تحليل اخباري :رافضاً ترك الحكم.. والمنفى ..مبارك «يناور» لوضع الجيش في وجه المتظاهرين

رافضاً ترك الحكم.. والمنفى

مبارك «يناور» لوضع الجيش في وجه المتظاهرين

من يدقق في خطاب الرئيس حسني مبارك ليل أمس الأول، يستوقفه أمران، الأول رفض مغادرة السلطة قبل نهاية ولايته في سبتمبر المقبل، أي بعد حوالي ثمانية أشهر من الآن، والثاني رفضه القاطع لفكرة النفي لأنه مصرّ على الموت على أرض مصر.

وهذا الموقف يؤكد أن مهمة المتظاهرين في شوارع القاهرة والمدن المصرية الأخرى للاطاحة بالرئيس المصري فوراً لن تكون سهلة، لأنهم أمام رئيس «مناور» يستخدم كل أساليب التكتيك السياسي، ولديه تجربة حكم طويلة عمرها 35 عاماً (منها 5 سنوات خلال عهد الرئيس السادات كنائب له)، وبالتالي لا يقدم تنازلاً الا بعد استحقاقه بفترة، خصوصا أن الجميع يدرك ان التمديد والتوريث سقطا منذ بداية الأزمة، وليس بالأمس، فيرضي الخارج الاميركي – الاوروبي بهدف تحييده، ولا يقدم شيئاً للداخل.

وآخر المعلومات عن مناورات الرئيس مبارك، تشير الى استمراره في محاولة وضع مؤسسة الجيش في وجه المتظاهرين، بعد ان تنازل لهذه المؤسسة عن نيابة الرئاسة، ورئاسة الوزراء، اي السلطة لاحقاً، وبالتالي يفترض أن تقدم له ثمناً مقابل ذلك.

مساومة مع الجيش .

وآخر وجه لهذه المحاولات، طلبه الى قيادة الجيش إخراج المتظاهرين من ميدان التحرير، ولما تمنعت هذه القيادة، لأنها لا تريد سفك دماء المواطنين،

والأرجح أن مبارك كان ينتظر مثل هذا الجواب، بادر الى الطلب من هذه القيادة منع المتظاهرين من مغادرة ساحة التحرير وتحويلها إلى «سجن لهم»، متوقعا ان يتركوها خلال أسبوع، حسبما ابلغ بعض المبعوثين الأجانب الذين زاروه أخيرا، خصوصاً أن بعض المتظاهرين لمحوا الى التظاهر أمام القصر الجمهوري.

كما شهدنا محاولات لاستخدام تظاهرات مضادة ضد التظاهرات الشعبية، وما بيان قيادة الجيش أمس بدعوة متظاهري ميدان التحرير للعودة إلى منازلهم إلا مقدمة لانسحاب الجيش ولافتعال اشتباكات في الشوارع بين الطرفين، على امل ان تنتهي الاشتباكات بطلب من الجيش لانسحاب الطرفين من الشوارع، وقد شجع قبول المتظاهرين بحشر انفسهم في ساحة التحرير على هجوم انصار السلطة عليهم مستفيدين من انقسامات في صفوفهم بعد خطاب مبارك.

من بعيد

كما طلب مبارك من الجيش وقف بث الفضائيات من ساحة التحرير لانه عامل رئيسي في التحريض على استمرار الانتفاضة، فجاء الحل الوسط هو اجبار الفضائيات على تصوير الساحة من بعيد، وهو ما لاحظه المشاهدون، ابتداء من ظهر الثلاثاء، لأن الجيش ابلغهم ان التصوير القريب يعرض مواقعه للخطر، خصوصا عندما تبلغ وجود رفض دولي لحجب الانتفاضة اعلاميا، وهو ما يثير ردة فعل عالمية، ليست لمصلحة المؤسسة العسكرية.

وتظهر هذه المساومات قدرة الرئيس مبارك على المناورة، وبما ان الشارع لن يرضى بذلك، فإن احتمال حصول انفجار كبير يعطي الانتفاضة – في نهاية الأمر - زخماً كبيراً للاطاحة بالرئيس يعتبر المخرج الوحيد من المأزق الراهن، والمشكلة أن الجيش سيكون الطرف الثاني في اي مواجهة جديدة، وبالتالي سيضطر إلى اتخاذ احد موقفين، إما الضغط على الرئيس لمغادرة السلطة، وربما البلد، فورا، وإما ممارسة قمع دموي بحق المتظاهرين دون ان يكون قادراً على احتساب العواقب، خصوصا بعدما بلغت التظاهرات حجماً مليونياً. وفي المقابل اخذت المواقف الاميركية والاوروبية والدولية منحى اكثر جذرية في المطالبة بخروج الرئيس المصري فوراً من السلطة.

.. وبانتظار يوم الجمعة المقبل، سيكون لكل حادث حديث.

في أمان الله

ميرسي الك على المجهود الرائع

مشكورة على نقل الخبر

دمتِ بأمان الله

مميزة دائماً

تقبلي مروري

» رويترز - تحليل سياسي: ماذا سيحدث بعد ما قدمه مبارك في خطابه الأخير؟
» استئناف محاكمة مبارك والعادلي في قضية قتل المتظاهرين اليوم
» قيادة الجيش المصري: الديمقراطية حوار لا عراك و تأكيدات بوجود مبارك في شرم الشيخ.. ولجنتا تعديل الدستور وتقصي الحقائق تباشران عملهما