تحليلات صحفية:ما حدث لن يقتصر على مصر والآتي أعظم ولم يعد بوسع واشنطن تجاهل العرب

ما حدث لن يقتصر على مصر والآتي أعظم

لم يعد بوسع واشنطن تجاهل العرب

اذا كان ثمة درس من الاحداث المميزة التي وقعت في مصر، فهو ان للرأي العام العربي اهمية. فلم يتم الاستماع الى الصوت العربي لزمن طويل ولم يتم احترام حساسياتهم وتطلعاتهم. فالشعب المصري لم يثر لاسماع صوته، بل تحدى العرب الآخرين والغرب للانصات لما يقوله.
لقد شاهدت ليلة الخميس الماضية، رأيت مشهدا لافتا على شاشة التلفزيون، حيث كنت اتابع انا وباتريك سيل محطة بي. بي. سي كان الرئيس حسني مبارك يلقي خطابه الاخير في محاولة يائسة لانقاذ نظامه، على نصف شاشة التلفزيون، والنصف الثاني مركّز على جموع المتظاهرين في ميدان التحرير. كان يتحدث، ولكنه ببساطة لم يكن يستمع للآخرين. لعب كل ما في جعبته من اوراق لانقاذ نظامه، ولكن خطابه لم يلق استجابة، بل ادى الى تأجيج مشاعر المعتصمين وزيادة تصميمهم.
لقد رفض المحتجون وعود مبارك وتعهداته وتوسلاته، واعتبروها «هزلية جدا ومتأخرة جدا» وازدادات تظاهراتهم الاحتجاجية قوة وزخما داخل ميدان التحرير وخارجه.

أسئلة بلا إجابات

والآن ومع رحيل الرئيس، كسب المتظاهرون الجولة الاولى واكتسبوا المزيد من القوة للمطالبة بالمزيد من التغيير. فرحيل الرئيس ليس نهاية العملية، بل بدايتها ونتائجها ما تزال غير مضمونة. والآن جاء الدور على الجيش الذي تولى المسؤولية كي يستمع لمطالب الشعب، ولكن اسئلة كثيرة ما تزال بلا اجابات: هل يفسح الجيش المجال للاصلاح السياسي؟ وهل يكون اكثر استجابة لمطالب الشباب وتطلعاتهم؟ وهل يتم توفير مبدأ تكافؤ فرص العمل؟
وهل سيتاح للشباب المشاركة في صوغ مستقبل بلادهم، وهل يضمن حرية التعبير؟ وهل يقدم على تبديل السياسات التي رفضها الشعب؟

لقد تغيرت اشياء كثيرة ــ على اية حال ــ بعد الحادي عشر من فبراير، لكن الصراع يبقى كما هو، بشكل او بآخر. فالحركة التي كسبت الجولة الأولى اصبحت قوة سياسية صعبة المراس، لكن النظام الذي يخشى فقدان السيطرة على الوضع هو قوة أيضاً، يتعين أن يُحسب حسابها. وخلال الايام والاشهر المقبلة سنشهد المزيد من هذه الدراما في الشوارع وفي المفاوضات. فالدستور يجب أن يتغير، وقد اقرت المؤسسة العسكرية بعدالة مطالب المتظاهرين، وعلينا ان ننتظر مدى استجابة العسكر.

أحجار شطرنج

ان مسألة عدم الانصات للأصوات العربية ليست مشكلة للرؤساء الذين سقطوا أو المهددين بالسقوط فقط، بل مشكلة للغرب ايضاً. لقد تجاهلت واشنطن ولندن وآخرون هموم الشعب العربي ومطالبه منذ زمن طويل، وعومل العرب وكأنهم مجرد احجار شطرنج. وفي الوقت الذي اولينا الاهتمام لاحتياجاتنا وسياساتنا، أجبرنا العرب على التأقلم مع الحقائق التي نضعها لهم، من اجل حماية مصالحنا نحن، لا مصالحهم.
وهذه ليست ظاهرة جديدة، فتجاهل الصوت العربي بدأ مع اللورد بلفور الذي اعترف لاحقاً بتجاهل مطالب السكان الاصليين لفلسطين والانحياز لمصالح الحركة الصهيونية.

البداية فقط

ولم يتوقف تجاهل اصوات العرب عند هذا الحد، فحتى هذا اليوم، ما يزال الغرب يتصرف في منطقة الشرق الاوسط من دون التفات لمطالب العرب وهمومهم، فقد غزونا العراق من دون فهم تأثير ذلك على الرأي العام العربي، وما نزال نتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته، ناهيك عن المعاملة المهينة للعرب والمسلمين وتطبيق اجراءات الاستجواب والتبصيم في المطارات الأميركية، غير عابئين بتأثير مثل هذه السياسات والممارسات على شرعية الحكومات العربية الحليفة لنا.

أما الآن، فإن كل ذلك يجب ان يتغيّر، فلم يعد من الممكن انتهاج سياسات وكأن الرأي العام العربي لا قيمة له، ولم يعد من الممكن التصرف وكأ ن بالامكان فرض سياسات تقبل بها الدول العربية بصورة عمياء. ولم يعد بالامكان ان تحسب واشنطن الحساب فقط للجدل الداخلي في اسرائيل وانعكاسات ما تفعله واشنطن على الرأي العام الاسرائيلي فقط. لقد ألهمت مصر بقية العرب واكتسبوا القوة التي جعلتهم يؤمنون بأن اصواتهم يجب ان تُسمع وتُحترم. ان ما حدث في مصر سيجعل الامور اكثر تعقيدا بالنسبة للغرب ولبعض الدول العربية. ولكن اذا كان هذا التعقيد امرا جيدا ويمثل تغييرا، فمرحبا به، وكما قال اوباما، فإن ما حدث ليس سوى البداية، وان شيئا بعد اليوم، لن يظل كما هو، فهذا التغيير لن يقتصر على مصر والآتي اكبر مما نتخيله جميعا

بقلم د. جيمس زغبي
* رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن*
المصدر: صحيفة القبس الكويتية في عددها الصادر اليوم الاثنين 14/2/2011

في امان الله !!!!

ميرسي الك على نقل الخبر جاكلينوو

مجهود رائع من انسانة مميزة

دمت بأمان الله وحفظه

تقبلي مروري

وافر شكري و امتناني لكل من زار موضوعي

نورتوا صفحتي المتواضعة

اطيب امنياتي

يعطيكي العافية جاكلين
مجهود رائع
بوركت جهودك
دمت برعاية الله

شكرا على مرورك الكريم امبراطور

اطيب امنياتي

» تحليلات صحفية: سقوط نظرية «هم يقولوا ونحن نطنش»!
» المشير طنطاوي: مصر بروح أكتوبر وثورة يناير ستصل إلى مصاف أعظم الدول في العالم
» § واشنطن تبحث "مرحلة ما بعد القذافي" §