حمص هدأت بعد وصول المراقبين
تفقد اليوم المراقبون العرب بعض أحياء حمص، حيث تظاهر عشرات الآلاف رافعين شعارات تطلب الحماية الدولية، تزامنا مع الزيارة التي بدت خلالها المدينة هادئة نسبيا بعد 48 ساعة سقط فيها حسب الناشطين 60 قتيلا على الأقل، عدد منهم قتل فجرا قبيل وصول الوفد العربي.
وبعد اجتماعٍ مع محافظ حمص غسان عبد العال تجول المراقبون -يقودهم الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي- في أحياء بينها الإنشاءات وبابا عمرو، وهي أحياءٌ نالها الجزء الأكبر من قصف شديد بدأ الجمعة.
وأظهرت صور بثها ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان –ومقره لندن- مواطنين يحاولون إقناع بعض المراقبين بزيارة أحيائهم.
"والله ذبَّحُونا"
وفي أحد المقاطع يطلب مواطن من أحد أعضاء الوفد وهو يمسك سترته أن يصرّح بما رأى وبأنه قال لرئيس البعثة إنهم لا يستطيعون المرور عبر أحد الشوارع بسبب نيران القناصة، وهو ما امتنع عنه المراقب بحجة أن التصريح موكل حصرا إلى رئيس البعثة.
وفي المقطع ذاته يصيح أحدهم "والله ذَبَّحونا" قبل أن تتردد من بعيد طلقات نارية استمرت بضع ثوان.
وتحدث المرصد السوري عن 70 ألف شخص حاولوا الوصول إلى ميدان الساعة تزامنا مع الزيارة، وتصدى لهم الأمن بالغازات المُدمعة.
وردد بعض المواطنين عند مرور المراقبين هتافات تطلب حماية دولية للمدنيين، وأخرى تؤيد الجيش السوري الحر، المكون أساسا من عسكريين منشقين.
تمويه
وقال الناشط محمد صالح إن القصف العنيف الذي أصاب بعض أحياء حمص منذ الجمعة توقف وشوهدت الدبابات وهي تنسحب.
لكن مرصد حقوق الإنسان ومعه ناشطون اتهموا السلطات بعدم سحب آلياتها، التي أُخفيت حسبهم في مقرات حكومية، مما يسمح للنظام بنشرها خلال دقائق من رحيل المراقبين.
أما السلطات فقالت إن المراقبين تفقدوا في حي باب السباع الدمار الذي سببته "الجماعات الإرهابية" وتحدثت عن لقائهم بأقارب "الشهداء" وبشخص خطفته الجماعات المسلحة.
وحسب قناة الدنيا المقربة منها فسيتجه المراقبون لاحقا إلى حماة القريبة، وإلى إدلب في الشمال الغربي.
حرية الحركة
وقالت الخارجية السورية إن للبعثة حرية الحركة كما يقتضيه بروتوكول المراقبين الذي وقعته سوريا قبل ثمانية أيام، سقط خلالها حسب الناشطين نحو 300 قتيل من المواطنين والعسكريين المنشقين.
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن سوريا تعهدت بالحرية الكاملة للبعثة في التنقل بين السجون والمعتقلات والمستشفيات، خلال مدة شهر ستستغرقها مهمتهم.
وقبل لقاء المراقبين بمحافظ حمص، قال الفريق الدابي إن السلطات السورية تتعاون حتى الآن.
"
المجلس الوطني السوري وصف الخطة العربية بأنها جيدة، لكنه قال إن الجامعة عاجزة عن تنفيذها
"
وأضاف أنه سيعود إلى دمشق لعقد اجتماعات، لكن فريقه باق في حمص، التي وصف أول أيام العمل فيها بأنها كانت "جيدة جدا"، وتحدث عن تجاوب من كل الأطراف.
جامعةٌ عاجزة
وانتشر حتى الآن 50 مراقبا سينقسمون إلى خمس مجموعات، تراقب في خمسة مواقع مدى تطبيق دمشق خطةً عربية تقضي بإنهاء المظاهر المسلحة في المدن والإفراج عن المتظاهرين المعتقلين، وحوار المعارضة والسماح لوسائل الإعلام بتغطية الاحتجاجات.
ووصف المجلس الوطني السوري المعارض الخطة بأنها جيدة، لكنه قال إن الجامعة العربية عاجزة عن تنفيذها، لذا يجب نقل الموضوع إلى مجلس الأمن.
وفي تطورات أمنية أخرى تحدثت السلطات عن تفجير "مجموعة إرهابية" خطًّا للغاز شرقي تلبيسة في حمص فجرا، لكن ناشطين قالوا إن طائرات النظام فجرت الأنبوب "لتشويه الثورة السلمية".
كما تحدثت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن طالبٍ فتح النار في جامعة دمشق الأحد، فقتل طالبا وجرح أربعة، في عملٍ حركته دوافع فردية لا سياسية كما قالت.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الطالب معتقل سابق، كان قد تعرض للضرب على أيدي طلاب موالين للنظام بينهم الطالب القتيل.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف مدني قتلوا منذ أن بدأت الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد منتصف مارس/آذار الماضي، لكن الناشطين يقولون إن العدد الحقيقي أكبر بكثير، ويتحدثون عما لا يقل عن عشرة آلاف معتقل.
|
الناشطون يقولون إن النظام أخفى آلياته عن المراقبين ولم يسحبها من حمص
|
منقول من موقع الجزيرة
في حمى الرحمن