الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
كان يستعد لموسم الصيف بأحدث التصميمات التي دائما تبهر العالم , فها هو يمسك بقلمه وأدواته ويرسم ويصمم , فهو يريد أن يغزو السوق بأحدث تصميمات ملابس النساء .. بل بأكثرها إثارة , يريد أن ترتدي تصميماته هذا الموسم مليون إمرأة ... بل مليونين .. ولماذا لا يكون أكثر ... إنه يريد الجميع أن يتمتع بجسد المرأة , فهو كرجل يعلم جيدا أين تقع أماكن الإثارة في جسد المرأة .. يعرف كيف يبرزها , كيف يقدمها للرجال , كيف يثيرهم , وكيف يجعل المرأة تنقاد لتصميماته وتعشقها وهي علي جسدها , وهنا يشعر بأنه قد سيطر عليها , بل إمتلك جسدها كله , بل سلب روحها وقلبها , وجعلها تنتظر عرض أزياءه وهي ملتهبة شوقا من أجل إرتداء ملابسه التي تجعلها تشعر الآخرين بأنوثتها كما تريد .
ورغم كل مشاعر الرجولة التي كان يستدعيها أثناء تصميم أزياءه , كانت لا تخلو عن كونها إفنراضية فقط , فلقد كان لا يقدر علي الإستمتاع بالنساء , وهذا ما جعله يبرع في تصميم الفساتين الساخنة لهن , فهو كان يعوض الإحساس بهذا الشعور عندما يراقب عيون الرجال وهي تتبع تلك الأماكن المثيرة بأجساد عارضاته وهن يرتدين تصميماته , وهنا فقط كان يشعر بأنه رجلا طبيعيا , فيشعر بنجاحه , فكان ينسي آلامه من أجل تلك اللحظة .. تلك النشوة الزائفة , وكأنه قد إستمتع بالنساء كما لم يستمتع بها أحد في العالم .
وكان غدا هو يوم لقاء ملكة جمال الكون التي ستشعره بما لم تشعر به أحد من قبله , فغدا ستنخلع عيون الرجال من أماكنها وهي تشاهد تصميماته علي أجساد عارضاته التي إختارهن بعناية فائقة , ومقاييس خاصة , فلن تفلت منها إلا من تستحق شرف إرتداء تلك التصميمات الرائعة , فهي نتاج فكر إستمر لموسم كامل , عصارة أحاسيس كان يبحث عنها كثيرا , وأخيرا سيجدها في عيون الرجال وهو يتتبعها ليشعر بنشوته , فمن أجله أجتثت عيون الرجال من تجويفها , فلقد رسم خريطة جديدة لأجساد النساء بفساتينه وتصميماته التي تسحر الجميع , فهو بارع في تصميم السواريهات , بديع في تصميم فساتين الزفاف , فيجعل كل رجل يشاهد تصميماته يتمني لو تزوج بمن ترتديه , فهو يستطيع أن يخفي ما بأجساد النساء من عيوب , ليجعل ما يبدو منها فقط هو النشوة والإبهار والحلم والتمني ...
وفي غمرة ونشوة ما كان يشعر به وهو ينتظر الغد , وما ستفعله تصميماته , فاجئه النوم , وفي نومه سمع صوتا يقول له :
- توقف .. إلي متي ستظل شيطانا تلعب بغرائز البشر ... ماذا ستجني إلا الدمار
- هذا ليس دمارا .. إنه تقدم .. إنسانية .. شعور بالآخر
- أتسمي الحيوانية تقدما , والممارسات الإباحية شعورا بالآخر .. لماذا لم تشعر بالآخر الذي جمده صقيع الشتاء , وهو لا يجد ما يكسو به جسده ... كيف يكون التعري شعورا بالآخر ... أجبني ؟
- لست مؤسسة إجتماعية أو معونة الشتاء .. أنا فنان .. مصمم بارع للأزياء .. مبتكر , أخفف من عناء الكثيرين بمشهد يعيد لهم حيويتهم .. مشهد يجري الدماء بعروقهم المجمدة .. يشعرهم بدفئ المشاعر والأحاسيس , أليس الله جميلا يحب الجمال ؟ أليس الله هو من خلق هذه الأشياء ؟ أليس الله هو من خلق المرأة ؟ إذا فلماذا نطمس جمالها ونحجبه عن أعين البشر ... فأنا أبحث عن هذا الجمال وأظهره .
- لقد خلق الله جمال المرأة ليس ليكون مشاعا علي الجميع .. لمن يدفع أكثر فيعطي , نحن نعيش بداخل منظومة إلهية , لها قوانينها التي ما كانت إلا لصالح البشرية , وأنت هنا تريد أن تلغي حقوق المرأة وأحاسيسها , فرضيت أن تجعلها سلعة تباع وتشتري , ونسيت أن خلق المرأة كان لإستمرار البشرية وتربيتها , فهي شريك أصيل معك لإستمرار البشرية , فهي العطاء المتمثل في الأمومة والزوجة والإبنة , وليست كما تريدها , جسد خاوي بدون عقل ولا شيئ دونه لتشبع به غرائزك , وبعد أن تمِلها تذهب لتبحث عن أخري وكأنها خلقت للمتعة فقط .
- أمِلها , وأبحث عن غيرها .. أنت لا تفهم شيئ .. إذهب لا أريد أن أراك .. إذهب .. إذهب
- أعلم ما بك , ولكنها إرادة الله , وأنت تعلم أنك كنت يوما من الأيام إنسانا طبيعيا معافا , وأن ما حدث لك كان عقابا إلهيا , لما إقترفته من آثام وخطايا . - إذا فليدعني الله وشأني , وسأظل أصمم أزياء تغضبه .
- أتظن نفسك تستطيع أن تتحدي الله .. وتضع نفسك ندا له .. أنت ! وهو الذي كرمك وخلقك وصورك في أحسن حال .. أنت ! الذي لا تساوي ذرة تراب في ملكوته .. أنت الذي كنت لا شيئ فأوجدك من العدم .
- نعم .. ولقد أصبحت شيئ .. أتدري كيف تتحدث عني مجلات الموضة العالمية .. إفتح التلفاز إذا كنت لا تستطع القراءة , وشاهد صوري , وإسمع ماذا تقول محطات الموضة والأزياء عني , بل العالم كله , ماذا يقول عن عرض الغد , وعن أزيائي التي أبهرت العالم وما زالت تبهره , إفتح .. إفتح .. لماذا لا تجبني ؟ ويبدو أن الحوار قد إنتهي , فلم يجبه سوي رنين الهاتف الذي أيقظه من غفلته , فلقد كان سائقه الخاص ليبلغه بأن لديه ظرف قاس سيمنعه عن قيادة سيارته غدا .
وكانت ليلة العرض , ومحطات التلفاز تستعد لنقل هذا الحدث , وهي تتحدث عن تصميمات هذا الموسم .. ما هي ؟ وبماذا سيبهر المصمم العبقري العالم بأسره من أزياء تجري لعاب الرجال , وتجعل النساء تعشق أنوثتها , لم يتبقي سوي ساعات قليلات , ولكن ما هذا ؟ لقد طالعتنا المحطات بخبر شئم .. لقد ضاع الحفل وضاعت ليلة ينتظرها الكثيرون , فصاحب الحفل , عريس الليلة يرقد بين الحياه والموت بداخل العناية المركزة ... ماذا حدث ؟
تطالعنا محطات التلفاز بأنه يرقد بالمستشفي في غيبوبة تامة إثر حادث أليم , فلقد تعطلت سيارته الفارهة وهو علي الطريق السريع وكان بمفرده , فنزل لإصلاحها فباغتته سيارة مسرعة فبترت ساقيه وذراعيه , وشوهت وجهه فأصابته بالعمي , ولا يدري أحد هل سيعيش أم سيموت .
وبعد شهر كانت صوره تملأ المجلات , ولكن هذه المرة ليست كما تمني , بل كان شبه إنسان مشوه بدون ذراعين , بدون ساقين , يجلس علي كرسي متحرك بداخل حجرته بالمستشفي ,
فدائما ترسل السماء إلينا برسائلها , ولكن كثيرا ما لا نتفهمها , ولا نستطع قراءتها , فما يكون إلا عقاب الله فجأة ونحن غارقين في الملذات , فكان هذا جزاء من سعي في الأرض فسادا , وظن لحظة أنه ندا لله ... فكان العقاب .
لا اله الا الله .. سيدنا محمد رسول الله . عليه افضل الصلاة و السلام