العقم عند الرجل .. اسباب وعلاج...

التهاب البروستات والحويصلات المنوية ودوالي الصفن من أسباب عقم الرجل


يسود الاعتقاد أنه بين كل (15) حالة زواج هناك حالة واحدة تقريبا لا يرزق فيها الزوجان بأطفال بسبب إحدى مشاكل العقم، حيث يكون الرجل مسؤولا عن 60% من مثل هذه الحالات. ولكي يمكن إدراك السبب الكامن وراء هذا لا بد من فهم تشريح وآلية الجهاز التناسلي لدى الرجل.

الجهاز التناسلي الذكوري

بتعبير مبسط يتألف هذا الجهاز من الخصية التي تنتج السائل المنوي وسلسلة من القنوات الجامعة المتشابكة collecting ducts التي تنتهي في البروستات أي في المكان الذي تتصل فيه القنوات المنوية بمجرى البول (الإحليل).

وعلى الرغم من أنه ثبت حقيقة أن الأفنية الجامعة للسائل المنوي قد تسد أحيانا وتمنع هذا السائل من الوصول إلى الإحليل إلا إننا نتجاهل هذا السبب كلية نظرا لأن عدد حالات العقم الناتجة عنه قليل جدا ونركز بدلا عن ذلك على المشكلات المرتبطة بالخصيتين لأن هذه تشكل ما يزيد عن 95% من مجموع حالات العقم عند الرجال. يبلغ طول الخصية عند الإنسان البالغ عادة 4-5 سم. وتتصل من أحد جوانبها بواسطة أنابيب دقيقة جدا بالأقنية الجامعة المتشابكة التي تنضغط في البربخ epididymis والذي ينتهي بدوره إلى قناة رئيسية وحيدة.

يوجد في داخل كل خصية حوالي (250) حجيرة تحتوي كل منها على أنابيب طويلة ملتفة لإنتاج السائل المنوي ويوجد بداخل هذه الأنابيب الخلايا الصغيرة التي تنتج السائل المنوي. تنتج الخلية الأولية المولدة للسائل المنوي العديد من النطف البالغة النمو بواسطة التكاثر والمرور عبر سلسلة من التغيرات.


ويقدر الوقت اللازم لإنتاج نطفة بالغة من خلية أولية بـ 74 يوما. وتقع عملية نمو ونضج النطف البالغة تحت سيطرة غدد معينة متمركزة في الدماغ. وهذه الغدد تنتج مادة نسميها هرمونات hormones تدور في الدم وبعضها له تأثير مباشر على قنوات توليد النطف. وعلى الرغم من حقيقة استحالة نمو النطفة بدون تركيز مناسب للهرمونات في الدم فإنه حقيقي أيضا أن المستوى المنخفض للهرمونات يشكل نسبة مئوية قليلة جدا من حالات العقم وحتى في هذه الحالات القليلة فإن مشكلة العقم هي فقط واحدة من المشكلات العديدة الناتجة عن النشاط الغير ملائم للغدد الدماغية.

يكون سبب العقم عند الرجل احياناً وجود التهاب مزمن في مسالكه التناسلية، كالبروستات والحويصلات المنوية، مما يستدعي كشفه وتحديد نوع الجراثيم المسببة لهذا الالتهاب.

وهذا يمكن التوصل اليه بطريقة زرع السائل المنوي في المختبر بعد الحصول عليه بواسطة الاستمناء. وهناك دراسات دلت على ان 17-20% من حالات انخفاض عدد النطف المنوية وضعف حركتها سببه التهاب غدة البروستات والحويصلات المنوية.

تتركب البروستات من غدد واقنية ونسيج ليفي، وعملها الرئيسي افراز السائل المنوي بالاشتراك مع الحويصلات المنوية. ويحتوي هذا السائل على جميع العناصر الغذائية والخمائر والمواد الضرورية لحياة الحيوانات المنوية.

وتقع البروستات بعد عنق المثانة مباشرة، وهي عرضة لتصبح بؤرة للالتهابات الناشئة في المثانة البولية أو الاحليل (مجرى البول). اما الحويصلات المنوية فتتكون من فصوص وعائية متقاربة، وهي تقع في اعلى البروستات حيث تتصل بالحبل المنوي من كل جهة لتشكل معه القناة الدافقة التي تصب في الاحليل في قسمه الواقع ضمن البروستات. وتفرز الحويصلات المنوية القسم الاكبر من السائل المنوي، الذي يحتوي على العناصر الغذائية والخمائر الضرورية لنشاط الحيوانات المنوية. ومن المواد الغذائية التي يتم تكوينها في الحويصلات المنوية، سكر الفركتوز الذي يعطي الحيوان المنوي الطاقة اللازمة لتحركه.

فافرازات غدة البروستات والحويصلات المنوية هي التي توفر للحيوانات المنوية الغذاء اللازم، كما تحميها بالمواد الحافظة الموجودة فيها خلال عبورها الاعضاء التناسلية للمرأة.

كيفية حدوث الالتهاب:

ينتج التهاب البروستات والحويصلات المنوية عن جراثيم زهرية او غير زهرية، مثل جراثيم «أي كولى» و»كلاوميديا». وتنتقل هذه الجراثيم عادة عن طريق الاحليل.

والتهاب البروستات هو من اكثر الالتهابات شيوعاً عند الرجال بين 20- 50 سنة من العمر. وقد يظهر بشكل حاد مترافقاً بحرارة مرتفعة، وألم في اسفل الظهر، والعجان، وكثرة الشعور بالتبول وعسرته، أو يكون الالتهاب مزمناً فيسبب كثرة التبول، ثم ألم فوق العانة أو في العجان وآلام في اسفل الظهر. ويتسبب الالتهاب المزمن إما عن التهاب بروستات حاد، أو من اية آفة انتانية من اللوزتين او من الرئتين وتنتقل جراثيمها عبر الدم الى البروستات.

تشخيص التهابات المسالك التناسلية

يتم التشخيص عن طريق القصة السريرية واجراء المس الشرجي وبعد ذلك تدلك البروتسات تدليكاً خفيفاً للحصول على السائل البروستاتي ليتم فحصه والكشف عن وجود خلايا قيحية او جراثيم، اضافة الى زرعه بكتريولوجياً لمعرفة نوع المضاد الحيوي لهذه الجراثيم.

التغيرات التي يحدثها التهاب المسالك التناسلية في النطف:

تتلخص التغيرات فيما يلي:

اولاً: ازدياد حجم السائل المنوي عن 5سم مكعب.

ثانياً: نقص في كمية مادة «الفركتوز» في السائل المنوي والضروري جدا لحياة النطف المنوية وحركتها.

ثالثاً: يصبح السائل البروستاتي سميكاً متخثراً غير لزج كالعادة بفعل السموم، فيصبح من الصعوبة على النطف التحرك بحرية وبالسرعة الضرورية من اجل التسرب الى داخل الاعضاء التناسلية عند المرأة والقاح البويضة الانثوية فيها.

العلاج:

إن نوع الجراثيم التي تعشعش في البروستات والحويصلات المنوية يتم تحديدها بواسطة زرع السائل المنوي وتحليله في المختبر لمعرفة نوع الدواء المناسب لها. المرضى المصابون بالتهاب البروستات الحاد، بعكس المصابين بالتهاب البروستات المزمن، يستجيبون بصورة جيدة لمضادات الجراثيم الخاصة بها لمدة شهر تقريباً.

اضافة لذلك يجب الاستراحة في السرير والاكثار من تناول السوائل والامتناع عن المشروبات الروحية والاتصال بالزوجة. واما التهاب البروستات المزمن فهو اصعب الامراض علاجا واقلها تجاوبا، وحتى يكون المضاد الحيوي فعالاً، يجب ان يكون باستطاعته التسرب الى انسجة البروستات وان يعطى لمدة ثلاثة اشهر متواصلة.


العقم الناجم عن دوالي الصفن:

الصفن عبارة عن جلد رقيق متجعد ومصطبغ يغلف الخصيتين، ويحتوي على اجربة شعرية وغدد دهنية وانسجة مرنة وعضلات ملساء. ويعمل الصفن كمنظم لحرارة الخصية، حيث تكون الحرارة الداخلية دوماً اقل من حرارة الجسم بثلاث او اربع درجات مئوية، ويحمي الصفن الخصية ويسمح لها بالتحرك داخله بحرية. وعند الاثارة الجنسية ينكمش الصفن بسبب الاحتقان الوعائي وتتقلص العضلات الملساء وتزداد سماكة جلد الصفن وتزول هذه التغيرات جميعها بعد زوال الاثارة.

ما هي دوالي الصفن؟

هي عبارة عن وجود انتفاخ في الأوردة الدموية المنوية، سببها خلل في الصمام الكائن بين الوريد الكلوي الأيسر والوريد المنوي الذي يسهل للدم القادم من الخصية من دخول الوريد الكلوي بشكل طبيعي ويمنع رجوعه نحو الخصية.

فوجود خلل خلقي في الصمام يؤدي الى احتقان الدم في اوردة الصفن مما يسبب بحكم تجمع الدم تمدداً وانتفاخاً فيها. وسبب خلل الصمام يعود الى عيب وتشويه حدث عند التكوين.

علاقة دوالي الصفن بالعقم:

إن احتقان الدم وركوده في اوردة الصفن يؤدي الى ارتفاع الحرارة بالصفن بحوالي درجتين او اكثر. وهذا الارتفاع المستمر في الحرارة يؤثر سلبياً على وظيفة تكوين النطف المنوية وتوالدها. وبالاضافة الى ذلك يؤدي بطء الدورة الدموية في الصفن الى نقص في نقل الاوكسجين عبر الدم الى الخصية، كما يؤدي الى تراجع المواد الضارة (السموم) من الوريد الكلوي نحو الخصي.

الاحصائيات العالمية تشير الى نسبة حدوث الدوالي كسبب مباشر للعقم عند الرجال بنسبة 20-40 % وهو يحدث بحدود ثلث الحالات وان 85% منها في الخصية اليسرى.

وتتلخص التغيرات المرضية التي تحدثها دوالي الصفن في وظيفة الخصية بما يلي:

اولاً: بنقص واضح في تعداد النطف المنوية.

ثانياً: بضعف ذريع في حركة النطف ونشاطها.

ثالثاً: بارتفاع نسبة تشوه النطف .

تشخيص دوالي الصفن:

يستعمل لتشخصي دوالي الصفن طرق حديثة، مثل: التصوير الظلالي الرجوعي لأوردة الخصية التي تتطلب خبرة من قبل طبيب الاشعة. وأما الطرق الاخرى فهي التصوير فوق الصوتي واستخدام جهاز «الدوبلر».

العلاج

ان افضل طريقة علاج، هي اجراء عملية الدوالي بواسطة عقد عروق الدم من اعلى، وهذا يعني في منطقة العانة وبعيدة عن الخصية حتى لا يحصل خطأ في عقد الشرايين الخاصة بالخصية. ونجد انه يمكن اضافة الادوية الطبية بعد 6 شهور من عمل العملية اذا لم يحصل تحسن كبير في عدد الحيوانات المنوية وفي حركتها.

تشير البحوث بان هناك علاقة طردية بين قلة عدد الحيوانات المنوية وكثافة وجود الدوالي، ووجد ان معدل النجاح وتحقق الحمل من جراء العملية يصل الى حوالي 70% اذا كان اكثر من 10 مليون بالمليمتر الواحد قبل اجراء العملية.

وفي حالات النقص الشديد في تعداد النطف نجد ان معالجة المريض بأدوية فعالة ومتواجدة تحقق تحسن عدد الحيوانات المنوية وحرتها وتزيد من اشكالها الطبيعية بعد عملية ربط الدوالي، اضافة الى زيادة نسبة توقع الحمل. هناك سؤال يطرح نفسه، هل من فائدة ترجى من اجراء عملية ربط دوالي الصفن؟ الجواب عن هذا التساؤل هو انه كلما اكتشفت دوالي الصفن في سن مبكرة من العمر، خاصة في سن المراهقة، يكون نجاح العملية افضل ما هو عليه في سن متأخرة.

وما ذكر سابقاً وما يطلعنا عليه الواقع ايضا ان تحقق الحمل يقل طرديا مع وجود تلف الخصية، واهم علامة لحصول التلف كون عدد الحيوانات المنوية في الملميتر الواحد من السائل المنوي اقل من 10 مليون.

هناك ابحاث اثبتت ان الذين لم يخضعوا لعملية ربط الدوالي انجبوا اطفالا وبينما بعض من اجريت لهم العملية لم يتحقق عندهم الحمل . لذلك يكون معدل النجاح اكثر اذا كان عدد الحيوانات المنوية اكثر من 10 مليون بالملميتر قبل اجراء العملية.

ان التحسن المحتمل والمتوقع لظهور النتائج المشجعة، يظهر بعد 6 شهور الى 18 شهرا بعد اجراء العملية نظرا لان انتاج الحيوانات المنوية في الخصية يستغرق عادة 3 شهور لكل دفعة جديدة من الحيوانات المنوية.


اطيب امنياتي للجميع بدوام الصحة و العافية

في امان الله

شكرا على مرورك العطر نجوم

اطيب امنياتي