الدوالي.. ومضاعفات خطيرة لذلك المرض الشائع!!!!
تعتبر شكوى النساء من بروز الاوردة في الساقين أو من شكلها المحرج والمنفر من الامور الشائعة. فهذه الحالة التي تسمى «الدوالي» مرض شائع يصيب حوالي %40 من النساء و%25 من الرجال. وبالرغم من اعتقاد الكثير بعدم خطورتها فإنها قد تسبب في الواقع مضاعفات خطرة مثل تقرح القدمين المزمن وتكون الجلطة الوريدية. وعليه، ينصح المصابون بالدوالي من الجنسين بضرورة علاجها في وقت مبكر قبل ان تتفاقم الحالة.
صحة الاوعية الدموية مهمه جدا للحفاظ على تروية الخلايا والحفاظ على صحة الجسم. فاختلال التروية الدموية لأي عضو في الجسم ستؤدي الى حدوث قصور في كفاءة عمله أو موت جزء منه، وهو امر قد يهدد الحياة. والاوعية الدموية عرضة للإصابة بعدة مشاكل عند توافر عوامل الخطر.
ومن أهم عوامل الخطر المحلية هي الاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم والسكر وارتفاع الكوليسترول الخبيث والتدخين. بينما يؤكد استشاريو تشخيص الاوعية الدموية ضرورة خضوع من لديه هذه الامراض للفحص الدوري لتشخيص صحة الاوعية الدموية. فتطور اجهزة تصوير وتشخيص الاوعية الدموية سهل كثيرا من دقة تشخيص أي خلل منذ بدايته.
الفرق بين الأوعية الدموية
تنقسم الاوعية الدموية الى قسمين: الشرايين والاوردة. والشرايين هي الاوعية التي تنقل الدم المحمل بالأوكسجين والعناصر الغذائية من القلب الى جميع انحاء الجسم، فهي المسؤولة عن تروية خلايا الجسم.
اما الاوردة فتنقل الدم المستهلك والمحمل بنفايات العمليات الحيوية وثاني اكسيد الكربون الى القلب حتى تتم تنقيته. وتتميز الاوردة باحتوائها على صمامات تساهم في دفع الدم باتجاه مضاد للجاذبية الارضية وتمنع ارتجاعه وخاصة للأطراف السفلى.
ما الدوالي؟
- إذا اصيبت الصمامات بخلل ولم تتمكن من الإقفال بشكل جيد، فسيرتجع جزء من الدم الى الاسفل ويتجمع في الأطراف السفلية، مما يسبب ارتفاع الضغط في الأوردة وتوسعها وتمددها مع بروزها الى الخارج وهنا تحدث «الدوالي». على سبيل المثال، إن اصيب وريد الساق الرئيسي بالدوالي فسيترتب على ضعف الصمامات حدوث ارتجاع في تدفق الدم إلى داخل أوردة الساق الصغيرة والفرعية فتنتفخ وتتعرج وتبرز على سطح الجلد وهو العرض المميز للدوالي.
ويقسم المرض إلى ست درجات من حيث درجة الانتفاخ، وتبدأ من درجة صفر والى ست درجات. وقد تكون الدوالي بارزة وواضحة او غير ظاهرة للعيان ولكنها موجودة في باطن الساقين. كما قد ترافقها اعراض مثل ثقل الساقين والتورم والتقرح وتغير لون الجلد.
عوامل خطر
وحول عوامل الخطر التي ترفع نسبة الاصابة بالدوالي،فإنها تنقسم الى اسباب اولية واسباب ثانوية، من أهمها:
1 - الاسباب الأولية:
- يلعب العامل الوراثي دورا مهما في زيادة نسبة الاصابة. حيث اثبتت الدراسات أن اصابة الأم والاب ترفع من خطر اصابة أطفالهم الى %80.
- كثرة الوقوف او الجلوس، ما يفسر ارتفاع نسبة الاصابة بين العاملين في الوظائف التي تتطلب الجلوس او الوقوف لوقت طويل مثل الطبيب والمدرس والحلاق وغيرها. فيما وجدت الدراسات أن من يكثرون من جلوس التربيع او ممارسة رياضة اليوغا والمشي تقل لديهم نسبة الاصابة بشكل كبير.
- أي عامل يرفع الضغط على تجويف الحوض كالسعال المزمن والسمنة والحمل وزيادة الوزن. وقد بينت الدراسات ارتفاع نسبة الاصابة بالدوالي عند من حملت مرتين بنسبة 20-30 % مقارنة بقرينتها التي لم تحمل ابدا.
- الاصابة بالإمساك المزمن. وهو أمر وارد نتيجة اتباع أسلوب غذائي غني بالكربوهيدرات وفقير بالألياف والسوائل، مما يسبب الإمساك وزيادة صلابة البراز وصعوبة الاخراج وضرورة الشد. كما يضغط البراز القاسي على اوردة الحوض.
2 - الاسباب الثانوية:
كمضاعفات لبعض الأمراض، مثل: الاصابة بالجلطة الوريدية او الاورام التي تضغط على تجويف الحوض والبطن.
هل هي حالة خطرة؟
الدوالي مرض ومن الممكن ان يسبب مضاعفات خطيرة. فقد يسبب:
- تقرحات مزمنة في الساق والقدم.
- آلاما شديدة في الساق.
- تغير لون الجلد الى اللون الداكن، وهو امر لا يمكن علاجه او استعادة لون الجلد الطبيعي.
- يسبب ركود الدم تكون الجلطة الدموية التي قد تكون خطرة لو كانت من النوع المتحرك ووصلت الى الرئة.
ولتجنب حدوث هذه المضاعفات، يشدد الاطباء على اهمية تشخيص وعلاج الدوالي مبكرا لأنها تكون اكثر سهولة ونجاحا.
ومن طرق التشخيص:
1 - الفحص الاكلينيكي، ويتم خلاله اخذ التاريخ المرضي وفحص الاعراض.
2 - الفحص بسونار الدوبلر الدقيق. يعطي للطبيب تقرير دقيق حول الحالة وهو افضل اداة تشخيص يعتمد عليها في اختيار افضل وأنسب طريقة للعلاج.
الجديد في علاج الدوالي
كانت الدوالي تعالج قديما من خلال الجراحة، التي يتم فيها فصل وجذب الوريد المتضرر من خلال عدة فتحات صغيرة في الساق. وهي عملية جراحية تتطلب البقاء في المستشفى عدة ايام والشعور بالألم وظهور الكدمات لعدة ايام مع احتمال حدوث مضاعفات نتيجة للتخدير.
اما الطرق الحديثة، فهي اقل تدخلا ولا تتطلب البقاء في المستشفى، بل هي من ضمن عمليات اليوم الواحد التي تتم تحت تأثير بنج موضعي ويخرج المريض بعدها ليمارس حياته بشكل طبيعي.
ومن أهم هذه الاجراءات:
- الكي الحراري او بالليزر: يتم فيها كي الاوردة المصابة بالدوالي حراريا لإغلاقها. وبعد العلاج تعمل الأوردة غير المصابة بالمرض على نقل الدم من القدم وإلى القلب بشكل طبيعي.
- حقن الرغوة: يتم فيها حقن الاوردة برغوة لإغلاق الوريد المسبب للمشكلة وإلغائه. وغالبا ما يكون اجراء مكملا لعملية الكي الحراري او الليزر.
عقاقير حديثة مفيدة
وقد الدراسات اظهرت أن الخضوع للجراحة لم يكن الحل الامثل للعديد من الحالات، حيث تعود الدوالي في نسبة 15 - %20 من الحالات ويضطر المريض لتكرار الخضوع للجراحة. اما العلاج بالطرق الحديثة، فتقرن بنسبة نجاح عالية بحيث لا ترجع الدوالي الا في 1 - %2 من الحالات.
الكي الحراري
نوضح لكم طريقة اجراء الكي الحراري:
- تدخل القسطرة إلى الوريد المتضرر تحت اشراف السونار الى ان تصل الى المنطقة المصابة بالدوالي، ثم نقوم بكيها. وعادة لا يستغرق هذا الاجراء اكثر من نصف الساعة. وبعد الاجراء تفحص سلامة الاوعية من خلال السونار الدقيق ويقيم نجاح العملية. وبعد العملية تربط الساق ويظل المريض لابسا الرباط لمدة اسبوعين فقط.
الجلطة الوريدية
من أكثر مشاكل الاوردة العميقة شيوعا هي تكون الجلطات الوريدية. وهي سبب نصح الاطباء للمصابين بالأمراض المزمنة بضرورة الخضوع لفحص السونار دوريا لتقييم صحة اوعية الساق وللاكتشاف المبكر للجلطة والدوالي وأي ضيق في الشرايين.
- 90 % من الجلطات الوريدية تحدث في الساق، فيما تصيب %10 الباقية الذراعين، وبالرغم ندرتها فإنها تحدث عند من يستعملون ذراعيهم بشكل كبير مثل ممارسي رياضة رفع الاثقال او التجديف او المصابين بأورام في هذه المنطقة او من خضعوا لجراحة في اليد او الذراع. اما جلطات الساق العميقة فهي اكثر شيوعا بحيث يتم تشخيص حالة يوميا في المعدل.
المعرضون للخطر
ومن عوامل خطر الإصابة بالجلطة الوريدية:
- المصاب بأمراض الدم وخاصة الامراض التي تسبب تكسر الدم او زيادة لزوجته او وجود خلل في بروتينات الدم.
- من خضع لعملية جراحية كبيرة.
- من اضطرته حالته الصحية الى النوم على السرير لعدة ايام.
- تناول الهرمونات مثل حبوب منع الحمل والعقاقير التي تحتوي على هرمون الاستروجين.
- التغيرات المصاحبة للولادة ويزداد الخطر بعد الولادة القيصرية، وخاصة ان لم تتحرك الام من بعدها كثيرا. وذلك نتيجة التغيرات الهرمونية التي ترافق عملية الولادة والتي تزيد من نسبة تخثر الدم وتكون التجلطات.
- بعد الاصابة بالكسور والحوادث.
- مع تقدم العمر.
- عامل الوراثة له دور كبير.
- التدخين.
- من اصيب بجلطات سابقة.
- كثرة الطيران، لأنها ترفع من لزوجة الدم وبالتالي قابلية تكون الجلطة.
أعراض الجلطة
من الاعراض المميزة للإصابة بالجلطة:
ألم شديد في عضلة الساق الخلفية او في الفخذ بحسب مكان وجود الجلطة، وهو ألم شديد بحيث يوقظ الشخص من نومه. وغالبا ما يرافقه احمرار في الجلد، والتورم وارتفاع درجة حرارة المنطقة. وفي مرحلة متقدمة تظهر القرح ايضا.
التشخيص
للتشخيص الدقيق يستعان بفحص السونار الدوبلر والتصوير بالأشعة المقطعية، وذلك لتحديد مكان الجلطة وان كان هناك اي جلطات اخرى وصلت الى اوعية الحوض والبطن.
علاقة الحمل بتكون الجلطة
نشير الى ضرورة التوعية بان الحمل يعتبر سببا من اسباب حدوث الجلطة.
- بينت الاحصائيات أن 1 حامل من بين 10 نساء حوامل ستصاب بالجلطة، حيث يتضاعف خطر اصابة السيدة بالجلطة عند الحمل الى عشر مرات مقارنة بقرينتها غير الحامل. ويمكن ان تصاب بالجلطة في وقت اثناء الحمل والى 6 اسابيع بعدها، خاصة لو كانت مصابة بالأمراض المزمنة كمرض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة التي تؤثر سلبا في الاوعية الدموية والدم.
- من اهم اسباب ارتفاع الخطر على الحامل هو:
- ضغط الرحم والجنين على الاوعية الدموية الموجودة في تجويف الحوض والبطن.
- التغير الهرموني المرافق للحمل يسبب بطء تدفق الدم الى الاوردة، مما يرفع لزوجة الدم وقابليته للتخثر والتجلط.
- يستعد الجسم لعملية الولادة من خلال افراز مواد تزيد من قابلية تجلط الدم، فهو بذلك يقي المرأة من حدوث نزيف اثناء عملية الولادة.
كما ان هناك عوامل اضافية ترفع خطر اصابة السيدة بالجلطة مثل:
-الحمل المتأخر ( بعد سن 35 سنة).
-اذا كانت ولادة قيصرية.
- اذا استمرت عملية الولادة والطلق لفترة طويلة (ساعات).
-اذا قلت حركتها كثيرا قبل الولادة وبعدها (لمدة اكثر من 3 - 4 ايام).
- السيدة المدخنة.
- اذا كانت سمينة او زاد وزنها كثيرا في الحمل، مما يفسر تضاعف نسبة الاصابة عند الحامل بالتوائم مقارنة بالحامل بالجنين الواحد
وللوقاية من الجلطة على السيدة النشاط والحركة اثناء الحمل وبعد الولادة. ولبس الجوارب الطبية الضاغطة على اوردة الساق.
احتياطات للوقاية من مرض الدوالي
هناك بعض الاحتياطات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الدوالي منها:
- ممارسة التمارين الرياضية لتحسين دورة القدمين الدموية.
- فقدان الوزن الزائد والحفاظ على الوزن المثالي.
- تفادي الاصابة بالإمساك: بالإكثار من كمية الالياف والسوائل في الغذاء وتناول الملينات البسيطة عند اللزوم.
- عدم ارتداء الملابس الضيقة على البطن والافخاذ وخاصة الكورسيه.
- تجنّب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي.
- رفع القدمين لمدة 10 إلى 15 دقيقة من ثلاث إلى أربع مرات يوميا، لتحسين الدورة الدموية للقدمين.
- تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. ويستحسن تغيير وضعية الجلوس والوقوف بين الفترة والأخرى لتحسين عملية تدفق الدم في الساقين.
- ارتداء الجوارب الطبية الضاغطة طول اليوم ما عدا أثناء النوم، فهي تضغط على الأوردة لمنع تراكم الدم. ويفضل ارتداؤها قبل القيام من السرير وقبل أن يتراكم الدم في الأوردة.
تمنياتي لكم بالصحة و العافية