جون فاولز العبقري المتواضع: الأدب نصف خيال و نصف لعبة!!!

جون فاولز العبقري المتواضع

الأدب نصف خيال و نصف لعبة!!!

جون فاولز العبقري المتواضع: الأدب نصف خيال و نصف لعبة!!! John_Fowles

قليلون
هم الكتّاب الذين يمكن اعتبارهم كلاسيكيين وهم لا يزالون احياء، الكاتب
البريطاني جون فاولز كان أحدهم، عندما توفي قبل ستة أعوام، أصبح بشكل نهائي
أسطورة أدب مرحلة ما بعد الحداثة.
لقد تمكن جون روبرت فاولز من تحقيق
ما كان يحلم به كل كاتب: دمج الكتب ذات القيمة الفنية العالية مع المراكز
الأولى في سلم المبيعات. وفي ذلك كان يعتبر واحدا من أوائل كتاب ما بعد
الحداثة.

في عام 2008 اختارت جريدة «ذي تايمز» جون فاولز بين خمسين أفضل كاتب بريطاني بعد عام 1945.
استثنائية
وخيالية، ذكية وقابلة للقراءة، مبتكرة ومجربة، شعبية وفي الوقت نفسه مليئة
بالجوانب الفلسفية والتاريخية وحتى الاجتماعية. هكذا هي أعمال الرجل الذي
كان يعتبر الأدب نصف خيال ونصف لعبة.
وبالرغم من ان اكثر كتبه الحائزة على جوائز قد صدرت في الستينات، وأن آخر رواية له صدرت في عام 1985، لكن أعماله تبقى عصرية.

الرواية كنموذج للحقيقة
هذا
الأمر معروف حتى خارج العالم الأدبي. فلا يمكن عدم رؤية العلاقة الرابطة
بين أول رواية لفاولز «الجامع» الصادرة في عام 1963 والقصة الحقيقية
للنمساوية المختطفة ناتاشي كامبوش، التي هربت في عام 2006 بعد ثمانية اعوام
من معتقلها تحت الأرض. فالأحداث الواقعية تصبح عادة نموذجا للأعمال
الفنية. وفي هذه الرواية فان الأمر يبدو معكوسا، وكذلك ذروة كلتا القصتين،
حيث بدلا من أن ينتهي الأمر بشكل خيالي، انتهى بشكل سعيد نسبيا. لقد كتب
فاولز النسخة غير المنقحة من روايته «الجامع» خلال اربعة اسابيع فقط، لكنه
لم يقتنع بالنص تماما ولم يسلمه الى الناشر الا بعد عام. ومباشرة بعد نشره،
حقق الكتاب انتشارا واسعا ثم تم تصويره كفيلم سينمائي بعد عامين من ذلك.

لم
تبرز الرواية من خلال موضوعها غير العادي فقط، لكن بالدرجة الأولى من خلال
الطريقة الأصلية لصياغتها. فقد تمكن الكاتب تماما من رسم الشخصية النفسية
للخاطف، لكن في الوقت نفسه اخترق بشكل مقنع جدا حتى طريقة تفكير ضحيته
النسائية.

في البداية بحّار ثم كاتب
لم يقرر فاولز السير
على درب الكتابة بشكل اعتباطي ومفاجئ، فقد قادته الى ذلك بشكل جزئي وحدته
النسبية خلال الطفولة، والتي أمضاها برفقة والدته وابنة عمه التي كانت تكبر
بثمانية عشر عاماً، هذه الطفولة اعتبرها خريج مدرسة الصبيان المتوسطة في
بيدفورد على انها تقليدية تماماً، وهو ما دعاه طوال فترة حياته اللاحقة
لمحاولة الفرار من التقاليد والأمور العادية، الشيء الحاسم بالنسبة له خلال
تلك الفترة كان اهتمامه المتنامي بالطبيعة وتاريخها، والذي رافقه لاحقاً
بشكل مستمر، في كتابه المطبوع الثاني، مجموعة الأفكار الفلسفية والأقوال
المأثورة «أريستوس» 1964، اهتم كثيرا بالملاحظات الخاصة بالطبيعة، لكن
أيضاً بالفن، والدين، والاخلاق والسياسة وقد عاد لاحقاً ليعكس نموه وعلاقته
حيال الطبيعة في مقالته التحليلية «الشجرة» 1979.

لكن جون الصغير
لم يكن آنذاك محط اعجاب أهله بسبب اهتمامه بالطبيعة وقدراته العقلية، بل
بسبب ادائه الرياضي في ألعاب القوى، ولعبة الرجبي، وقبل ذلك كله في لعبة
الكريكت، بعد انتهاء المدرسة تسجل فاولز ذو الاثني عشر عاماً، في دورة
للتدريب البحري انتهت مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، بعد عامين من
الخدمة ادرك بان الجيش ليس المكان المناسب له، وبدأ بدراسة اللغات الفرنسية
والألمانية في اوكسفورد، حيث تأثر بنظريات المدرسة الوجودية المتجسدة في
اعمال جون بول سارتر وألبرت كامو.

عندها بدأ للمرة الاولى يفكر بأن
يصبح كاتبا - بالطبع سبق ذلك عمله كمدرس للغة الانكليزية في فرنسا، اليونان
ولندن، وكان قد ذكر في احدى مقابلاته: «عندما تعلمون، سيكون لديكم الوقت
للكتابة».

وبالفعل، فقد باشر الكتابة اثناء عمله كمدرس في جزيرة
سبيتساي اليونانية، على الرغم من انه كان في تلك الفترة يكتب الشعر والقصص
القصيرة التي لم يكن مهتما بنشرها، ما هو أهم في الواقع هو انه هنا نشأت
أولى مواد عمله اللاحق «الدجال».

الشهرة الأكبر في أميركا

الملاحظات
الخاصة بانتاجه الذي احتل مكانا بين مائة أفضل رواية مكتوبة في اللغة
الانكليزية خلال القرن العشرين، جمعها خلال عشرة أعوام لاحقة ليصدرها في
كتابه الثالث خلال عام 1965، طبعاً حتى بعد ذلك لم يتركه «طفله المثير
للشغب»، كما كان يصف روايته «الدجال» ينام بهدوء، حيث ظل يعيد صياغة نصها
طوال أحد عشر عاماً، النسخة المنقحة صدرت في عام 1977، بعد ذلك بقليل تم
تصويرها كفيلم سينمائي، لكنه لم يكن ناجحا بالقدر الكافي، لكن قصة الفيلم
الاميركي الناجح «اللعبة» بطولة مايكل دوغلاس قد تم استلهامها من رواية
«الدجال»، في الواقع فان رواية «الدجال» تحولت في اميركا الى رمز مطلق،
علاوة على ذلك فان فاولز كان يعتقد بان اعماله لاقت تثمينا اكبر على الجانب
الآخر من المحيط الاطلسي مما في بريطانيا، لكن بالطبع فان التثمين الاكبر
لرواية الدجال حصل عليه الكاتب لقاء رواية اخرى «عشيقة الملازم الفرنسي»
1969، وهي دراما عاطفية تدور قصتها في بريطانيا ابان عهد الملكة فيكتوريا،
تتم نهايتها بشكل غير اعتيادي، حيث يتركها الكاتب لارادة القارئ نفسه، في
عام 1981 تم تصوير هذه القصة كفيلم سينمائي من بطولة ميريل ستريب وجيرمي
آيرونس، وقد رشح لنيل خمس جوائز أوسكار.

حسب النقاد، فان اي من
اعمال فاولز اللاحقة، ان كانت مجموعة القصص الصغيرة برج ايبوني 1974 ورواية
دانييل مارتين التي تتحدث عن سيرته الذاتية 1977، أو رواية مانتيسا 1982،
أو الرواية الخيالية العلمية المعقدة ذات الطبقات المتعددة لارفا 1985، لم
تتفوق على اعماله السابقة، آخر عمل طبعه الكاتب كان يومياته «ذي جورنالز»
الصادرة في عام 1993، وقد صدر الجزء الثاني من تلك اليوميات الخاصة في عام
2006 لكن بعد وفاته.

حياته
ولد جون روبرت فاولز كاتب
الروايات والمقالات التحليلية البريطاني بتاريخ 31 مارس 1926 في ليي اون ذي
سي في جنوب شرق بريطانيا توفى في 15 نوفمبر 2005 في المستشفى الواقع
بالقرب من مكان سكنه في لايم ريغيس اشهر رواياته هي الجامع (ذي كولليكتور -
1963) الدجال (ذي ماغوس - 1965) وعشيقة الكولونيل الفرنسي (ذي فرينش
لويتنانز وومان - 1969).

كان جون فاولز يعتبر منعزلا وكان يحرص على
الحفاظ على شخصيته الاعلامية العابسة التي كانت شائعة عنه، لكن هؤلاء الذين
كانوا يعرفوه بشكل افضل اكتشفوا بانه رجل طيب القلب يمكن الذهاب معه الى
المقهى بكل سرور، وبأنه عبقري رائع، متواضع وودود.

أشهر الأعمال

الجامع (ذي كولليكتور)
البطل
الرئيسي في هذه الرواية النفسية المثيرة هو جامع الفراشات المريض نفسيا
فرديريك كلينغ، والذي بفضل الصدفة يحصل على المال، فيشتري منزلا ويسجن فيه
طالبة الرسم الموهوبة ميراندا غري - لا يريد ان يؤذيها بل يريد فقط
امتلاكها.
عشيقة الكولونيل الفرنسي (ذي فرينش لويتنانز وومان)
هي
رواية عن حب عاشقين غير متوازنين من الناحية الاجتماعية تدور احداثها في
انكلترا ابان عهد الملكة فيكتوريا، البطلة الرئيسية هي المرأة الغامضة
والعنيدة الى حد ما سارة وودراف، التي تحاول التحرر من القيود الاجتماعية
السائدة في تلك الحقبة، وحتى من التحديد العاطفي، وبهذا فانها تصبح هدفا
لاهتمام الرجل الثري تشارلز سميثسون لكن الاخير لا يجني من هذه المعرفة
الجديدة الا نزاعا داخليا وكذلك مهمة الاختيار بين امرأتين.

الدجال (ذي ماغوس)
تروي
قصة نيكولا اورف الذي يجوب جزيرة يونانية لكي يعلم اللغة الانكليزية في
مدرسة داخلية للصبيان، الملل يقوده الى منزل احد السكان المحليين الذي
يجذبه بسحر شخصيته ويشركه تدريجيا في لعبة نفسية غريبة يمنحه فيها الدور
الرئيسي.

Bibliography

(1963) The Collector
(1964) The Aristos (ISBN 0-586-05377-8)

(1966) The Magus (revised 1977)

(1969) The French Lieutenant's Woman

(1973) Poems by John Fowles

(1974) The Ebony Tower

(1974) Shipwreck

(1977) Daniel Martin

(1978) Islands

(1979) The Tree

(1980) The Enigma of Stonehenge

(1982) A short history of Lyme Regis

(1982) Mantissa

(1985) A Maggot

(1985) Land (with Fay Godwin)

(1990) Lyme Regis Camera

(1998) Wormholes - Essays and Occasional Writings

(2003) The Journals – Volume 1

(2006) The Journals – Volume 2

ربي يسلم هالآيديييييييييييييييييين
ثانكس
دمت بكل الود والاحترام
تمينياتي لك
بالتوفيق

شكرا على مرورك العطر نجوم

في امان الله

» المحقق العبقري L
» §الحب الذي كسر عملاق الأدب عباس العقاد § بدأ عنيفا و انتهى حزيناً
» هل هو حقيقه ام خيال...(مثلث برمودا)