرد "وأنا سعيدة باتصالك"، وهكذا، فمكالمة منتصف الليل زرعت ثمار حب بين ماجد ونيفين ما لبث أن زف الاثنين إلى بيت الزوجية. * وماذا حدث مع خطيبتك السابقة؟ - "فسخت خطبتي، لأنّه لم يكن في إمكاني إلا أن أفسخها، فالقلب لا يتحمل إمرأتين، ونيفين كانت سيدة قلبي بلا منافس". كلام ماجد عن حبيبته التي أصبحت زوجته بعد شهرين فقط من تلك الليلة، جعلها تضحك وتشد على يدي زوجها ووالد ابنها المنتظر، "فزواجنا كان في ذلك اليوم حديث أقاربنا، فأي صدفة هذه التي تأتي بماجد من بلد إلى بلد ليلقاني ويتزوجني ويبدأ معي حياة أعيشها معه بكل تفاصيل السعادة المنشودة".
- أنت لي:
عبرت النظرات جسر اللقاء الأوّل، ألقت على قلبيهما تحية حب ما لبثت أن صارت عنوان اتفاق ينص على تمضية العمر يداً بيد، اقترب منها ذلك الرجل البريطاني في حفل قصدته مع شقيقها، ومن دون مقدمات، من دون أي إستئذان همس في أذنها "أنت لي". هند قاسم التي راحت تنظر في عينيه بدهشة الصبية التي لطالما حلمت بفارس أحلام من طراز مختلف لم تحجز إبتسامتها وهي تسمعه يتابع همسه "ستكونين زوجتي وأُم أولادي". الهمس الذي علت حرارته ليصبح حباً من النظرة الأولى، جعل هند وفارس أحلامها يخرجان من ذلك الحفل محملين بحلم انفجر في أقل من لحظة في مخيلة كل منهما. الإحساس بالحب مثلما تقول هند: "لا يبحث أثناء ولادته عن التفاصيل ولا يدخل نفسه في متاهة السؤال عن أشياء تخدش جماله"، لهذا لم تفكر هند في أنها ستتزوج برجل لا يحمل جنسيتها ولا يتكلم لغتها ولا يشاركها ذكريات وطن أو أهل أو أصدقاء، "كنت أفكر فيه وحده، الأشياء الأخرى تعطلت من حوله وبات هو، هو ولا أحد سواه شغلي الشاغل". هند التي أخذت قرارها وزفته لأهلها لم تكتف بحفل زفاف واحد، فقد احتقلت بتتويج حبها في عمان ومن ثمّ في بريطانيا لتتزوج مرتين ولكن بالرجل نفسه.
- سهرة وحب وزواج:
لم يعزف اللقاء الأوّل على وتر قلبها، لكنه حمَّلها وهي تغادر بيته بعضاً من الفرح، ذلك الفرح الذي لم تعرف تمارا سلوم لماذا سكنها ولماذا جعلها تشعر بتلك الطمأنينة وهي تخلد لفراشها. الحكاية بدأت تنبض حين ذهبت تمارا برفقة شقيقها لزيارة أهل صديقه، كانت زيارة تقليدية لا تنذر بأي مفاجآت، "جلسنا معاً وتبادلنا الأحاديث كأي شخصين يتعارفان للمرّة الأولى". زيارة خاطفة، ومشاعر غامضة وحفل رأي سنة جديدة، جاء لتلتقيه ثانية بملامح تعارف أكثر وضوحاً، "لم أشك أبداً في أنني سأتزوجه، على الرغم من الأحاسيس التي كانت تلامس نوافذ خيالي". ومرّت ثلاث سنوات من دون لقاء، ومن دون صدفة، ومن دون بحث أو إنتظار، كانت تمارا تعيش حياتها كأي صبية، فصورته باتت بعيدة عن مخيلتها وهي التي لا تملك فرصة لقاء جديد معه، "وفي يوم عيد ميلادي فوجئت باتصاله، كان صوته ينبئ بشيءما، قصدت وقتها ألا أفسره، ومع ذلك صدق إحساسي حين بات الإتصال بيننا متكرراً". البداية، التي دخلت فيها حكاية تمارا، كانت بطيئة "لهذا جاءت نكهتها مميّزة ومختلفة"، وما هو إلا وقت قصير حتى طلبها للزواج معترفاً لها بأنّها سكنت خياله منذ تلك الزيارة التي قامت بها وشقيقها لبيت أهله. تمارا لا تعتبر زواجها تقليدياً، "فأنا التي اخترت وأنا التي شاركت في نسج بداية أشعر بها تلمسني كلما تذكرتها وأعدت تفاصيلها من جديد".
- صدفة:
أهي صدفة أن يمر ذلك الشاب في ذلك الشارع أمام تلك البناية ليرى ياسمين خليل وليقول لنفسه "وجدتها"؟ أم أنّ القدر هو الذي فصل الحكاية ورتب تفاصيلها لتكون ياسمين له وليكون لها على ذمة الله ورسوله. "رأني ذات يوم وأرسل أُمّه تطلبني للزواج في اليوم الثاني". خطوات تقليدية لزواج يشبه زيجات كثيرة، يقول كثر إنها تعمر أكثر من تلك التي تبدأ بحب وآهات وعدم نجوم السماء. ياسمين لم تقل "موافقة"، منذ أوّل مرّة، ففكرة الغربة كانت تخيفها وهي التي تريد ترك أهلها في مصر والعيش بعيداً عن قديمها، "ولكنني حين رأيته وسمعته شعرت بأنني أمام الرجل الذي أريد الزواج به". الغربة كانت قدراً كما كان نصيبها، فأمام القدر "لا نملك أن نقول لا"، وهذا ما حدث حين وافقت ياسمين ورأت نفسها بعد وقت قليل زوجة شاب اصطحبها إلى أبوظبي منذ حوالي عشر سنوات.
- لقاء من وراء شجرة:
تضحك نجوى حسونة وهي تعود بالذاكرة ثلاثة وعشرين عاماً، حين جاء الشاب المغترب من أبوظبي، إلى وطنه فلسطين ليختار عروسه ويعود بها إلى الإمارات. بيت عائلة نجوى كان من البيوت العربية القديمة، فجلس الشاب مع أهله في فناء البيت وبينه وبين العروس شجرة. نجوى التي كانت بطبيعة الحال خجولاً، لم تتوقف عن محاولة إصطياد نظرة ترى فيها الرجل الذي ستتزوجه، الشجرة كانت تحول بينهما والخجل كان يمنعها من تغيير مكانها وانتهاز فرصة رؤيته، "مرّ الوقت وصوته هو كل ما كان يصلني، صوت شاب طموح يبني حياته بعيداً عن وطن مسلوب". ولأنّه لم يكن أمام نجوى إلا أن تقول نعم لأهلها، فقد تزوجته وسافرت معه وحلم الحب الذي أخبرتها أُمّها بأنّه يأتي بعد الزواج غاف في مخيلتها ينتظر نهوضه من مرقده، "والحمدلله فقد عشت الحب مع زوجي، بعد أن أصبحنا تحت سقف واحد، وبت مؤمنة بما قالته أُمّي، الحب الحقيقي لا يأتي إلا من العشرة". نجوى التي شكرتنا لأننا منحناها الفرصة لتسترجع حكاية زواجها، همست لنا باعتراف جميل بأنها شعرت الآن كم تحب زوجها وكم تحب حياتها معه، فأحياناً نحتاج إلى أن نتكلم مع الآخرين عن الآخر لنتذكر تفاصيل لا تأتينا ونحن معه يوماً بيوم. والحقيقة أنني شعرت بالغيرة من الفرصة التي منحتها للآخرين ولم أمنحها لنفسي، فعدت إلى البيت مشتاقة إلى زوجي بعد أن تذكرت وأنا في طريقي إليه كيف التقيته قبل ستة عشر عاماً، بكل تفاصيل الحكاية، فدخلت البيت وركضت إليه متلهفة أقول له "أحبك".
ما اجمل ذكريات الحب حين يعبق بها جو الحاضر و يخفق لها غموض المستقبل لتتحول على قصة عاشق و عاشقة تكتبها سطور المودة و يحتويها رباط مقدس ليغمرها بكل الدفئ و الحنان