الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: فيلم (Red) .. محاكاة ساخرة لعالم الجاسوسية 13/03/11, 11:26 am
فيلم (Red) .. محاكاة ساخرة لعالم الجاسوسية
لقد كان واضحاً تماماً أن صناع الفيلم الأمريكي (Red) أو كما عرض تجارياً تحت اسم «قمة الخطورة» يحاولون أن يصنعوا فيلماً مسلياً وضاحكاً مأخوذاً عن سلسلة كوميدية ناجحة نشرت من قبل كما أنهم يعرفون تماماً أن عملهم يقدم محاكاة ساخرة لعالم الجاسوسية استناداً إلي زاوية طريفة حقاً هي حكايات ومعاناة العملاء المتقاعدين.
من الناحية التجارية كانت هناك – بحسب صحيفة روز اليوسف - رغبة في جمع أكبر عدد من النجوم الذين تجاوزوا مرحلة الشباب منذ سنوات طويلة ولكنهم جميعاً من المحترفين الذين يصعب جمعهم في عمل واحد من «بروس ويليس» و«مورجان فريمان» إلي «جون مالكوفيتش» و«هيلين ميرين» و«ريتشارد دريفوس» بل إن الفيلم يستضيف نجماً من عصور أقدم هو «ارنست بورخباين» في دور قصير ولكنه مؤثر، وفي كل هدف من هذه الأهداف حقق فيلم «قمة الخطورة» نجاحاً لافتاً لا يقلل منه أن الفيلم الذي أخرجه «روبرت شونييك» وكتب له السيناريو الأخوان «إيريك» و«جون هوبر»، كان يستحق إيقاعاً أسرع وتكثيفاً أكبر لأحداثه وبناء متعادلاً لشخصياته الظريفة.
كلمة (Red) هي الحروف الأولي من عبارة بالإنجليزية تعني «متقاعد شديد الخطورة»، إنه الوصف الذي يوجد في ملف المحلل السابق في المخابرات المركزية الأمريكية «فرانك موزس» (بروس ويليس)، ويسير السيناريو في طريقين متكاملين أحدهما يعني بحدث مثير هو قيام «رجال المخابرات المركزية بمحاولة اغتيال المحلل السابق «موزس» ولجوء الأخير إلي أصدقاء وزملاء المهنة المتقاعدين لمساعدته، والطريق الثاني هو رسم ملامح «موزس» وزملائه المتقاعدين بأسلوب متميز حقاً حيث تختلط التفاصيل الواقعية بما يقترب من اللمسات الكاريكاتورية.
فيما يتعلق بالحبكة، تضاف معلومات جديدة في كل مشهد، فمن محاولة الاغتيال الأولي لـ«موزس» المتقاعد، إلي معرفة ارتباط المحاولة باغتيال صحفية في نيويورك تايمز» حصلت علي قائمة بأسماء شخصيات ارتبطوا بعملية مخابراتية قذرة يطلق عليها ««عملية جواتيمالا»، وصولاً إلي اكتشاف صلة كل عمليات التصفية الجسدية بنائب الرئيس الأمريكي «روبرت ستانتون» الذي يحاول أيضاً أن يصبح رئيس أمريكا، ومع أن بناء الأحداث متماسك، ومع أن السيناريو مكتوب «زي ما بيقول الكتاب»، إلا أن هذه الأحداث ليست هي الفيلم، وتبدو عادية تمامًا في مقابل مركز الثقل في الحكاية وهو الطريقة التي رسمت بها شخصياته الجديرة حقاً بالتأمل.
كل شخصية من فريق العملاء المتقاعدين رسمت بطريقة طريفة للغاية، وجميعهم لديهم هموم ويبعثون حقاً علي الرثاء، وربما تذكرني هذه الشخصيات بالنبرة الساخرة التي قدمها الأخوان «كوين» في فيلمهما «احرق الورقة بعد القراءة»، وكان «جون مالكوفيش ت«يلعب فيه دور محلل سابق للمخابرات المركزية يقرر كتابة مذكراته، وكان الفيلم يسخر بشدة من عالم الجاسوسية، ويهدم الصورة النمطية التي قدمتها السينما عنه من خلال أبطال أسطوريين أشهرهم بالطبع «جيمس بوند» فيلم «قمة الخطورة» لا يهدم أبداً هذا الجانب الأسطوري، ولكن يحوله إلي ما يقرب من الكاريكاتير المثير للضحك وفي الخلفية بعض الشجون والآلام التي يعاني منها العملاء المتقاعدون.
ولنأخذ مثلاً «فرانك موزس» الذي يبدو وحيداً في منزل متسع لا يجد السلوي إلا في الحديث مع موظفة شابة هي «سارة» (ماري لويز باركر) حول المعاش الذي تأخر، ويتطور الأمر إلي حكاية حب تجعل العميل السابق الذي يوصف بأنه أشهر من قام باغتيال الإرهابيين وأباطرة المخدرات، وقام بقلب أنظمة الحكم، أقرب ما يكون إلي العاشق الرومانسي المستعد للتضحية بحياته من أجل فتاة تصغره بأعوام كثيرة، والعميل المتقاعد «جو» (مورجان فريمان) وصل إلي سن الثمانين، ويعاني من سرطان في الكبد، حارب في فيتنام وأفغانستان، وينتظر الموت في إحدي دور المسنين، ويقبل أن يعود للعمل مع صديقه «موزس»، بل ويضحي بنفسه من أجله.
نموذج آخر يثير الرثاء هو «مارفن» (جون مالكوفيتش) العميل السابق الذي خضع لتجارب المخابرات للسيطرة علي العقول فتجرع كميات من عقار جعله أقرب إلي المصابين بالوساوس، حيث يتخيل دائماً أنه معرض للاغتيال في أي وقت، ويستعد لمواجهة ذلك بترسانة أسلحة، والشخصية كما لعبها القدير «مالكوفيتش» من أفضل شخصيات الفيلم، وأكثرها طرافة وإثارة للضحك.
حتي العميلة المعتزلة التي احترفت القتل لسنوات واسمها «فيكتوريا» (القديرة البريطانية هيلين ميرين) تمتلك قلباً رومانتيكياً مدهشاً حيث نكتشف في النهاية أنها كانت تحب العميل الروسي في السفارة الروسية بواشنطن «إيفان» (برايان كوكس)، وأنها أطلقت عليه النار تنفيذاً للأوامر، ومع ذلك لم يمت، ولم يستطع نسيان حبه لها، وستصل السخرية إلي ذروتها عندما ينضم «إيفان» العميل الروسي المتقاعد إلي فريق المتقاعدين من الجواسيس الأمريكيين، ويشارك في محاولة اغتيال نائب الرئيس الأمريكي، فيستعيد حبه الضائع، ويمارس هوايته في القتل بعد أن ظل لسنوات لا يستطيع أن يقتل أحداً.
ومرة أخري لا نستطيع أن نبعد عن أذهاننا فيلم «الأخوين كوين» الساخر الساحر «احرق الورقة بعد القراءة» خاصة في مشهد متشابه عندما يلجأ جاسوس أمريكي إلي السفارة الروسية في «واشنطن» من أجل طلب التعاون، ومن أفضل مشاهد «قمة الخطورة» لقاء «موزس» بالعميل الروسي «إيفان» وحوارهما الظريف عن الماضي الذي ينتهي بأغرب طلب يمكن أن تتوقعه: جاسوس أمريكي متقاعد مهدد بالقتل، يطلب من عميل روسي متقاعد أن يساعده في اختراق مبني الCIA لكي يعرف الجاسوس الأمريكي لماذا يحاول حلفاء الأمس التخلص منه، والحقيقة أن مشاهد مبني المخابرات المركزية الأمريكية في «لانجلي» بولاية فيرجينيات تلعب دوراً أساسياً في فيلم «قمة الخطورة» وفي فيلم الأخوين كوين البديع.
في قراءة أوسع، لا تبدو مشكلة العملاء المتقاعدين ناتجة فقط عن الفراغ الذي يعانون منه بعد أن حرموا من المهنة التي يجيدونها، ولكن المشكلة أيضاً في انهيار الثقة بينهم وبين النظام الدقيق الذي كان يستخدمهم، إنهم يكتشفون فجأة أنهم مجرد أرقام في ملفات أو كأنهم تروس في ماكينة هائلة، ولذلك يقررون القيام برحلة عكسية لاختراق النظام الذي يدافعون عنه لسنوات، وهو درس متأخر للغاية تعلموه بعد أن أصبحوا مهددين بالقتل، ولكن الفيلم يشير إلي أن ممثل الجيل الجديد من العملاء وهو العميل «ويليام بوكر» لن يستغرق طويلاً في الخضوع للنظام، ولكنه سينضم أخيراً إلي تمرد المتقاعدين، وسيساهم في نجاح تمردهم الأخير.
الحكاية بأكملها بدت في التحليل الأخير كأنها لعبة القطط والفئران، ولم ينس المخرج «روبرت شونييك» أن حكايته تعتمد المحاكاة الساخرة في كل تفاصيلها، لذلك تحولت المطاردات إلي ما يقترب كثيراً من خوارق الأفلام الهندية لدرجة أن «مارفن» نجح باستخدام رصاصة واحدة في تفجير صاروخ «آر بي جي» ولو استخدم المخرج الإشارات الكارتونية تعبيراً عن آلام الضربات باستخدام نجوم ملونة مثلاً لما شعرنا أن هذا الاستخدام دخيل علي المعالجة، حتي بدايات الانتقال لكل مدينة من المدن التي تدور فيها الأحداث كانت علي شكل أغلفة مرسومة تشبه القصص الكوميدية المصورة ولكن أفضل ما نجح فيه المخرج هو استغلال براعة ممثليه الكبار، واستخراج أفضل ما لديهم خاصة «جون مالكوفيتش» و«مورجان فريمان» و«هيلين ميرين» ورغم أن «بروس ويليس» هو بطل الفيلم الذي يبدأ الأحداث، ومن خلاله يظهر بقية الجواسيس المتقاعدين، إلا أنه كان أقل الجميع في الأداء، وفي الحضور وفي القدرة علي انتزاع الضحكات، وكان ظهور أي ممثل آخر كبير معه كفيلاً بأن يصبح فوراً علي الهامش، وربما كان البناء الأنسب للفيلم التوزيع الأكثر عدلاً بين أبطاله الأربعة المخضرمين بحيث يتولي كل نجم بطولة قسم من الأحداث كما فعل «كوانتين تارانتينو» في فيلمه الشهير الذي شارك فيه «ويليس» و«ترافولتا» وكان بعنوان «بالب فيكشن»