منذ يومين قرأت مقالة حول الاطفال .. ذلك العالم الرائع المليئ بالاسرار .. عن طفلة لم تبلغ الخامسة من العمر بعد .. مرحة ..و تبدوا دائما سعيدة و في قمة الحركة و النشاط ..و لكن في فترة لاحقة اصبحت تشكوا من الام متكررة في المعدة كلما طلب منها الذهاب للروضة .. و لكن سرعان ماتختفي هذه الالام بمجرد ان تبدأ اللعب مع صديقاتها
تكرر الموقف اكثر من مرة و لاحظت مدرّستها اختلافا في نشاطها و نفسيّتها فحاولت ان تعرف منها سبب مايحدث
و بكل براءة اجابت انها تخاف ان يحدث شيئ لأمها طريحة الفراش و التي يلازمها المرض منذ فترة
استغربت المعلمة ان يكون هذا سبب لاختلاف سلوك الطفلة الجسدي و النفسي و انا ايضا استغربت ردة فعلها
هل من المعقول ان يتأثر الطفل نفسيا بمرض احد والديه او كلاهما ؟؟
هل يملك الطفل من المشاعر و الاحاسيس مايجعلة مدركا لخطورة الموقف بحيث يؤثر ذلك عليه جسديا و عقليا و نفسيا؟؟
الجواب هو .. نعم
هذا ما اثبتته الدراسات النفسية و لفتت الانظار الى اننا ننظر للامور من منظارنا نحن و لكن علينا ان ننظر ايضا الى الامور من وجهة نظر الطفل نفسه و التي تختلف اختلافا كليا عن وجهة نظر الراشدين
مشاعر الطفل يعرف المرض بأنه سوء الحالة الصحية الناجمة من مرض بدني أو عقلي. ومرض أحد الوالدين أمر مربك لجميع أفراد الأسرة، وخاصة إذا كان المرض مزمنا أو منهكا، أو خطيرا مثل السرطان.
فرد فعل المرض على الطفل أكثر أثرا من الصدمة للبالغين، حيث إن الطفل قد لا يكون لديه فهم كامل لما يحدث لأن كل ما يراه هو أن أحد والديه يبدو مختلفا، وليس كما كان.
وعلى الرغم من صغر سنهم، فقد يشعر الأطفال ذوو السنتين أو الثلاث سنوات بآلام والديه، أو قلقهما أو خوفهما.
رعاية الأطفال للوالدين
بعض الأطفال، في سن مبكرة، قد يضطرون إلى تبادل الأدوار فيقومون برعاية الوالدين. ففي مقال نشرته مؤخرا صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن نتائج دراسة أجريت عام 2005 بينت أن 3% من الأسر في أميركا لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 18 عاما يرعون أحد والديهم.
في حين أن بحثا من قبل مؤسسة جوزيف رونتري البريطانية شمل 60 من مقدمي الرعاية من الصغار، وجد أن حوالي نصف مقدمي الرعاية تغيبوا عن دراستهم بسبب متطلبات رعاية أحد الوالدين، وكان التغيب عادة بسبب تردد الطفل في الخروج وترك الوالد المريض وحيدا.
أما بالنسبة للمجتمعات العربية، قد تكون الأرقام أقل كثيرا بالنسبة للأطفال الذين يضطرون لرعاية والديهم، وذلك بسبب الاختلافات الثقافية والفهم السائد بأن رعاية الأطفال هي مسؤولية الكبار، ولكن ما قد لا يختلف هو أثر مرض أحد الوالدين على الطفل حتى لو لم تكن هناك ضرورة لتغيير الأدوار.
من خلال عيون طفلك عندما نمرض، يتعين علينا أن نواجه مخاوفنا ومخاوف أطفالنا. نظرة الطفل للمرض تتوقف على عمره ومرحلة نموه، بالإضافة إلى ما إذا كان المرض عابرا أو مزمنا، حيث يتسبب في مزيد من الاضطراب في الأسرة. وفي ما يلي درجة استيعاب الطفل للمرض حسب العمر:
- 1 - 2 سنة: في هذه السن يكون الطفل منغمسا في ذاته. بالنسبة للطفل كلما ذهب شخص بعيدا، فإنه يتوقع أن يعود، وإذا غاب أحد الوالدين، فقد يبكي الطفل. ولكن لا يمكنه استيعاب مفهوم المرض.
- 2 - 5 سنوات: في هذه السن يكون الطفل أنانيا، تفكيره بسيط. ويمكنه فهم الأمس واليوم ولكن ليس أكثر من بضعة أيام في المستقبل، وعادة ما يتعلق الطفل بوالديه ويعبر عن مشاعره من خلال الأفعال. ويعتقد أن المرض سيذهب سريعا.
- في سن الدراسة: يعتمد على الأسرة، ولكن لديه أصدقاء، ويفكر بشكل منطقي ويدرك الخطأ والصواب، ولديه فهم جيد للحياة، وماذا يعني أن يكون مصابا بمرض خطير. ويمكنه التعبير عن مشاعره.
- سن المراهقة: يكون أكثر استقلالا وفهما للمرض والقلق في حالة وجود أي مرض خطير. كما أن لديهم فهما جيدا لعواقب المرض.
صعوبات تواجه الطفلما هي الصعوبات التي قد تواجه الطفل؟ وفقا للكلية الملكية البريطانية للطب النفسي، يستطيع الطفل التعايش بصورة طبيعية عند مرض أحد الوالدين لفترة قصيرة.
وتشير الدراسات إلى أنه من الأفضل بالنسبة للطفل أن يفهم لماذا أصبح أحد والديه مريضا، ويوصي معظم الخبراء بأنه من الأفضل شرح طبيعة المرض للطفل ببساطة، بدلا من كتم الأمر عنه.
وإذا استمر المرض لفترة طويلة، فهناك بعض المشاكل التي قد تواجه الطفل مثل:
• الانسحاب والانزواء بعيدا عن الأهل والأصدقاء.
• القلق والإجهاد من بعض مخاوف الأطفال للمرض والخوف من أن يكون المرض معديا.
• عدم التركيز في الدراسة، أو تجنب المدرسة تماما.
• ليس من السهل عليه الحديث عن مرض أحد والديه، وبالتالي لا يحصل على المساعدة.
• قد يصاب بالاكتئاب.
لماذا تحدث المشاكل؟
عندما يرى الطفل أحد الوالدين طريح الفراش أو متألما، فقد يكون متخوفا من حقيقة أن الأمور قد لا تصبح كما كانت عليه، وأن الأم أو الأب قد لا يكون متاحا له كما اعتاد عليه. كما أن الأطفال الصغار أنانيون، وبالتالي فإنهم يقلقون على من سيعتني بهم، وأيضا فإن الوالدين قد لا يحبونهم بعد ذلك، خاصة إذا كان أحدهما مشغولا بالمرض. وبعض الأطفال، ربما يعتقدون أنهم تسببوا في مرض أحد الوالدين أو كان بسبب شيء فعلوه خطأ.
دور الآباءماذا يمكن أن يفعل الآباء؟ بطبيعة الحال كوالدين، فإننا نرى أن دورنا ومسؤوليتنا لرعاية أطفالنا كبيرة جدا.
فعندما نمرض، نحن بحاجة إلى أن نعد أنفسنا لمساعدة أطفالنا للتصدي للمرض. قد نرغب في إخفاء أي مرض على أطفالنا، لأنهم صغار جدا لفهم ما نمر به.
ولكن هل ذلك صحيح؟ هل تعتقد أن الطفل لا يرى نظرة القلق في عينيك؟ أو علامات التعب والإجهاد، أو الطريقة المختلفة التي أصبحت تتعامل معه بها بسبب المرض؟ بالطبع يكون الطفل قادرا على فهم كل ذلك، ومن المهم جدا تذكر أن الأطفال بالرغم من صغر سنهم إلا أنهم حساسون جدا. وكجزء من دورنا التربوي نحن بحاجة لجعلهم أقوياء ومستعدين لكافة الصعوبات التي يمكن أن تواجه الأسرة.
كن إيجابيا وقويا من أجل أطفالك، لأنك السند الذي يحتمون به عندما يضعفون، وبرغم الآلام والمصاعب التي قد تواجهها، لا تفقد الأمل وكن لهم الملهم دائما، والأمل الذي لا ينقطع، حتى تتجاوزوا سويا هذه المحنة
10 اقتراحات لمساعدة طفلك على التعامل مع مرض أحد الوالدين
1. حاول أن تفهم طفلك طبيعة المرض من خلال إعطائه معلومات تناسب سنه ومرحلة النمو. فخيال الأطفال خصب جدا، حتى إذا كانت وعكة خفيفة، إذا لم يعرف حقيقتها، سوف تبدو له أكبر بكثير من حقيقتها وأكثر خطورة.
2. شجع طفلك على التعبير عن مشاعره، وإذا كان يشعر بالخوف من مرض والديه أو إذا أراد أن يدرك من سيتولى رعايته، وتأكد من أنك تستمع إليه دائما لطمأنته وتهدئته، مهما كانت خيالاته مخيفة.
3. حاول الحفاظ على حياة الأسرة الروتينية، فمرض أحد الوالدين مربك بما يكفي، دعك من إضافة تغيير في حياة الطفل الروتينية. يشعر الأطفال بالأمان أكثر عندما يحتفظون بالروتين المعتاد.
4. تأكد أن تطلب المساعدة إذا كنت بحاجة إليها. قد تكون مريضا جدا في بعض الأحيان وغير قادر على فعل أبسط الأشياء، اطلب مساعدة الزوج، العائلة والأصدقاء. أنت لست وحدك، ومن الطبيعي أن يطلب الإنسان المساعدة .
5. إذا كان طفلك يريد مساعدتك، لا ترفض، لأن هذا سيغرس فيه الشعور بالمسؤولية، فضلا عن أنه لن يشعر بأنه مبعد من حقيقة مرضك.
6. لا تهمل نفسك. تذكر أنك لا تستطيع رعاية الآخرين إذا كنت لا تستطيع أن تعتني بنفسك، كما يقال: فاقد الشيء لا يعطيه.
7. تجنب التعبير عن مشاعرك ومخاوفك أمام أطفالك، فهم حساسون جدا ومدركون، كما يمكنهم أن يعرفوا إذا كنت قلقا أو مختبئا وراء عواطفك.
8. على الرغم من مرضك لا تنس أطفالك، هم أكثر حاجة لكم في هذه الأوقات الصعبة. تأكد من منحهم الوقت والحب والحنان الكافي.
9. كن إيجابيا وقدوة لأطفالك، وخاصة في مهارات التغلب على الصعاب.
10. إذا كان العلاج يتطلب القيام بزيارات منتظمة إلى المستشفى أو يحتاج إلى وقت طويل، تأكد من إعداد طفلك لذلك. وأفضل طريقة هي أن تعطي طفلك فكرة عن خطة الأيام أو الأشهر المقبلة، ما الذي سيحدث، ومن سوف يساعد؟ إذ إن فهم ما يحدث سوف يجنب المفاجآت التي من شأنها أن تتسبب في مزيد من الإرباك لطفلك
حاولت ان اختصر بعض النقاط و لكن وجدت انها جميعها مهمة و مترابطة واي اختصار في أي منها قد يؤدي الى خلل في طرح الموضوع و ايصال الفكرة منه امنياتي للجميع بقراءة ممتعة و مفيدة
دمتم بخير