«عبد المأمور» و«اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش» ؟! الثورة تغيّر أمثالا.. وتبتدع أخرى

«عبد المأمور» و«اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش» ؟!
الثورة تغيّر أمثالا.. وتبتدع أخرى

«من خاف سلم» أول الامثال المصرية التي اثبتت الثورة فشلها، اذ تبين بما لا يدع مجالا للشك أن من خاف «سرق» لمدة ثلاثين عاما، ومن انتفض بدأ مسيرة استرداد حقوقه.

«امشي جنب الحيط» مقولة طالما سمعناها من أهلنا حتى باتت جزءا من ادبيات كثير من المصريين، الا انهم فوجئوا عقب احداث 25 يناير ان من «مشى جنب الحيط» لم يسلم من الفساد الاقتصادي والاجتماعي والأمني الذي خلفه النظام السابق، ولذلك كان ينبغي ألا نمشي جنب الحيط، لانه لا فرق بين الحيط ومن يمشي بجواره، فضلا عن أن من «مشى جنب الحيط لم يسلم».

استبدال الأمثال

«اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش» مثل اشتهر في الأوساط المصرية، لاسيما حينما كان المتظاهرون في ميدان التحرير وبقية ميادين الفجر الجديد يتداولون فكرة «رئيس جديد لمصر» والذي كان البعض يزيد عليه، الموجود «شبع» إلا أن واقع ما بعد الثورة أبطل سحر هذا المثل وبين أن «اللي نعرفه» اكتشفنا بعد الثورة اننا «منعرفهوش» ولا نعرف ملياراته!

لذلك من الأولى في المرحلة المقبلة أن نستبدل المثل هذا بمثل مصري آخر تعارف المصريون على عدم استذكاره إلا بعد أن يتغير الواقع إجباريا، وهو «اللي تخاف منه ميجيش احسن منه» لعلنا نميل وفق هذا المثل الى التغيير بدلا من الاستسلام الى الواقع تحت شعار «اللي نعرفه أحسن..».

الحمار والمأمور

«اربط الحمار مطرح ما يعوز صاحبه»، و«انا عبد المأمور» مثلان لا اعتقد ان مصرياً لا يعرفهما، ولكن ما الحل الآن بعد ان هرب كل حمار واختفى صاحبه، وطال كل عبد مساوئ مأموره؟ ربما الثورة أجابت بوضوح عن هذا السؤال.

«احييني النهاردة وموتني بكره» تلك القاعدة التي استند اليها البعض في قمع الامل وقتل الطموح لم تعد تصلح كعبارة تنطلق ولو حتى على سبيل المزاح، لان الانسان لا يعيش «النهاردة» الا من اجل بناء «بكره» ولان الحديث حديث ثورة، فلا شك ان حشود المصريين التي خرجت الى الاستفتاء على المواد الدستورية السبت 20 مارس الفائت احبطت مثل هذه المقولة، لانهم ما خرجوا من بيوتهم الا من اجل «بكره».

جنازة وجوازة

وعند الحديث عن بعض الامثال السلبية ايضا، يسبق النقد التساؤل بشأن عدم تطويعها بشكل ايجابي مع الاعتراف بأن بعضها لا يحتمل سوى التأويل السلبي، ومنها «امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة» والسؤال هو لماذا لم يسع المقتنعون بهذا المبدأ الى المشي في جنازة النظام السابق رغم كل سوءاته؟ و«ان سرقت اسرق جمل وان عشقت اعشق قمر»، مع التسليم ببقاء القمر، فهل ما زالت هناك جمال كي تسرق بعدما تكشف من سرقات عقب الثورة؟

«اللي اتلسع من الشوربه ينفخ في الزبادي» فهل يحتاج المصريون الى النفخ في «زبادي» اي نظام مقبل تخوفا من «شوربة» النظام السابق؟ قد يكون في ذلك امر مشروع لكن الافراط فيه سيخلط بين «الشوربة والزبادي» وهذا الامر لا ينبغي ان يحدث.

أمثال إيجابية

وان كان تطبيق الامثال السلبية مشكلة كبيرة فإن عدم تطبيق الامثلة الايجابية قد يكون مشكلة اكبر وهذا ايضا من دروس الثورة التي اثبتت صحة المثل القائل «ايد لوحدها ما تسقفش» حينما خرج الملايين يصفقون للحرية.

وهناك امثال بحاجة الى عمق نظر في تفاصيلها منها «ان كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدي» ولان هذا المثل ضرب اعظم الامثال في «تسفيه» بني آدم، فهو لا يحتاج الى كثير تعليق، ويكفي القول ان هذا الكلب قد يصدق فعلا انه «سيدي» وحينها لا مانع ان يروعني ويعذبني ويقيد حريتي، واذا بلغ منه الجوع مبلغا صعباً فلا ضير ايضا ان «يأكلني».

تفسير فقهي

ولعل بعض الامثال يحتاج الى تفسير من الفقهاء حتى يستسيغه العقل كالمثال القائل «ابعد عن الشر وغنيله».. فإذا كانت الدعوة الى البعد عن الشر مفهومة فلماذا «اغنيله» اذا كان شراً؟ وما مفهوم مثل «اصبر على الجار السو ليروح او تجيله زيحه» ولماذا لم يضف اليه «غنيله» ايضا؟! ربما فقهاء الامثال يصدرون كتبا للتفسير تكون مرجعا لفهم مثل هذه الاقوال.

ثورة جديدة

وقد يكون منطقيا ان «اللي ما يشوفش من الغربال يبقى اعمى» على حد قول المثل، الا ان غير المنطقي هو ان بعض الناس لم يزل يؤمن بتلك الامثال المصرية السلبية و«مشفش من غربال الثورة» ولان الحديث هو حديث امثال ايضا، قد يكون من المناسب ان استعين بالمثل القائل «ان كنتم نسيتوا اللي جرى هاتوا الدفاتر تنقرى»، لعلها تكون دعوة لئلا ينسى اي مصري حاكما او محكوما، ما جرى حتى لا تتكرر المأساة ولا يمكن ازاحتها الا باستدعاء ثورة جديدة.

شاركونا رأيكون في الموضوع و لنشوف ياترى ممكن يطلع معنا شي امثال جديدة كمان؟؟

اتمنى لكم قراءة مفيدة و ممتعة

في امان الله

يسلمو على الموضوع والمجهود الرئع

شكرا على مرورك بسبوسة

نورتي

في امان الله

» هههههههه اللي يبي يضحك يدخل
» ترى من تغيّر... الرجل أو المرأة أو مفاهيم الحب؟
» بحركة وحده طلع الصور اللي كانت في جهازك من سنين