الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: زوجتي تسرقني.. و انا موافق ,,, 23/02/11, 09:25 pm
زوجتي تسرقني وأنا موافق
تسرقني و لكن !!!
لم أكن في حاجة إلى أن أعيد إحصاء رزمة النقود التي تركتها في جارور مكتبي في البيت. كانت نظرة واحدة منِّي إليها كفيلة بأن أكتشف أن يداً قد عبثت بالرباط المطاطي وسحبت أوراقاً كثيراً منها. ولم يذهب تفكيري إلى الشك في الماليزية، ولا في أحد الأبناء، لأنّهم مازالوا صغاراً على فهم المال، بل كنت متأكداً من أنّ السابق، هو حسيبة... زوجتي.
وحسيبة لا تمد يدها إلى جارور مكتبي للمرّة الأولى. لقد فعلتها كثيراً من قبل. لكن سرقاتها الأولى كانت طفيفة وغير منظورة، وهي قد تشجعت، بمرور الوقت، معتمدة على سكوتي، وصارت "تشفط" مبالغ تكفي لإعالة أسرة صغيرة. وأنا أعرف هذه الأسرة لأنهم أنسبائي: والدتها العجوز وشقيقها المطرود من الجامعة. هل أقف في وجه زوجتي إذا فكرت في مد يد العون للحمها ودمها؟
يؤلمني أن حسيبة لم تطلب منِّي ما تريد. وأقسم أنني كنت سأعطيها كل ما تطلب. لكني، في الوقت ذاته، تفهمت "سرقاتها" لأنني أعرف نوع المرأة التي تزوجت، وأدرك أن كرامتها لن تسمح لها بأن تكشف لي تفاصيل الضائقة المالية التي يمر بها شقيقها وأُمّه. لقد جاءني الخبر من الخارج، فنحن نعيش، في آخر الأمر، في مدينة صغيرة يعرف كل واحد فيها كل واحد، وإذا تعسرت أحوال بعضنا، فإن جدران بيته تنطق بالنيابة عنه، ونتكافل جميعاً لكي نرد عن الضائقة. فهل أتأخر عن مساعدة أهل زوجتي؟ وكيف أفتح الموضوع مع حسيبة، من دون أن أبدو بخيلاً أو غاضباً أو محاسباً؟ ألم أكن أنا مَن قال لها، منذ بداية حياتنا المشتركة، إنّ مالي هو مالها وإن ما أكسبه حلال لها، تنفق منه ما تشاء على نفسها وبيتها وأولادها؟
قبل يومين، عدت إلى البيت، وقد عزمت على مفاتحة زوجتي في الموضوع. لقد رتبت كلاماً جميلاً ولائقاً ولا يجرج المشاعر. وتوجهت إلى غرفة مكتبي بعد أن قرّرت أن أناديها إلى هناك. ثمّ فتحت الجارور، ورأيت بدل الرزمة رزمتين. ومددت يدي وتفحّصت النقود فعرفت أن حسيبة أعادت كل ما أخذته في السابق، ولم تبالِ بأن تضع المبلغ كله في رزمة واحدة... بل أرادت أن أعرف أنها كانت تعرف أنني أعرف...! لم أفتح فمي بكلمة وأغلقت الجارور وخرجت لتناول العشاء معها، ومع الأولاد. وعرفت، في ما بعد، أن والدتها باعت عقاراً قديماً ورثته عن زوجها.
* إنّه يشك في لكنني مضطرة:
من عادتي حين أذهب لزيارة السيِّدة والدتي، نهار الجمعة، أن أتوجه إلى المطبخ وأفتح البراد وأسقي أولادي العصير، الذي أعدته لهم جدتهم. لكنني، في ذلك النهار، فوجئت بالبراد شحيحاً في محتوياته، ثمّ انتقلت إلى الثلاجة فوجدتها شبه خالية من اللحوم والدجاج والأسماك. ماذا يحدث في هذا البيت؟
لم يكن الجواب عسيراً. لقد قرأته على وجه أُمّي. لقد واصلت الإنفاق من المدخرات ومن التقاعد البسيط الذي تركه لها والدي... إلى أن نفد ما تملك. وهي كانت تمني النفسي بأن ينهي أخي دراسته الجامعية ويساعدها في رفع الحمل... لكنهم طردوه لأنّه رسب في مادة واحدة ثلاث مرّات. هل تجوع أُمّي ويجوع أخي وأنا أرفل في شبعي وتبذيري؟
لم أفكر. عدت إلى بيتي وسحبت رزمة من الأوراق النقدية من جارور زوجي. إنّه المكان الذي يضع فيه النقود التي قد يحتاج إليها تحت اليد، لزوم تعاملاته التجارية، كما يضع فيه أشياءه الثمينة التي لا ينقلها معه يومياً، مثل ساعته الذهبية وسبحته المطعمة بالياقوت. هل كان عليَّ أن أسأله قبل أن أمد يدي إلى ماله؟ لو كان موجوداً في البيت، تلك الساعة، لسألته أن يعطيني كذا ألف درهم، سلفة لوالدتي. وأنا واثقة بأنّه كان سيرمقني بنظرة عتب لأنني أتعامل مع أُمّي بمنطق التسليف.
لكنّه لم يكن هناك. وأنا كنت محمومة من فراغ مطبخ والدتي ومن قلة حيلة أخي، وأريد أن أقدم المساعدة في أسرع وقت، كأنّ هناك في بيت أهلي مريضاً ينتظر إسعافاً سريعاً. ثمّ تطور الإسعاف الواحد وصار دورياً. وكنت أقف أمام زوجي فينعقد لساني، ولا أجد ما أقوله له حول النقود التي أسحبها من جاروره. هل هي الكرامة... أم الخجل؟ أم الاثنان معاً؟ كنت أُطمئن نفسي بأن والدتي تنتظر وارداً قريباً من بيع عقار قديم. وبأنني سأرد لزوجي ما أخذته منه، وعندها يمكنني أن أفتح معه الموضوع... الموضوع الذي يعلمه ويسكت عنه.
لكنّه يوم عاد ومضى إلى مكتبه ورأى المبالغ المستعارة... لم ينطق بكلمة، بل واصل عشاؤه وكأن شيئاً لم يكن. ولهذا ازداد حبي وتقديري له. وأنا أيضاً تمتعت بعشائي ولم أفتح الموضوع.