الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: الوحدة .. بين حرية الخيار و إدانة الشعور !!! 06/11/11, 03:44 pm
الوحدة .. هل هي حرية خيار أم إدانة شعور !!!
يغني الشعراء فتنبض القلوب بسرعة، وعندما ترى العين الجمال يمتلىء القلب بالأمل، وعندما ترى من حولك أناسا يشاركونك الحياة تشعر بالسعادة، ولكن هل بامكاننا أن نشعر بالسعادة بمفردنا، وهل تأتي السعادة من خلال الحب وهل إنّ الحب هو عدو الشعور بالوحدة؟
نجد من حولنا أما أو أبا أو زوجا أو عمة أو عم أو خالة، يقتلون شعورنا بالوحدة من الخارج، ولكن ترى هل بامكانهم قتل الشعور بالوحدة في داخلنا؟ كلها أسئلة مازالت تربكنا. لماذا؟ هل ولدنا لنكون وحيدين؟ وهل الشعور بالوحدة مكتسب أو متأصل فينا؟
هل من حقنا إدانة الشعور بالوحدة؟
كشفت دراسة اجتماعية برازيلية أصدرها قسم العلوم الانسانية التابع لجامعة أوسب في مدينة ساو باولو ان أناسا كثيرين يدينون الوحدة لأنها في نظرهم مشكلة من المشاكل الاجتماعية ولكن ليس هناك اجماعاً على هذه الادانة. وأضافت بأن هناك من هو انعزالي بطبيعته ولا يسمح لأحد بالدخول في حياته، وهنا لايمكننا القول بأن هذا الشخص مدان اجتماعيا لأنه يحب الوحدة ولا يريد الاختلاط بأحد. ربما يكون موقفه هذا مصدر سعادته وربما يكون العيش مع أحد أو الاختلاط بالآخرين مصدرا لتعاسته.
وتابعت الدراسة التي احتوت النقاط المهمة التالية: بأن دراسات عالمية أخرى في هذا المجال أكدت بأن المنطق يحتم على الناس الاختلاط لأن الانسان كائن اجتماعي، ولكن هناك دائما استثناءات تكسر القواعد. ففي احصائيات لبعض الدراسات الأوروبية تبين بأن الانسان يشعر بسعادة أكبر عندما يشعر بأنه مرتبط بأحد يحبه وبينت كذلك بأن العيش ضمن بيئة اجتماعية منفتحة يعتبر أكثر منفعة لصحة الانسان. وبينت أرقام لدراسات عالمية بأن أربعة وستين بالمائة من الرجال الذين يعيشون وحيدين عرضة لجلطات قلبية أكثر من الرجال المرتبطين بعلاقات زواج بنسبة الضعف.
ليس كل الناس قادرين على التعامل مع الوحدة
أوضحت الدراسة بأن هناك حقيقة لانستطيع انكارها وهي أنه ليس بمقدور الكثيرين التعامل مع الوحدة، فلابد من المشاركة مع الآخرين في الحديث أو العلاقات بكل أنواعها ان كانت علاقات رومانسية أو غير رومانسية. وقالت الدراسة بأن هناك حقيقة أخرى لايمكن انكارها وهي أن الوحدة يمكن أن تكون خيارا طوعيا لبعض الناس الذي لا يقدرون على التعامل مع الآخرين، وهنا تكون الآية معكوسة وتدر عددا من الأسئلة. هل يستطيع الانسان بناء حياة عادية وحيدا؟ وهل يستطيع من لا يحب الوحدة بناء حياة صحية مع الآخرين؟ ولكن السؤال الأكثر أهمية هو هل بإمكان الانسان الوحيد الشعور بالسعادة الانسانية ؟
وأضافت الدراسة ان الاجابة عن كل هذه الأسئلة تكمن في القدرة أو عدم القدرة على التعامل مع الوحدة. فمن لايستطيع التعامل مع الوحدة من الأفضل له أن يبحث عن حياة اجتماعية تشاركية مع الآخرين لأنه سيظل يفتقر للسعادة، ومن يستطيع التعامل مع الوحدة فمن الأفضل له أن يبقى وحيدا لأن اختلاطه مع الآخرين قد يجلب المشاكل له ولغيره.
المعايير الستة:
أوردت الدراسة ما أسمته بالمعايير الستة لمعرفة المزيد عن الوحدة واكتشاف كيف كان ممكنا التعامل معها، وهي على شكل أسئلة طرحتها على عدد من الرجال والنساء ووضعت اجاباتهم المختصرة:
1 – هل تحب الخروج وحيدا للاستمتاع بوقتك؟ عند طرح هذا السؤال أكدت نسبة ثمانين بالمائة من الذين تم سؤالهم بأنهم لا يحبون الخروج بمفردهم للاستمتاع بأوقاتهم ويفضلون وجود شركاء ان كانوا أصدقاء أو زوج أو زوجة أو الأهل. وقالت نسبة ستين بالمائة بأنهم لايحبون حتى تناول طعام الغداء أو العشاء لوحدهم ويفضلون وجود أناس آخرين معهم على المائدة. أما ثلاثين بالمائة منهم فأكدوا بأن هناك أوقاتا معينة يحبون بأن يكونوا وحيدين وبعيدين عن الآخرين.
2 - كيف أصبحت بعد خروجك من آخر علاقة عاطفية؟ قالت الدراسة ان الهدف من طرح هذا السؤال هو معرفة ما اذا كان الذي خرج من علاقة عاطفية قد بدأ على الفور بالبحث عن علاقة عاطفية جديدة أم أنه فضل البقاء وحيدا أو فيما اذا سيطر الحزن عليه والوقت الذي احتاجه للخروج من أزمته أو فيما اذا كان قد شعر بالسعادة بعد خروجه من علاقة كان محكوماً عليها بالفشل.
وأضافت الدراسة بأن أجوبه المشاركين في استطلاع الرأي حول الموضوع تفاوتت على النحو التالي: اثنان وسبعون بالمائة من الذين خرجوا من علاقات عاطفية شعروا بحزن شديد واستغرق بعضهم أعواما للعودة الى طبيعتهم، وكانت الوحدة ، حسب آرائهم أفضل بكثير من التفكير في مشاركة أحد في الحياة. بينما شعر نحو أربعين بالمائة بالارتياح لانتهاء علاقة كان محكوم عليها بالفشل. أما خمسة وعشرون بالمائة فقد باشروا على الفور في البحث عن علاقة عاطفية جديدة نظرا لعدم قدرتهم على التعامل مع الوحدة.
3 – ماهي أولى الأفكار التي تخطر على بالك عندما تفكر في الزواج للخروج من الوحدة؟ ردا على هذا السؤال قال خمسة وستون بالمائة ان أولى الأفكار هي الارتباط والالتزام فيما أكد ثمانون بالمائة بأن أولى الأفكار التي تخطر على بالهم هو الحب أما تسعون بالمائة فقالوا ان أول مايتبادر الى ذهنهم عند التفكير بالزواج هو الدخول في مرحلة أكثر جدية في الحياة.
4 – هل أنت متعود على الوحدة؟ قالت الدراسة ان خمسة وثمانون بالمائة أكدوا بأنهم لم يقدروا على التعود على الوحدة لأنها كابوس ثقيل على العقل والقلب والعواطف، فيما قال خمسة عشر بالمائة بأنهم تعودوا على الوحدة وليس باستطاعتهم الآن تغير نمط العيش وحيدا. وأشارت الدراسة الى أن آراء الذين أفادوا بأنهم تعودوا على الوحدة لم تكن متماسكة من الناحية المنطقية، الأمر الذي يعني بأن التعود على الوحدة ليس سهلا، بل قد يتسبب بأمراض نفسية، وعلى رأسها الأنانية.
5 – هل أنت كثير المطالب؟ أوضحت الدراسة بأن نسبة الذين أكدوا بأنهم تعودوا على الوحدة اعترفوا في الآراء التي أدلوا بها بأنهم متشددون في مطالبهم أو كسر روتين الحياة التي يعيشونها، بينما أفاد الذين قالوا بأنهم لم يستطيعوا التعود على الوحدة بأنهم يشعرون بالسعادة عندما تستجاب مطالبهم، ولكنهم في المقابل يحترمون مطالب الآخرين. وشرحت الدراسة بأن هذه النقطة بالضبط هي التي تميز بدقة بين الذين يفضلون الوحدة والذين ينبذونها.
6 – ماهو الشعار الأهم بالنسبة لك، الحرية أم الحب أم التوازن أم الالتزام؟ قالت الدراسة انه ردا على هذا السؤال فضلت نسبة ثمانية وستين بالمائة تبنيهم لشعاري الحب والالتزام فيما فضلت النسبة المتبقية شعاري الحرية والتوازن في الحياة.
وأوضحت الدراسة بأن الحقيقة التي ربما لا يدركها الكثيرون هي أن جميع هذه الشعارات مرتبطة بحالة التشارك والمشاركة الاجتماعية في الحياة. فالحب لايعني الوحدة والحرية لاتعني الوحدة طالما انها تفقد قيمتها عندما يكون الانسان بعيدا عن الآخرين. وأكدت الدراسة أيضا بأن الحرية في الانعزال غير موجودة، أما بالنسبة للذين يعتقدون بأن الانعزال عن الآخرين يعني الحرية فهم خاطئون لأن التمتع بالحرية الحقيقية يأتي من وجود مشاركين في الحياة يحترمون وجودك ولايتدخلون في خصوصياتك.
رأي في الدراسة:
قالت المختصة بالعلوم الانسانية البرازيلية سارا كوتيا (31 عاما) ان الأكثر أهمية في هذه الدراسة هو الربط بين حب البقاء وحيدا والأنانية لأن هذا الارتباط أثبته علم النفس. وأضافت بأن الذين لايحبون الاختلاط بالآخرين أو بناء صداقات وحياة اجتماعية يعانون أيضا من فقدان الثقة بالنفس أولا وبالآخرين ثانيا. هم يخشون الكشف عما يفكرون به ويشعرون به للآخرين.
وأوضحت سارا بأنه، بحسب اعتقادها ، فان الانسان لا يولد وحيدا وانما يموت وحيدا. فولادة الانسان تعني اضافة فرد في المجتمع وهذا يقودنا الى مقولة أن مولد كل اسان هو بمثابة أمل للمجتمع، فقد يساهم هذا المولود في انقاذ أمة أو شعب أو عائلة من الضياع. وقد يصبح ، على الأقل، شعاع أمل لأسرة.
وأضافت بأن الحب يخرج الانسان من الوحدة ويعلمه التضحية من أجل الآخرين. وذهبت الى أبعد من ذلك بالقول ان الحب ربما يكون الدواء الوحيد أو لنقل الحافز الأكبر لخروج الشخص من عالم الوحدة ودخوله الى عالم "التشاركية" ولكن ماهو أهم من ذلك هو كيف يمكن تعليم المنعزلين الحب؟ هذه هي المشكلة في الوحدة، فان نوى الانسان أن يشارك أحدا في الحياة على أساس من الحب فهو حتما لن يعاني من الوحدة ولن يتعود عليها.
واختتمت سارا بالقول ان المشكلة الحقيقية تكمن في كيفية التغلب على الشعور بالوحدة التي تأتي من الداخل لأن الشعور بالوحدة من الخارج هو غالبا ما يكون شعورا مؤقتا نتيجة ظروف معينة. فالاكتئاب قد يؤدي الى حالة من العزلة، ولكن الحالة تزول بمجرد معالجة الاكتئاب.