قبس اسلامي: القلوب محل نظر علام الغيوب

القلوب محل نظر علام الغيوب

جعل الاسلام هذه المضغة الصغيرة في جسم الانسان بيت الايمان وموقع الصدق ومحلة الاخلاص. وجعل الله تعالى قبول الاعمال وتفاضلها وفق ما في القلوب من صدق واخلاص، فاذا فرغ القلب من ذلك وفسد، ردت الاعمال على اصحابها. قال صلى الله عليه وسلم: «ان الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم. ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم». وقال: «ألا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».

وقيمة الانسان بقيمة ما في قلبه من الايمان. يقول ابوهريرة - رضي الله عنه -: مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما تقولون في هذا؟»، قالوا: حري ان خطب أن ينكح، وان شفع ان يشفع، وإن قال ان يسمع. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: «ما تقولون في هذا؟». قالوا: حري ان خطب ألا ينكح، وان شفع الا يشفع، وان قال الا يسمع. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا خير من ملء الارض مثل هذا». والقلب يتقلب في اللحظة الواحدة مرات ومرات ولا يثبت على حال، كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: «للقلب اشد تقلبا من ريشة في فلاة تقلبها الريح ظهرا الى بطن».

وقال: «للقلب اشد تقلبا من القدر اذا استجمعت غليانا». ولهذا كان النبي يكثر من هذا الدعاء: «يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك». وكان يقول: «ان قلوب بني آدم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء». رواه مسلم. وفي رواية قال «ان شاء ان يزيغه ازاغه وان شاء ان يقيمه اقامه». وقال ايضا: «التقوى ههنا»، ويشير الى صدره ثلاث مرات.

لما دخل سفيان الثوري الى الحرم فوجد الشرطة - ولم يكونوا يتواجدون فيه من قبل - بكى وقال: ان ذنوبنا ولت علينا هؤلاء، انها لذنوب جسام. وعندما طغى الحجاج قال اصحاب الحسن البصري له: ألا نخرج فنغير بالسيف، قال: إن الحجاج عقوبة من الله، ولن تغير عقوبة الله بالسيف، ولكن توبوا الى ربكم: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، لقد كانت حال سلفنا انهم اذا تلاقوا فأول ما يسألون عن الايمان، حتى أصبح معلوما عندهم أنه اذا سأل احدهم اخاه عن حاله، انما يريد حال قلبه من ربه.

قال حنظلة بن الربيع الاسيدي: لقيني ابوبكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافَقَ حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟! قال: قلت: نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فاذا خرجنا من عند - رسول الله صلى الله عليه وسلم - عافسنا الازواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرا. قال ابوبكر: فوالله، إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت انا وابوبكر، حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله! فلقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، ان لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» (ثلاث مرات).

يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وعند الخلوة، وفي مجالس الذكر، فان لم تجده في هذه المواطن فسل الله ان يمن عليك بقلب فانه لا قلب لك! ودخل عليه ناس من الدهاقين فجعل الناس يتعجبون من صحة اجسامهم وغلظ رقابهم، فقال ابن مسعود: انكم تجدون الكافر من أصح الناس جسما وامرضهم قلبا وتجدون المؤمن من اصح الناس قلبا وأمرضهم جسما، وايم الله لو صحت اجسامكم ومرضت قلوبكم لصرتم اهون على الله من الجعلان. وكان ابوالدرداء يقول: اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب. قيل: وما شتات القلب؟ قال: ان يكون لك بكل واد مال. والنجاة في الآخرة، انما تكون لصاحب القلب السليم، كما قال سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم «يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم».

اللهم ثبّت قلبي على دينك وعلى سنة نبيّك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

قبس اسلامي: القلوب محل نظر علام الغيوب 580808662

ربي يسلم هالآيديييييييييييييييييين
جزاك الله كل خير
دمت بكل الود والاحترام
تمينياتي لك
بالتوفيق

شكرا على مرورك العطر نجوم

دمت بخير

» انواع القلوب,,!؟؟
» اتيتك ربي .. نشيد اسلامي مؤثر..
» مغناطيس القلوب؟؟