الجيش السوري يعلن بابا عمرو «تحت السيطرة».. والمعارضة تنفي وتؤكد «صلابة المقاومة»
هجوم بري على حمص.. ومذبحة في سرمين
دمشق ـــــ أ.ف.ب، رويترز ـــــ
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، كان قتال عنيف يدور في محيط حي بابا عمرو في حمص (وسط سوريا)، حيث اقتحم الجيش السوري الحي، وبدأ هجوما بريا شرسا تضمن «عمليات تطهير»، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان. وفي الوقت نفسه، استمرت أعمال القمع ضد المحتجين في مناطق أخرى، لا سيما في دمشق وحلب وإدلب، حيث أفيد عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما أفيد عن وصول أكثر من أربعين عسكريا منشقا الى تركيا، بينهم ضباط من حاملي رتب عالية.
يأتي ذلك، رغم تصاعد الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، حيث يتوقع أن تدين معظم الدول الأعضاء «الجرائم ضد الإنسانية» المحتملة من قبل هذا النظام، في مشروع قرار جديد من المقرر التصويت عليه اليوم.
هجوم بري على بابا عمرو
ميدانياً، وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الحشود العسكرية والتعزيزات اللوجستية، تخللتها عمليات قصف مدفعي وصاروخي متواصل أسفر عن سقوط مئات القتلى، شن الجيش السوري هجوما بريا واسعا على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حمص.
وفي حين قال مصدر أمني في دمشق إن منطقة بابا عمرو «تحت السيطرة»، وإن «الجيش يقوم بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل.. ويفتش كل الأقبية والأنفاق بحثا عن أسلحة وإرهابيين»، مشيرا الى وجود «بعض البؤر» التي يعمل الجيش على «تقليصها»، أكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله أن قوات النظام «لم تدخل حتى هذه اللحظة بابا عمرو». وأضاف «إنهم (الجيش السوري) يطوقون الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر، لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدوره، أن «اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو، بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تبدي مقاومة صلبة وتمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء أخرى بالمدينة»، واصيب عضو المجلس الوطني ملهم الجندي برصاص قوات الامن عندما كان يوزع اعلاما في حي كرم الزيتون.
أوضاع سيئة
وقال العبد الله إن الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على «اجلاء العائلات من أماكن يستهدفها القصف»، مشيرا الى ان «قصفا جنونيا يطال حتى الأماكن التي كنا نعتبرها آمنة». وأضاف «حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء»، مشيرا الى أن «طائرات استطلاع تحلق فوق المكان».
وعبّر الناشط الاعلامي عمر شاكر، الذي خرج من حمص قبل ايام، وهو موجود في لبنان، عن اعتقاده بان «حمص مقبلة في الساعات القادمة على وضع سيئ جدا»، مشيرا الى ان آخر اتصال اجراه بمدينته كان قبل 12 ساعة. وقال: «ما يحصل في حمص كبير جدا (...)، هناك عمليات وحشية يقوم بها عناصر النظام لا يتخيلها عقل».
وتابع: «انا مقطوع عن رفاقي في المركز الاعلامي (في بابا عمرو)... آخر ما قالوه لي إن بطاريات أجهزة الكمبيوتر تنفد، وإن حمص تغرق في الظلام، وطلبوا مني أن نواصل الدعاء لهم».
مجزرة في سرمين
من جهة ثانية، تعرضت مدينة الرستن المجاورة لقصف عنيف، مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى. وكانت القوات النظامية انسحبت من المدينة قبل أكثر من عشرين يوما. كما اقتحمت قوات أمنية ترافقها آليات عسكرية مدرعة مدينة الحراك في محافظة درعا (جنوب)، حيث قتل 8 عناصر من قوات الامن في اشتباكات مع المنشقين، وفي بلدة حلفايا في ريف حماة، حيث نفذت حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع تخريب واحراق منازل. وأيضا في حي العمال في دير الزور (شرق)، حيث لقي طفل (13 عاما) مصرعه بطلق ناري، وفي قرية المغارة في ادلب، حيث أفيد عن سقوط قتيل.
وكانت بلدة سرمين قرب ادلب قد تعرضت ليل الثلاثاء ـــ الاربعاء لمذبحة، راح ضحيتها 15 مدنيا.
تظاهرات حلب ودمشق
في الأثناء، تواصلت التحركات الاحتجاجية الطلابية المعارضة للنظام في جامعة حلب (شمال). وقال المرصد إن «حوالي 2000 طالب تظاهروا في جامعة حلب، في ما يؤشر الى نشاط احتجاجي مستمر في الجامعة»، مشيرا الى قمع التظاهرة واعتقال بعض الطلبة.
وفي دمشق، خرجت تظاهرات ليلية في أحياء الحجر الأسود وساحة الشهبندر، وشارعي السبع بحرات وعرنوس، تضامنا مع المدن المحاصرة، التي تتعرض للقصف. وقد رفع المتظاهرون علم الاستقلال على جبل قاسيون.
وقال شهود: إن قوات الأمن أقامت عددا من نقاط التفتيش في أنحاء العاصمة لمنع أي تظاهرات محتملة قد تخرج ضد النظام، فيما ذكر المرصد السوري أن قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الغربية من حرستا ودوما في ريف دمشق، أسفرت عن اعتقال العشرات.
القبس الكويتية