الضمير من منظور فلسفي بين سندان العقل و مطرقة العاطفة..
3 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
mäläk sÿ ادارية نشيطة
الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: الضمير من منظور فلسفي بين سندان العقل و مطرقة العاطفة.. 29/09/10, 10:33 am
اثناء اطلاعي على بعض المواضيع في المواقع الالكترونية .. استرعى انتباهي هذا المقال حول الضمير من منظور فلسفي للكاتب الدكتور يسري السعيد
فرأيت فيه من الفلسفة الراقية مايستوجب اعطاء فكرة عن ذلك الشيء" اذا سمح لي بتسميته شيء" الذي يدعى الضمير.. مابين جذب عقلي و شد عاطفي
اليكم المقال التالي الذي اتمنى ان يحوز اعجابكم
(الفلسفة ليست شيئا يمكن تعلمه؛ وإنما يمكن تعلم التفكير بطريقة فلسفية..)
جوستاين غاردر, عالم صوفي،،
من الحقائق الطريفة أن غريزة الحيوان تخبره بالقيام بالأشياء التي من شأنها أن تحفظ حياته وحياة النوع الذي ينتمي إليه، كما أن الغريزة تنذره بطريقة لا يمكن تفسيرها بالشيء الذي يمكن أن يهدد سلامته، لكن هذه الغريزة أضعفت لدى الحيوانات المدجنة نتيجة مشاركتها لبني البشر، وبقيت هذه الغريزة في أحسن أحوالها عند الحيوانات البرية، حيث تتمتع بقدرة عجيبة على الإحساس بالنباتات السامة مثلاً وغيرها، وحسبما هو معروف " فإن الحيوانات لا تأكل السموم الطبيعية وإذا التهمت تلك الحيوانات أحد هذه السموم فلابد من أن يكون السم اصطناعياً، إلا أنه مهما بلغت دقة الغريزة الحيوانية فهي لا تتعدى كونها تلقائية"، وعمل طبيعي عائد إلى ضرورة طبيعية، فهل يمكن وصف الضمير بالغريزة؟
إن الضمير الأخلاقي يشير لذلك الشعور بالمبادئ، والتمييز شبه الغريزي بقيمة الفعل الحاضر، ويمكنه أن يتأمل في تقديراته، فهو في الوقت ذاته عقلي وعملي وعاطفي، إنه إرادة ونور، وهو معرفة وتقدير للذات ويحتوي عناصر عقلية، يمكنه أن يتأمل، وهو شكل من أشكال العقل، فهو العقل العملي في استعماله التطبيقي.
وهكذا فإن الضمير مزيج من الغريزة والعقل والعاطفة التي تتحد لتقدم حكماً تقديرياً على الأفعال، إلا أن القديس توما الإكويني (1225-1274) يعتبر" الضمير بمثابة الحكم الصادر من العقل"، أي أنه بمثابة التطبيق العقلي للمبادئ العامة الموجودة في الواقع العملي.
كما أن الوجدان يتميز بكونه فردي وكلي، زمني وسرمدي، فنحن نحترم القانون الأخلاقي لأنه يبدو لنا مطلقاً ومقدساً ويرى شيشرون أن "القانون الحقيقي هو العقل المستقيم الذي يتطابق مع الطبيعة وهذا القانون ثابت، ودائم وهو منقوش في كل القلوب.
وهو ـ أي الضمير ـ لا يختلف في روما عنه في أثينة، وهو اليوم نفسه بالغد، وهذا القانون برأي شيشرون يسود كل الشعوب في كل العصور"، فهو هنا يوحد بين ضمائر الناس في المجتمعات المختلفة، لكننا إذا نظرنا إلى تعاليم الواجب وإلى ضمائر الناس فإننا نلاحظ التفاوت الكبير الذي يظهر بين المجتمعات، فما هو خير بالنسبة لتعاليم مجتمع ما، قد تعاقب عليه مجتمعات أخرى أو تنظر إليه بوصفه شراً بعيداً عن قوانينها الأخلاقية، فالسمة الأساسية للضمير تكمن في فرديته واستقلاليته من شخص لآخر.
هذا الضمير يختار بين دوافع الخير والشر التي تتنازع داخله، ويستطيع أن يفهم تلك الدوافع، وبالتالي يساعده هذا الفهم على القيام بدور إيجابي فعال في تحقيق مصيره، ولنقل مصير العالم. وإذا قرر بعض فلاسفة الأخلاق أن الإنسان هو الموجود الأوحد الذي يتمتع بحاسة أخلاقية، أو يملك الضمير، فإنهم يقصدون بذلك أن لدى الإنسان صوت باطني يرده إلى ذاته،
"فالضمير هو الذي يتيح للإنسان أن يظل على وعي بأهدافه في الحياة، ومن ثم يتطلع لتحقيق هذه الأهداف لأن البشر "ليسوا مجرد ضحايا شقية لمجموعة من الظروف أو المقادير بل هم في الحقيقة كائنات أخلاقية واعية, تملك من القوى ما تستطيع معه تغيير ظروفها والتأثير على مقاديرها، وربما كان الدرس الأكبر الذي تعلمنا إياه الأخلاق هو أننا موجودات عاقلة حرة تملك باختيارها الانسياق وراء دوافع الهدم والكراهية أو التفاني في خدمة أهداف البناء والحب" وتظهر هنا مهمة الفلسفة الأخلاقية العملية التي تحث الإنسان على التفكير ليس فقط في نفسه، بل وفي الآخرين أيضاً، وذلك من خلال إدراكه لنفسه أولاً وللآخرين أيضاً، وهذا الأمر ينطبق على العلماء، الذين يخوضون معارك حقيقية ضد النوازع الشريرة التي قد تحثهم على إلحاق الضرر بالبشر، وبالإنسانية جمعاء. والفلسفة الأخلاقية لا تعلمنا كيف نحكم ضميرنا فقط، بل وكيف نتخذ موقفاً مبيناً على أساس هذا الحكم، وإلى تذوق الجمال والخير الموجودين في أفعالنا.
إنها تنشد الخير أينما كان وتحاول أن تسخر الضمير البشري لمساعدتها في هذا المطلب. وإذا كانت الفلسفة عموماً تنشد الحقيقة, فإن العالَم مدعو إلى أن يكون أخلاقياً، لأن الحقيقة التي تحيط بهذا العالم هي ضرورة كونه أخلاقياً. بل لابد أن ننشد الأخلاق لأنها طوق النجاة.
رائع هذا المنطق و.. و ملفت للنظر هذا الاسلوب .. و جدير بالقراءة هذا الموضوع
ارجوكم تمعّنوا في كل كلمة .. واقرأو الموضوع بكل تركيز
شاركونا ارائكم و ردود افعالكم
تقبلوا مني فائق تحياتي و احترامي
!(¯°•سكون الليل•°¯)!
** منشئ المنتدى **
الدولة / المدينة : سوريا / اللاذقيةرقم العضوية : 1الابراج : عدد المساهمات : 8047العمر : 40العمل/الدراسة : مهندس كمبيوتر . : الأوسمة : معارف: (5/5)
موضوع: رد: الضمير من منظور فلسفي بين سندان العقل و مطرقة العاطفة.. 15/10/10, 11:21 am
حلو عالم الفلسفة ولكن يلي بيتعمق فيه كتير عنجد بجن ههههه
الف شكر الك جاكلين على المجهود الرائع والواضح والمميز
بالتوفيق
mäläk sÿ ادارية نشيطة
الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: رد: الضمير من منظور فلسفي بين سندان العقل و مطرقة العاطفة.. 15/10/10, 12:57 pm
مافي اروع من التعمق بداخل الشيء لانو بيعطي رونق خاص و بيضفي عليه لمسة خاصة
الدولة / المدينة : سوريا/اللادئيةرقم العضوية : 4الابراج : عدد المساهمات : 10027العمر : 34العمل/الدراسة : مدرسة الحياة . : الأوسمة :
معارف: (5/5)
موضوع: رد: الضمير من منظور فلسفي بين سندان العقل و مطرقة العاطفة.. 03/03/11, 08:29 am
يسلمووو هالآيدين على هالشي الحلو دمت بكل الود والاحترام تمينياتي لك بالتوفيق
mäläk sÿ ادارية نشيطة
الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: رد: الضمير من منظور فلسفي بين سندان العقل و مطرقة العاطفة.. 03/03/11, 10:39 am
يسلمواعالمرور الكريم نجوم
اطيب امنياتي
الضمير من منظور فلسفي بين سندان العقل و مطرقة العاطفة..