كو اوون ...الرجل الذي أنقذته أشعاره من الموت...

الرجل الذي أنقذته أشعاره من الموت

كو اوون.. لولا الشعر لكان في عداد الموتى

قاتل ضد الشمولية، لجأ هاربا الى الدير، وحاول الانتحار. كل تلك التجارب انعكست في مجموعة الأشعار «هذا هو» للشاعر كو أوون.

فهذا الشاعر الكوري الجنوبي الذي يعتبر من أشهر كتاب هذا البلد، عاش تجربة الحكم الشمولي والنضال ضمن صفوف المعارضة. سيرة حياته يمكن أن تكون موضوعا شيقا لرواية كاملة.

أمضى الشاعر كو عشرة أعوام في دير، وثلاثين عاما في ظل نظام شمولي كان يسجنه بشكل مستمر. ولد قبل ثمانية وسبعين عاما في فترة الاحتلال الياباني لكوريا.
ويعتقد أن أولى مراحل النضوج هي من مسؤولية الأهل، حيث لا يمكن للمرء أن يختار. المرحلة الثانية من النضوج هي نتاج العصر والمكان الذي تولدون فيه. «حتى ذلك لا يمكنكم التأثير فيه». ويتذكر الشاعر أنه: «خلال فترة الاحتلال الياباني لكوريا كانت طفولتي صعبة جدا. كان علي أن أكون ناضجا، لكن في الوقت نفسه أن أكون شخصا آخر. خلال النهار كان اليابانيون يحكموننا، في الليل كنت أستمع لجدي الذي كان يذكرني دائما بأصلي الكوري، وبأنه يجب علي أن أكون فخورا بذلك. كان يتمتع بشجاعة كبيرة لكن عندما يشرب الكحول».

الا أن اليابان هي التي كانت أقوى في تلك الفترة، لا جدي. وكان الأطفال يتعلمون منذ الصف الأول المواد باللغة اليابانية، كما كان عليهم رفض لغتهم الأصلية وحتى أسمائهم، حيث حصلوا على أخرى جديدة، يابانية. انسحبت اليابان من كوريا في عام 1945، الا أن شيئا أصعب كان بانتظار المواطنين الكوريين.. الحرب الأهلية. يستعيد الشاعر ذكريات الأيام الصعبة التي ترعرع خلالها: «خلال تلك الحرب قتل خمسة ملايين شخص، نصفهم تقريبا من جيلي. وقد سوى قسم من بلدتي بالأرض».

العلاج عبر الدير..

«كرهت الحياة لأن الموت جلس على ظهري. شاهدت الموت بأشكاله الكثيرة، وكان يرافقني في كل مكان. ذات يوم رأيت كاهنا فمشيت خلفه وبقيت معه عشرة أعوام». في الدير بدأ يقرأ شرائع الكتاب المقدس، لكن الكهنة الطاعنين في السن بدأوا تدريجيا يمنعون الكتب وغاصوا في تعاليم طائفة زن. هنا بدأت روح كو أوون تتعافى بشكل تدريجي وبطيء.

صمد عشرة أعوام في الدير ثم أدرك أن طريق حياته لا يمكن أن يستمر من هنا. ويقول مستذكرا: «ذهبت لممارسة التأمل على قمة الجبل، لكي أتأكد فيما اذا كنت راغبا بأن أصبح كاهنا أم شاعرا. كان البرد قارصا لكنني كنت أشعر بقوة النجوم التي نصحتني باختيار طريق الشعر. نزلت من القمة لكنني شعرت مجددا بالموت يجلس على ظهري».

في عام 1970 أحرق عامل في كوريا الجنوبية نفسه احتجاجا على المعايير الاجتماعية التي كانت قائمة آنذاك. قال متأملا: «في تلك الفترة كنت قد حاولت الانتحار لأربع مرات، الا أن موت ذلك العامل كان له معنى آخر. فتح لي طريق الحياة مجددا وشعرت فجأة بأن الموت قد اختفى عن ظهري». وهنا يتحدث بشكل مفتوح عن محاولاته للانتحار لأن ذلك كان، كما يزعم، ردة فعل على الموت الذي كان يلتقيه في كل مكان حول نفسه.

في السبعينات تحول كو أوون الى شاعر معروف ومحترم، وأصبح كذلك عضوا في مجموعات المعارضة المناضلة ضد النظام الدكتاتوري. وقد سجن بسبب ذلك أكثر من مرة.

يقول في هذا السياق «السجن يقوي الانسان أحيانا، لكنه في الوقت نفسه يدمر شيئا ما في نفسكم». ويضيف الشاعر الذي أصدر مائة وخمسين كتابا، أن «الأيام العادية هناك كانت مرعبة، لكن الاستجوابات كانت أسوأ». كان يسكن في تلك الفترة داخل زنزانة صغيرة، ولم يكن يملك الورق. «كنت أبتسم صباح كل يوم وأنا أنظر الى السقف، حيث ألزمت نفسي بذلك. حاولت الحفاظ على حلمي والتركيز عليه، وكذلك التركيز على الأمور التي أريد أن أفعلها عندما أخرج من السجن.

كنت أعلم أنني سأكتب. فذلك الحلم كان قوتي».

بعد أن خرج من السجن، ألقى المحاضرات في جامعات بيركلي وهارفارد الأميركيتين، وهو اليوم من أنصار توحيد الكوريتين المقسمتين بسبب الحرب. يكتب دائما، كل يوم لبضع ساعات.

ينهي الشاعر كو كلامه قائلا «الكاتب التشيكي كارل تشابيك خلق كلمة روبوت المشتقة من فعل «روبوتوفات»، والذي يعني العمل الشاق. أنا أعمل بشكل مستمر. فطريق الكاتب تختصر في الواقع بالأشياء التي يقوم بها، فهو يلهو، ويضحك، لكن على وجه الخصوص يكتب كثيرا. لا ينتظر الالهام، بل يعمل.

ربي يسلم هالآيديييييييييييييييييين
ثانكس
دمت بكل الود والاحترام
تمينياتي لك
بالتوفيق

شكرا على مرورك العطر نجوم

في امان الله

» ما الذي يخيف الرجل؟
» غرااااااااااااام حتى الموت
» لو دق الموت بابي