صحتك في غذائك .. سر عنصر«الزنك».. ادوار حيوية وصحية مهمة

هنالك ثلاث وظائف حيوية لجسمنا والتي تمكننا من التمتع بصحة جيدة وهي:

-القدرة على تنظيم نمو وتطور خلايانا.

- القدرة على إلتئام الجروح (الداخلية منها والخارجية) وبسرعة.

-المحافظة على جهاز مناعي وقوي.

وبات عنصر الزنك العامل المشترك و الوحيد بين هذه الوظائف الحيوية والذي بدوره يجعلنا نحظى بصحة جيدة.

فما هو عنصر الزنك؟

=وما الذي يجب أن نعرفه عن هذا العنصر؟.

= وهل هنالك إحتياجات معينة منه؟.

=ماهي أعراض نقصه؟.

=وماذا عن مصادره؟.

هل من مخاطر لزيادة تناوله؟.

وماذا كشف لنا العلم الحديث حول ما يتعلق به؟

الزنك وتاريخ إكتشاف نقصه

يعتبر الزنك من العناصر المعدنية الضرورية لصحة الجسم والتي يحتاجها جسمنا بكميات قليلة جدا تقدر بحوالي 8 إلى 11 ملغم يوميا.
ويعود إكتشاف نقص الزنك الإكلينيكي إلى تناول حميات تحتوي على كميات عالية من حمض الفايتيك والتي تتعارض وامتصاص الزنك.
وقد اشتهرت هذه الحميات في منطقتنا في مطلع الستينات إذ تسبب نقص الزنك في إنتشار القزمة لدى المراهقين والمراهقات حسب ما ورد عن كتب تاريخ الطب والتغذية.

نقص الزنك

حظي عنصر الزنك الإهتمام العلمي نظرا لما أشارت إليه العديد من الدراسات الحديثة من أن نقص الزنك مرتبط بهبوط مستويات هرمونات الغدة الدرقية، ومرتبط أيضا بانخفاض قدرة الجسم على حرق الطاقة والتمثيل الغذائي.

كما وأشارت دراسات أخرى إلى مدى تأثير نقص الزنك على إرتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم (الترايغليسريدات) وزيادة قدرة الجسم على تراكم الدهون في الخلايا، خاصة لدى الأطفال.

دور الزنك في جسمنا

ويلعب الزنك دور أساسي في العديد من العمليات الحيوية للجسم

فهو ضروري لنمو وتطور الخلايا (مثل إنتاج ونمو خلايا الجلد الجديدة)

تقوية الجهاز المناعي والذاكرة

تقوية وظائف الجهاز العصبي

ولصحة الجهاز التناسلي، خاصة لدى الرجال إذ يؤثر الزنك على أداء وظيفة البروستات والنشاط الهرموني للرجال وقدرتهم على إنتاج الحيوانات المنوية.

كما ويدخل الزنك في تركيب العديد من أنزيمات الجسم (تقدر بأكثر من 300 أنزيم) وفي تفاعلات حرق وتمثيل الطاقة

كما وأنه يتحكم في عمليات إنقباض العضلات.

ويعتبر الزنك من العناصر الأساسية لتصنيع بروتين الجسم وأغشية خلايا الجسم، وإلتئام الجروح وذلك من أجل دوره في إنتاج مادة الكولاجين.

كما وأنه يلعب دورا مهما في تنظيم وظائف الجينات وثبوت خلايا الدم والهرمونات في الجسم، خاصة هرمون الأنسولين.

الفئات الأكثر عرضة لنقص الزنك

ومن الفئات المعرضة لنقص الزنك هم فئة النباتيين أو الأشخاص الذين يعتمدون بشكل أساسي على تناول المصادر النباتية (كالخضار) وبكثرة في حميتهم الغذائية من دون تناول أية مصادر حيوانية.

وتعتبر المصادر النباتية غنية بمادة الفايتيت (أو حمض الفايتيك) والتي تتعارض مع الزنك وتضعف، بالتالي قدرة الجسم على امتصاص الزنك والإستفادة منه، لذلك فأننا ننصح النباتيين بتناول ضعف الكمية الموصى بها (أي تناول حوالي 16 إلى 22 ملغم من الزنك يوميا) من أجل الحصول على ما يحتاجه الجسم من هذا العنصر.

كما أن فئة المرضعات تعتبر من الفئات المعرضة لنقص الزنك، خاصة اللواتي يرضعن أطفالهن لأكثر من ستة أشهر إذ تزيد الضاعة من إحتمالية نقص الزنك لدى المرضعة والطفل، لذلك فإننا نوصي المرضعات بتناول مصادر غنية بالزنك، كما ونوصي الأمهات بالحرص على توفير مصادر الزنك للأطفال الرضع فوق سن الستة أشهر.

ويعتير الأشخاص الذين يتناولون الكحول بكثرة أكثر عرضة للإصابة بنقص الزنك وذلك لأن تناول الكحول يزيد من فرصة خروج الزنك من الجسم عبر البول. كما أن لحالات الإسهال المزمن وحالات سوء التغذية، وسوء الإمتصاص، ومشاكل الجهاز الهضمي قد تلعب الدور الكبير في التأثير على آلية إمتصاص الزنك وإخراجه من الجسم قبيل الإستفادة منه فعليا، لذا فإننا نعتمد في التشخيص التغذوي على معرفة ما إذا كانت هنالك أي مسببات أو دواعي لنقصه.

كما أن لكبار السن (فوق سن 65 سنة) إحتياجات أكثر من هذا العنصر نظرا لضعف الفدرة على إمتصاصه بكفاءة بحكم تقدم السن وضعف أو تلف بعض خلايا الإمتصاص.

بماذا يتأثر ؟

لعل هنالك بعض الأدوية التي تؤثر على الإستفادة من وإمتصاص عنصر الزنك، خاصة بعض أنواع المضادات الحيوية، أو تلك التي تحتوي على الحديد. وتزيد إحتياجات الرياضيين من الزنك بصورة أكبر لدعم بناء العضلات والبروتين، ولتعويض الفاقد من الزنك عن طريق العرق خلال القيام بمجهود التمارين.

ويتأثر الزنك بالعديد من العناصر الغذائية، أهمها عنصر النحاس الضروري لتمثيل بعض الأنزيمات والإستفادة من الحديد. وقد أثبتت الدراسات بأن تناول كميات كبيرة من الزنك بمعدل 50 ملغم فما فوق ولبضعة أسابيع قد تتعارض وامتصاص عنصر النحاس في الجسم، مما يؤثر سلبا على فعل الأنزيمات وبعض تفاعلات الطاقة في الجسم.

كما ويتأثر الزنك بمعدل تناولنا من عنصر الحديد من مصادر المكملات الغذائية (وليس من المصادر الطبيعية للحديد فحسب والتي يمكن أن نحصل عليها عن طريق الغذاء) إذ أشارت الدراسات بأن تناول أكثر من 60 ملغم من الحديد قد يؤثرعلى قدرة الجسم على إمتصاص الزنك بكفاءة، لذلك فإننا قد ننصح الأمهات الحوامل والمرضعات بتناول كميات أكبر من الزنك (من خلال مصادر الغذاء أو عن طريق تناول مكملات غذائية منه) عند تناول جرعات من الحديد تزيد عن 60 ملغم.

أعراض خطيرة

تتميز أعراض نقص الزنك بظهور إحدى هذه الأعراض، أو مجموعة منها، وأهمها:

تساقط الشعر بكثافة

ظهور النقاط البيضاء على الأظافر

الشعور بالجوع الدائم

الشحوب في لون البشرة

تعدد الإصابات على مدار أيام قليلة بنزلات البرد والأنفلونزا (أي ضعف الجهاز المناعي)

عدم الإستطعام في الطعام، فقدان الشهية للطعام، أو الشعور بمذاق غير مستحب في الفم أو رائحة الفم

ظهور الحبوب علي البشرة، و بصورة غير إعتيادية

الإكتئاب

الحساسية

نقص الوزن

الكسل

فقر الدم

الشعور بالإعياء

تضخم في الطحال والكبد

وعدم التئام الجروح بسهولة.

وقد يؤدى نقص عنصر الزنك خلال فترة الحمل إلى تشوهات في الجنين.

كما ويتسبب نقص الزنك لدى الرجال بفقدان الوزن وتأخر النضج الجنسي، وفقدان القدرة على الشعور او الإلمام بحاسة الشم و حاسة التذوق

وقد يصبح الرجال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكسور.

ويزيد خطر إصابة السيدات المصابات بنقص الزنك بترقق وهشاشة العظام.

المصادر الغذائية للزنك

من أهم مصادر عنصر الزنك هي المنتجات الحيوانية كاللحوم الحمراء والدجاج والبيض و السمك والجبن واللبن إذ تتصدرهذه المنتجات الأولوية في توفير الزنك بسهولة ليتم إمتصاصه والإستفادة منه.

وتعتبر بعض المصادر النباتية جيدة المحتوى من الزنك، إلا أن جسم الإنسان لا يستطيع الإستفادة منها بسهولة كالمصادر الحيوانية نظرا لإحتوائها على مثبطات إمتصاص الزنك -والتي تدعى الفايتيت .

وتتمثل المصادر النباتية بمنتجات الحبوب كالقمح ، نخالة الذرة ، السمسم، بذور اليقطين، الفستق، بذور دوار الشمس، اللوز، الجوز، المكسرات، والبقوليات. وننبه هنا من أننا لا نعتبر الحليب والخضار والفواكه وبياض البيض من المصادر الغنية بالزنك، كما يشيع القول لدى البعض، إنما تفتقر هذه المصادر له حتميا.

مقدار حاجتنا اليومية

يقدر الحد الأعلى لكمية الزنك المتناولة يوميا بحوالي 40 ملغم لدى البالغين والبالغات (فوق سن 18 سنة).

ويمكننا بالفعل الحصول على إحتياجاتنا من الزنك عن طريق تناول الحميات الغذائية المتنوعة والمتوازنة.

ويجدر التنويه إلى أن الزنك متواجد في المصادر الغذائية الحيوانية، وفي بعض مصادر مياه الشرب، وفي بعض المكملات الغذائية.

ويعد تناول كميات كبيرة من الزنك بما يزيد عن 100 – 300 ملغم يوميا خطرا على الصحة إذ قد يؤدي إلى نقص عنصر النحاس، وإنخفاض قدرة الجهاز المناعي، وهبوط مستوى الكزلسترول الجيد أو الحميد في الدم، والذي نفضل أن نرفع من نسبته بالأساس.

وقد يؤدي الإفراط في تناول الزنك إلى الإصابة بالتسمم، فيسبب إضطرابات في الجهاز الهضمي، وإرتفاع في حرارة الجسم، و فقدان القدرة على امتصاص عنصر النحاس، لذا يجب توخي الحذر عند تناول الحبوب أو المكملات الغذائية، أو بعض أنواع الأدوية مع مراعاة إستشارة الأخصائي حول الكمية أو الجرعة المتناولة، والنوعية: أي نوعية الحبوب المتناولة ، ومدة تناول هذه الحبوب، خاصة في حالة النقص.

اتمنى للجميع الصحة و العافية

المصدر: مقال لـ: تتيانا الكور

صحيفة الرأي الاردنية

» لاتفعل بعد الاكل....!!! لدوام صحتك...!
» فصيلة دمك لاتحدد صحتك ولا ملامح شخصيتك!!
» صحتك بالدنيا:عقار للنحافة من دون الحاجة إلى التمارين!!!!