الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
هناك تعريف جامع مانع، موجز وبليغ، لمفهوم الولاء، قال به فيلسوف أمريكي اسمه (جوزيا رويس) يرى فيه أن الولاء هو (إخلاص شخص لموضوع إخلاصاً طوعياً وعملياً غير مشروط) ويمكننا أن نستشف من هذا التعريف خصائص الولاء : فهو في أصله عاطفة وشعور يتمثل في الإخلاص، إلا أنه شعور تترتب عليه آثار عملية، ولا يُعتدُّ به ما لم ينقلب إلى واقع وعمل، ثم إن هذا الإخلاص يكون طوعياً عن اختيار ورضا، ولا يمكن إجبار أحد عليه، وهو إخلاص غير مشروط، بمعنى أن الولاء قيمة يتبناها الشخص لذاتها، وليس لأجل منفعة شخصية . ولا شك أن الولاء يتجه إلى موضوع معين، فقد يكون ولاءً لدين أو وطنٍ أو جماعة، أو فئة أو شخص أو مؤسسة، أو مهنة أو فكرة، بل لقد توسع مفهوم الولاء حتى صِرْتَ تجد مباحث في مجال دراسة التسويق تتحدث عن ولاء الزبائن لمُنتَج أو لعلامة تجارية أو اسم تجاري .
والولاء جزء من طبيعة الإنسان وكيانه، وحاجة من حاجاته، بحيث يصعب أن نتصور إنساناً لا يملك ولاء لجهة ما أو موضوع ما، فالولاء هو الذي يمنح الفرد الإحساس بالارتباط بالزمان والمكان والناس والمعاني من حوله، على نحو يجعله يحس أنه ذو جذور ضاربة في الوجود، ويتمكن من خلال ذلك من تحقيق ذاته . كما أن الولاء يسهم بشكل كبير في تحديد الفرد لهويته، من خلال الجهات والأفكار التي يمنحها ولاءه، بحيث يصبح في ضوء ذلك الولاء صاحب هوية ثقافية، وهوية وطنية، وهوية مهنية، وربما هوية أكثر تحديداً، حين يتجه ولاؤه مثلاً الى نادٍ رياضي أو حزب سياسي أو جمعية تطوعية .
إن الاستعداد النفسي لتوجيه الولاء لجهة ما وفكرة ما ـ كما أسلفنا ـ استعدادٌ موجود في الإنسان بالفطرة، وحاجة يسعى لتلبيتها ؛ من أجل الإحساس بوجوده وتحقيق ذاته وتمييز هويته، لكن المسألة المهمة هي : إلى أين يتّجه هذا الولاء ؟ فوُجهة هذا الولاء هي التي تميّز (إلى حدّ كبير) فرداً عن آخر، من حيث هُويته وقيمه وسلوكه تجاه ثقافته ووطنه ومؤسسات ذلك الوطن، والكيانات القائمة فيه كافة . لكن الأهم من ذلك هو أن طبيعة الولاءات في المجتمع، تصلح لأن تكون ـ وفقاً لما أزعم ـ مؤشراً جيداً لقياس مدى تقدم ذلك المجتمع أو تخلفه، ومؤشراً كذلك إلى مدى قدرة ذلك المجتمع على النجاح في جهود التنمية والتطور .
وكلما كان المجتمع أكثر تخلفاً، كان ولاء أبنائه أقل توجّهاً نحو الوطن ومؤسساته المدنية، لأن الولاءات تكون متجهة حينئذٍ إلى الطائفة أو الفئة أو القبيلة، أو إلى أي من العصبيات والكيانات الصغيرة، وبالتالي تكثر الصراعات والخلافات داخل البلد الواحد . ناهيك عن أن تعدد الولاءات داخل الوطن من أهم معوّقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ففي ظل توجّه الولاءات إلى فئة أو طائفة أو قبيلة، أو ما إلى ذلك، تكثر المحسوبيات والواسطات، ويزداد الاعتداء على المال العام، ويترسخ في سلوك الأفراد وثقافتهم تقديم مصلحة الجماعة أو الفئة على مصلحة الوطن . كما يؤدي مثل هذا الولاء الجزئي إلى أنواع من الانغلاق الواقعي والفكري، والجمود الذهني، وعدم احترام ثقافة الآخر .
وفي مقابل هذا الشكل من الولاء الذي يسود المجتمعات المتخلِّفة والنامية، تجد أن ولاء أبناء المجتمعات المتقدمة يتجه عادة نحو الوطن ومؤسساته المدنية، ويتجاوز الولاءات الجزئية المتعددة، ولك أن تتصور لو أن الولاءات في الولايات المتحدة مثلاً كانت متجهة إلى الولاية، أو إلى الأصل العرقي، وليس إلى الوطن كله، فهل كان يمكن أن تبلغ تلك الدولة المتقدمة ما بلغتهُ من حيث حجم اقتصادها وتقدمها العلمي وقوتها العسكرية ؟ وهذا هو الحال بالنسبة لليابان كذلك، فقد ردَّ كثير ممن درسوا أسباب تفوقها إلى ذلك الولاء العجيب الذي يُكنّهُ العامل للمؤسسة التي ينتمي إليها .
وقد لاحظ المهتمون والمتخصصون في علم الإدارة مدى أهمية الولاء لمؤسسة العمل في زيادة الإنتاج والكفاءة والفاعلية والجودة والإبداع، وعلى ذلك اعتبروه (أي الولاء) جزءاً من الموارد المعنوية التي تملكها المؤسسة، وتسهم في تحقيق أهدافها . لكن تجدر الإشارة إلى أن الولاء لمؤسسة العمل يكون ضعيفاً عادة في المجتمعات المتخلفة والنامية، لذات السبب الذي سبق وأن أشرنا إليه عند الحديث عن توجُّه الولاء في تلك المجتمعات إلى الفئة والطائفة والقبيلة، وغير ذلك من العصبيات . ناهيك عن أن قيمة الإنتاج، وتميّز الفرد من خلال انجازاته، ما زالت لم ترتقِ لتصبح قيمة حقيقية مهمة بالنسبة لتلك المجتمعات، مما يقلل إحساس الفرد بأهمية مؤسسة العمل، ودورها في مساعدته على تحقيق ذاته، وتشكيل هويته وتمييزه من خلال مهنته وعمله وانجازاته وإنتاجه وإبداعه، وليس من خلال نَسَبِهِ وحَسَبِهِ، أو سوى ذلك من الاعتبارات .
وفي الوقت الذي صارت العولمة ـ في جانب منها ـ تعمل على توسيع الولاء ليغـدو متجهاً نحو الإنسانية جمعاء، ونحو كوكب الأرض، فإن ولاء أفراد المجتمعات المتخلفة والنامية لم يزل محصوراً بعصبيات ضيقة، ولم يرتقِ بعد ليصبح ولاءً للوطن ولمؤسسات المجتمع المدني . ومن هنا يظهر مقدار التأخُّر الذي ما زالت تعيشه هذه المجتمعات، قياساً لما وصل إليه ركب الأمم المتقدمة .
على أية حال، يعتقد أن تربية الولاء في النفوس ليكون موجَّهاً نحو الوطن، ونحو مؤسسات العمل، ومؤسسات المجتمع المدني، بدل أن يظل محدوداً ومحصوراً ومقيّداً بجماعة وفئة ضيقة، يكون بشكل أساسي من خلال التنبيه إلى قيمة الولاء ومفهومه، وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث الميدانية حوله، لكي يدرك النشء والشباب آثاره وأبعاده، ومساوئ حصره في العصبيات الضيقة، ويدركوا منافع توجيهه نحو الوطن كله، ونحو مؤسساته، فذلك شرط من شروط التنمية، وضرورة من ضرورات التقدم .
لكم مني اطيب امنياتي
بسبوسه !سكوني مبتدئ!
الدولة / المدينة : قبرص ارنكارقم العضوية : 365الابراج : عدد المساهمات : 124العمر : 40العمل/الدراسة : متواسطه ربة بيت . :
الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :