تأثير افلام الرسوم المتحركة على اطفالنا .. سيف ذو حدين !!
كاتب الموضوع
رسالة
mäläk sÿ ادارية نشيطة
الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: تأثير افلام الرسوم المتحركة على اطفالنا .. سيف ذو حدين !! 20/11/11, 06:06 pm
تأثير افلام الرسوم المتحركة على اطفالنا .. سيف ذو حدين !!
كثيرون الذين كتبوا بإخلاص ووعي عن سلبيات وإيجابيات برامج الطفولة التي تبثها بعض قنوات التلفاز العربية والأجنبية المتخصصة، وكان الهدف وما يزال: حماية عقول أطفالنا وسلوكهم وقيمهم، وتنمية مواهبهم، وصقل قدراتهم... أليست الطفولة هي صانعة المستقبل، والاستثمار في مجال تربية الأطفال وتنشئتهم، هو أفضل وأهم الاستثمارات؟.
فأفلام الرسوم المتحركة تنتقل بالصوت والصورة والحركة واللون الجذاب، كل ما يوجه أنظار أطفالنا إلى معرفة أشياء طريفة، وأمور متنوعة، ما كان لأطفالنا أن يعرفوها، دون مشاهدة تلك الأفلام والمسلسلات، سواء أكانوا في مرحلة الروضة أم في المرحلة الإلزامية.
والتلفاز كوسيلة إعلامية ترفيهية، قد يلهي أطفالنا وتلاميذنا عن واجباتهم المدرسية، مالم تنظم ساعات المشاهدة تحت إشراف الوالدين، ويغرس اهتمامات جديدة لدى الاطفال، بعيدة التأثير في سلوكياتهم وتكوين عاداتهم وقيمهم، وإكسابهم الخبرات والمعارف، لما يتمتع به من عناصر التشويق والإثارة والجاذبية.
وأفلام الرسوم المتحركة المسلية لأطفالنا، فيها إثارة ومغامرات تحتوي على حواديت وحكايات، وفيها صور ورسوم وعرائس تهتم بالأطفال، ورغم تلك الجاذبية في أفلام الرسوم المتحركة ومسلسلاتها، فالطفل لا يستقر في إنفعالاته على لون واحد، فهو سرعان ما يضحك، ثم ما يفتأ أن يبكي، فهو لذلك متقلب في انفعالاته... وهذه الأفلام تؤدي دوراً مهماً في تحقيق الاستقرار الإنفعالي للطفل، شريطة أن تتفق مع خصائص النمو الانفعالي للطفل، وتوجه هذه الانفعالات الوجهة المرغوبة، وتخلّص الطفل من أنواع الخوف والقلق والغضب...الخ.
ومن خلال أفلام الرسوم المتحركة ومسلسلات الأطفال، يمكن مساعدة الطفل على تفهم طبيعة العلاقات الاجتماعية، وإكسابه الخبرات المتنوعة، مثل النظافة الشخصية، وآداب المرور وأداب الحديث، ثم التعاون مع الآخرين وغيرها من الصفات التي تساعد في تربية الطفل وتعليمه.
وأفلام الرسوم المتحركة ومسلسلات الأطفال، إذا أعدت بشكل إيجابي، من شأنها أن تغرس التفكير العلمي في أذهان الأطفال، وتساعدهم في حل مشكلاتهم، فأبطال تلك الأفلام المحببين للأطفال، تساعد على التعليم، لا سيما في القصص الخيالية العلمية، مثل مختبر نينا التي تبثها قناة «براعم» وكثيراً ما تساعد على استخدام الأجهزة العلمية الحديثة والتدريب عليها، وتشجيعهم على الاهتمام بالتكنولوجيا التي غدت سمة هذا العصر.
والسؤال: هل تؤدي أفلام الرسوم المتحركة ومسلسلات الأطفال تلك الأدوار الايجابية في تربية الطفل وتنشئته الاجتماعية؟ والإجابة يمكن أن تكون بنعم، إذا استطاع أحد الآباء استغلال ما يقدم في بعض تلك الأفلام، خاصة المنتجة عربياً، فالأطفال يميلون إلى تصديق المرئيات أكثر من اللفظيات، التي تكون في الأغلب جافة ومنفردة. لا سيما في سنواتهم الأولى، لأن نموهم العقلي لم يصل بعد إلى إدراك المجردات اللفظية التي يسمعونها، لذلك فالمرئيات الجميلة باللون والصورة، هي الأكثر أثراً في معارفهم وخبراتهم، وبالتالي في تعديل اتجاهاتهم وسلوكياتهم وقيمهم.
ومما يذكر، أن معظم الأفلام التي يشاهدها أطفالنا اليوم، هي من انتاج «والت ديزني» الامريكية، وهي غريبة الصنع والهوية على عقول أطفالنا، لأنها صممت لغير أطفالنا وبعقلية غير عقليتنا وثقافتنا، فهي تشجع عادات وأخلاقاً لا نقر الكثير منها. مثل: «توم وجيري» أو «مدينة الألعاب» و «القطارات السريعة» أو الحيوانات الآلية «وأخيراً مسلسل «بارني الشهير»، وغيرها.
ولو أخذنا «توم وجيري» على سبيل المثال، نجده يجسد صراعات بين قط وفأر، يدبر كل منهما المقالب للآخر، وهكذا يدور الصراع بينهما دون هدف أو مغزى، ثم يكون النصر في النهاية حليف أحدهما الذي يكون أكثر مقدرة على الخداع... الخ. أما بقية تلك الأفلام، فكثيراً ما تعتمد على الحظ، ويكون الفوز فيها دائماً للأقوى على حساب مصلحة الآخرين من الضعفاء.
بعض القنوات الفضائية العربية أمثال: MBC وقناة الجزيرة أطفال وقناة «البراعم» وقناة «الكراميش» وغيرها، تقوم بانتاج مسلسلات الأطفال بطريقة، يتضح فيها شيء من التقصير الشديد في عدم الاهتمام بالناحية التربوية، وتركز على الجوانب الترفيهية أو الحركية، وإن كانت أحياناً تتناسب وطبيعة المجتمع العربي، وتراعي خصائص مراحل النمو المختلفة.
إلا أنها لا تتمشى مع عقيدة الاطفال الدينية وتقاليدهم وقيمهم، مما يؤثر سلباً في تشكيل سلوكيات الأطفال، سواء إيجاباً أم سلباً.
ومع هذا، تظل هذه الأفلام المنتجة عربياً ، أفضل من تلك الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي يشاهدها أطفالنا، وما بها من سموم توجه لعقولهم ونفوسهم، وتخرب عقائدهم، وتنحرف بهم عن الطريق السوي.
وفي هذا السياق، يرى بعض الباحثين الاجتماعيين، أن التلفاز يغرس السلبية في نفوس الأطفال والتلاميذ، ويغري بعضهم بالإطارات الجذابة كاللون والصورة التي يعرض فيها رواياته وبرامجه، التي تتضمن العنف والاجرام أحياناً، مما يؤثر على بعض الصغار، فيدفعهم إلى تقليد الصور المتحركة أو الخيالية، مما قد يعرضهم للخطر احيانا.
كما تدل الشواهد اليومية، أن أطفال ما قبل المدرسة، هم من أكبر مشاهدي التلفاز في مجتمعنا، فهم يقضون ساعات بأكملها منذ يقظتهم، وإن مجموعة العمر (2-5 سنوات) من الأطفال يقضون أمام التلفاز نحو (28) ساعة كل أسبوع، والبعض يصل إلى (54) ساعة.
إن أطفال ما قبل المدرسة، بحاجة دائمة إلى اكتساب المهارات الأساسية، في الاتصال الإنساني، وفي تعلم القراءة والكتابة ومعرفة الأعداد، والتعبير عن أنفسهم بمرونة ووضوح، بحيث يتشكل الطفل مع التنشئة الاجتماعية، ليصبح كائناً اجتماعياً سوياً... ومعظم برامج الطفولة التي يبثها التلفاز، لا تشجع على التطوير اللغوي أو العمليات الذهنية، لأنها لا تشمل مشاركته الفعلية فيها، فهي برامج تعود الطفل على التلقي، لا الإبداع والإكتشاف.
إن بعض الآباء في بيوتنا - غير المؤهلين علمياً وتربوياً ومسلكياً - يشجعون أولادهم الصغار على عادة الاسترخاء أمام التلفاز لساعات طويلة، دون اكتساب خبرات جديدة لأطفالهم، وينحصر همهم أن يرتاحوا ولو إلى حين من (شقاوة أطفالهم) حيث يستقطب التلفاز هذه الشقاوة فقط.
وأطفالنا عموماً؛ وبعد مشاهدتهم برامج التلفاز لعدة ساعات، لا يلبث سلوكهم، أن يتراوح ما بين التعبير عن التعب أو الارهاق، وبين الرغبة في ممارسة العنف والشجار، فهم أثناء المشاهدة لم يكونوا في حالة من النعاس، ولا في حالة من التيقظ، بل يكونوا في الأدق والاعم، في حالة من التخدير أو التنويم المؤقت، فالطفل بعد إفراطه في مشاهدة التلفاز لساعات طويلة، وبعد عودته إلى عالم الواقع، تطلق مشاعره تحت وطأة التأجج بين التعب أو الشقاوة، أو الرغبة في النوم أو الشجار مع أمه أو أخواته أو المحيطين به.
هناك تجارب عديدة، أجريت على التأثيرات النفسية للتلفاز على الأطفال، حيث تبين بأن اللعب في الهواء الطلق، هو خير وسيلة تربوية للتعلم ولإكتساب المهارات والتواصل، وأنه أفيد للطفل من مشاهدة برامج التلفاز لساعات طويلة دون فائدة، سوى استمتاع الطفل بالحركة المرئية والألوان الجذابة له، فاللعب مناخ صحي لاكتشاف الطفل للعالم المحيط به، ولتفريغ الشحنات الانفعالية الزائدة عنده، وادمان الطفل على المشاهدة التلفازية، معناه إلغاء اللعب من حياته، وإن ساعات «الشقاوة التي تحرك عضلاته وتفجر طاقاته وتضعه في سياق مواقف شتى كي يركض ويفكر في التفاعل مع أقرانه من أطفال، قد حلت محلها جلسات غير مريحة وغير صحية، وتحديق قد يجهد شبكية العين النامية، فضلاً عن تعطيل لكل ملكات الفكر والابتكار والاجتهاد.
وبينت تلك التجارب أيضاً، أن التلفاز يشكل خطراً على تنشئة الطفل الأولية، ففي غياب والديه أو أهله من حوله أثناء مشاهدته للتلفاز وبرامجه، فانه يترك لوحده ليفتقد بالتالي المهارات الأساسية في التعبير عن النفس بمرونة ووضوح.
وهنا يأتي دور الأسرة وواجبها، في التعايش بصورة سليمة مع برامج التلفاز، وهذا لا يعني منع الأطفال من مشاهدتها، لأن كل ممنوع مرغوب، ولكن؛ أن يقال دائماً للطفل، أن الشاشة الصغيرة، ليست هي الغاية بل هي الوسيلة، وأن هناك أنشطة كثيرة قد تكون أفضل منه كأن نقرأ له بعض القصص التي تتناول حياة الحيوانات والطيور وغيرها، وفي كل الأحوال؛ يمكن أن يسمح للطفل بمشاهدة التلفاز في نهاية الأسبوع، أو تحديد ساعة معينة لمشاهدته.
وعلى الجملة؛ فإن من واجب الآباء أن يعينوا لأبنائهم ما يفعلونه في وقت فراغهم.. انه وقت تربية وصقل للقدرات وغرس للقيم الروحية والخلقية والجمالية، وبث التقاليد الحميدة في نفس الناشئ الصغير... انه وقت تركيب الأشياء وفكها، واستكشاف أسرار العالم المحيط بهم... ومن المفيد دائماً وجود تربويين متخصصين في القنوات الفضائية المحلية المنتجة لأفلام أطفالنا ومسلسلاتهم، وأن تعرض عليهم تلك الأفلام قبل عرضها، بعد أن غدا التلفاز إدماناً وربما خطراً، قد لا تحمد عقباه، خاصة للآباء الذين يريدون حقاً، أن يكون لهم الدور العلمي العميق تربوياً وتعليمياً في تكوين أبنائهم الفكري والسلوكي. أليس أطفالنا هم محط الرجاء والأمل لنا جميعاً؟
الرأي
تأثير افلام الرسوم المتحركة على اطفالنا .. سيف ذو حدين !!