مصيدة منمنمــة تكشـــف السرطان فـــوراًعندما كانت الايطالية اليساندرا لوشيني لا تزال طالبة في المدرسة اتيحت لها فرصة زيادة متحف غاليليو في البندقية حيث شاهدت التلسكوب الذي اخترعه غاليليو في عام 1610م وقد ذهلت من بساطته، اذ من خلال عدستين بسيطتين كان بالامكان مشاهدة ارجاء واسعة من الكون.
في عام 2005 قدمت لوشيني وهي الان مهندسة في الولايات المتحدة بفضل منحة من خدمات الصحة الوطنية الايطالية لدراسة طرائق يمكن من خلالها كشف العلامات الجزيئية للخلايا السرطانية، ومن المعروف انه في بعض الامراض تفرز الخلايا المصابة ما يمثل مؤشرات بسيطة عن وجودها الى سوائل الجسم، وتتلاشى هذه المؤشرات او العلامات البيولوجية سريعا اذ تحللها انزيمات خاصة في غضون دقائق، وبالتالي لا يتم كشف وجودها في معظم الفحوصات المخبرية، وهكذا واذا توفر لدى الاطباء طريقة لاصطياد هذه العلامات والحيلولة دون تحللها، فانهم سيكونون قادرين على تشخيص الاصابة بالمرض بسرعة وبالتالي البدء بالمعالجة في وقت مبكر عندما تكون فرص الشفاء اكبر.
تمثل الحل الذي قدمته لوشيني بشبكة من جسيمات منمنمة, والمبدأ كما في حالة تلسكوب غاليليو بسيط, فالشبكة هنا تماثل شبكة صيد الاسماك الصغيرة وقد احتاج اتقان صنعها لعامين باستخدام هلام مائي يحتوي على شبكة بوليميرية بها صبغة او حمض يعمل كمصدر جذب كيميائي للعلامات البيولوجية وعندما يمزج اختصاصي التحاليل الطبية الجسيمات المنمنمة مع عينة من الدم فور سحبها من الجسم فانها ستلتقط العلامات البيولوجية وتعزلها عن الانزيمات المحللة لها، وبالتالي يمكن فحص العينة في وقت لاحق دون استعجال.
لوشيني استخدمت مصيدة الجسيمات المنمنمة هذه في التشخيص المبكر لامراض عدة منها مرض لايم والسل وهي تقول ان المصيدة قادرة ايضا على كشف وجود هرمون النمو البشري في بول الانسان وبالتالي فهي تمثل وسيلة فاعلة لكشف وجود اية مواد غير قانونية قد يكون الرياضيون تناولوها وتضيف لوشيني انها تعمل وزملاءها على تطوير الشبكة للكشف مبكرا عن العلامات البيولوجية لسرطان الجلد التي قد توجد في لعاب الانسان كما تعمل لوشيني على تطوير الشبكة لتعمل في داخل جسم الانسان بما يوفر نظرة فورية للاطباء الى ما يحدث داخل الجسم.
الرأي الاردنية اليوم الاربعاء