تابع للاحاديث من الحديث 30 الى الحديث 42
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الحادي و الثلاثون
عن أبي العبّاس سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله دلّني على عمل إذا عملته أحبّني الله وأحبّني الناس؟ فقال :"ازهد في الدّنيا يحبّك الله وازهد فيما عند النّاس يحبّك النّاس"
حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة
الحديث الثاني و الثلاثون
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدريّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :"لا ضرر ولا ضرار" حديث حسن
رواه ابن ماجه والدّارقطنيّ وغيرهما مسندا، ورواه مالك في الموطإ مرسلا عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فأسقط أبا سعيد، وله طرق يقوّي بعضها بعضا.
الحديث الثالث و الثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :"لو يعطى النّاس بدعواهم لادّعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكنّ البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر" حديث حسن
رواه البيهقيّ وغيره هكذا وبعضه في الصّحيحين
الحديث الرابع و الثلاثون
عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :"من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
رواه مسلم.
الحديث الخامس و الثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :"لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره؛ التّقوى ههنا" ويشير إلى صدره ثلاث مرات "بحسب امرىء من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه"
رواه مسلم.
الحديث السادس و الثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :"من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السّكينة وغشيتهم الرحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه"
رواه مسلم بهذا اللفظ.
الحديث السابع و الثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى قال :"إنّ الله كتب الحسنات والسيّئات ثمّ بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيّئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيّئة واحدة"
رواه البخاريّ ومسلم في صحيحهما بهذه الحروف.
الحديث الثامن و الثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنّ الله تعالى قال: من عادى لي وليّا فقد ءاذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشىء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنّه"
رواه البخاريّ.
الحديث التاسع و الثلاثون
عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إنّ الله تجاوز لي عن أمّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" حديث حسن
رواه ابن ماجه والبيهقيّ وغيرهما.
الحديث الاربعون
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال :"كن في الدّنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصّباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحّتك لمرضك ومن حياتك لموتك"
رواه البخاريّ
الحديث الحادي و الاربعون
عن أبي محمّد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"
حديث صحيح.
الحديث الثاني و الاربعون
عن أنس رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"قال الله تعالى: يا ابن ءادم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن ءادم لو بلغت ذنوبك عنان السّماء ثمّ استغفرتني غفرت لك، يا ابن ءادم إنّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة"
رواه الترمذيّ وقال: حديث حسن صحيح
الخاتمة
فهذا ءاخر ما قصدته من بيان الأحاديث التي جمعت قواعد الإسلام، وتضمّنت ما لا يحصى من أنواع العلوم في الأصول والفروع والآداب وسائر وجوه الأحكام.
وها أنا أذكر بابا مختصرا جدّا في ضبط خفيّ ألفاظها مرتبة لئلا يغلط في شىء منها، ويستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها، ثم أشرع في شرحها إن شاء الله تعالى في كتاب مستقلّ، وأرجو من فضل الله تعالى أن يوفّقني فيه لبيان مهمّات من اللطائف، وجمل من الفوائد والمعارف، لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها، ويظهر لمطالعها جزالة هذه الأحاديث وعظم فضلها، وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها، والمهمات التي وصفتها، ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الأحاديث الأربعين، وأنها حقيقة بذلك عند الناظرين.
وإنما أفردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ ذا الجزء بانفراده، ثم من أراد ضمّ الشرح إليه فليفعل ولله عليه المنّة بذلك؛ إذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطات من كلام من قال الله في حقّه :{وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى} (سورة النجم/4.3) ولله الحمد أوّلا وءاخرا وباطنا وظاهرا. انتهى كلام النووي رحمه الله.
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين
دمتم بخير