حنان مناصرة شابة ريناوية تعمل كمرشدة حقوق، وعندما سألناها عن عملها أجابت، إن عملها يأتي عن طريق لجنة العمل والمساواة، ويشمل التعاون مع جمعيات ومؤسسات مختلفة منها "نساء ضد العنف"، "كيان"،"السوار" وغيرها. ومن هنا تعمل تلك الجهات على رفع الوعي لدى المرأة من اجل تحصيل حقوقها ضمن محاضرات ومنشورات وما الى ذلك .
|
لا نحرض النساء على الرجال |
"عندما لا تجرؤ المرأة على تقديم شكوى، فإنها في ورطة حقيقية"، تابعت مناصرة، لذا فانا اعمل ايضاً كمتطوعة في المحكمة، حيث يكون في حوزتي نماذج للتعبئة، تقدم من خلالها المرأة شكوى تطالب فيها الزوج المقصر بدفع النفقة على سبيل المثال، إضافة إلى شكاوى كثيرة ينظر فيها القضاء وينصفها، وأود أن ألفت النظر، إلى أننا لا نحرض النساء على الرجال، إلا أن تلك التي تصل إلى تقديم شكوى واصدقكم القول، تكون قد وصلت الى حالة متقدمة من اليأس والخطر لا محالة.
من القصص التي وصلتني واثرت في نفسي هي قصة امرأة تعرضت لعنف الزوج وأبناء عائلته، وتعرضت للتنكيل والضرب، رغم انه لم يمض على إنجابها لطفلتها سوى شهرين. وعندما ضاق بها الحال وقررت ترك البيت، تم سلب آخر 10 شواقل كانت في حوزتها عنوة، كانت قد تناولتها كي تكون أجرة الباص.
ورأيت غيرها من النساء اللاتي يحضرن بكدمات وعلامات من أثر الركل والضرب اللكمات، ومع ذلك بعضهن يمزقن النموذج من شدة الخوف، وبالمناسبة هنالك سؤال في النموذج يأتي كالتالي:" هل تخافين من رفع دعوى قضائية ضد زوجك، فتأتي الإجابة "نعم أخشى العواقب" من غالبية المشتكيات. هذا إضافة إلى النساء اللاتي يقدمن الشكوى، ويحاولن سحبها فيما بعد الامر الذي يتعذر عليها لأنه لو تنازلت المراة عن حقها فهنالك ما يسمى الحق العام.
على كل مرأة ان تدرك ان من حقها العيش الكريم وبكرامة، بحيث يمكن ان تتوفر لها الحماية داخل البيت ايضاً عن طريق ابعاد الزوج، فهنالك نساء يعلمن ان الزوج يعتدي على ابنته القاصر على سبيل المثال، ويلتزمن الصمت خوفا من الفضيحة وخوفا من ان يتركن لمواجهة مصائرهن، إلا أن مواجهة الأمر اضمن وأفضل، لأن الصمت قد ينتهي بجرائم منها القتل، فمن يدري، هنالك قصص كثيرة سمعت عمّن اعتدى على ابنته فحملت منه ومن ثم قتلها وواراها التراب!
ليس الزوج هو المعتدي الوحيد فهنالك الإخوة، تقول حنان، فقد واجهتي حالة لامرأة في الخامسة والخمسين، لم تتزوج، واتى اليوم الذي وجدت فيه نفسها في الشارع بعد ان طردها اخوها عنوة من البيت. لذا في النهاية اتوجه لكل امرأة قائلة ان لم تكسري حاجز الصمت فانت في ورطة جدية، ادركي انك انسان كامل الحقوق يجب ان يحترم ذاته وان يفرض ذلك الاحترام على الآخرين.