الجاذبية تجعل الأرض {بطاطا}...

الجاذبية تجعل الأرض {بطاطا}



كوكب الأرض كما أظهرته الصور الحديثة


التقط القمر الصناعي «جوس» صورا جديدة للأرض ذات دقة غير مسبوقة حتى الآن، حيث توضح عند تكبيرها عشرات الآلاف من المرات أن الأرض على شكل ثمرة بطاطا ملونة، أي أنها مسطحة قليلا وليست كروية مائة في المائة!
وذكرت هيئة الفضاء الأوروبية (ايسا) والعلماء المشاركون في مؤتمر الأبحاث في ميونخ أن هذه الصور الجديدة «الفائقة الدقة» مفيدة جدا لوضع خريطة دقيقة للمجال المغناطيسي للأرض، وهو بدوره أمر مهم لقياس الأرض بمحيطاتها.


تيارات المياه
ويشرح العلماء كيف أن الصور الحديثة توضح أن الأرض مسطحة قليلا عند قطبيها، وذلك بسبب دورانها. ولكن سلسلة جبال مثل جبال الهيملايا وكذلك كتل مختلفة في باطن الأرض تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض والمحيطات، حيث يصل التباين في ارتفاع منسوب البحر على مستوى العالم إلى مائة متر، وفق ما أظهر قمر «جوس» الصناعي.
ومن المقرر أن توثق نتائج الدراسة ارتفاع منسوب البحر والتغيرات التي طرأت على تيارات المياه في البحار جراء التغير المناخي.
والقمر «جوس» مخصص لأخذ قياسات دقيقة للحقل المغناطيسي للأرض، ورصد الاختلافات الطفيفة بين الجاذبية الموجودة عند سطح البحر وتلك الموجودة في الجبال.
واستنتاج أن الأرض تشبه البطاطا الملونة أكثر مما تشبه الكرة بني على دراسة أكثر من 70 مليون عملية قياس رصدت بواسطة القمر «جوس».


لو البحر في كل مكان
اعتمد العلماء على المراقبة والمتابعة في وضع ما سمي «بالجيويد» أو المجسم الأرضي، يمنح الأرض شكلا نموذجيا، يفيض عليها محيط يخلو من أي تيارات. أما الاختلاف في ارتفاع هذا الحوض العالمي المختلق في أماكن مختلفة من الكرة الأرضية فقائم على أساس اختلافات بسيطة في قوة الجاذبية.
ومصدر هذه الاختلافات يعود لعدم تساوي كثافة باطن الأرض، رغم أنه تسري في هذا المجال القاعدة البسيطة التي تقول إنه كلما زاد وجود المادة تحت الأقدام زاد تأثير الجاذبية على الناس في هذا المكان. لكن بالنسبة للكرة الأرضية فان الاختلافات أو الفروقات قليلة جدا بالنسبة للحواس البشرية.
إن الفروقات في سطح المحيط الكبير المختلق ليست كبيرة كما يبدو من النظر إلى المجسم الأرضي، بل هو أقل من 200 متر كحد أقصى، وفق ما قاله العلماء في مؤتمر ميونخ.

يذكر ان للمجسم الأرضي «الجيويد» استخدامات عديدة، وبالتالي فهو ليس لعبة رياضية فقط بل تقنية يستخدمها المختصون في دراسة المحيطات أثناء سبرهم للتيارات البحرية وللتغيرات التي تحدث في مستوى سطح مياه البحار. كذلك يمكن للعلماء الجيوفيزيائيين استخدام «الجيويد» في رصد الزلازل والبراكين.
كما يمكن الاستعانة به لتوحيد قياس التغييرات التي تطرأ على منسوب مياه البحار والمحيطات.


القمر والأجنحة

وأعلنت هيئة الفضاء الأوروبية، عند عرض نتائج في مؤتمر ميونخ، أن القمر الاصطناعي «جوس» مزود بما يكفي من الوقود لكي يستمر في عمله حتى عام 2013. أما بعد ذلك فيمكن للقمر أن يسقط في الغلاف الجوي لأنه يتحرك على مستوى منخفض جدا حول الكرة الأرضية، أي على مستوى يتراوح بين 253 و265 كلم فوق الأرض. ولذلك يعتبر القمر «جوس» أكثر الأقمار الصناعية قربا للأرض.
ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة المهام العلمية المنوط بهذا القمر. فلو تواجد في أماكن أكثر ارتفاعا لما استطاع أن ينفذ قياسات دقيقة. فعند الارتفاع لأكثر من 250 ستظهر آثار الغلاف الجوي التي تفرمل الأقمار الصناعية بشكل مستمر. كما أن «جوس» مزود بمحرك ايون (يستخدم كوقود مطعم بغاز ايكسنون) الذي يبقي على السرعة المتقدمة ويمنع السقوط في الغلاف الجوي. لكن عندما سينفد الوقود فان القمر الاصطناعي سيصبح عرضة للهلاك.
إن استثنائية مدار القمر الاصطناعي حددها أيضا شكله الجوي الديناميكي فالقمر له جناحان صغيران يساعداه في تحقيق الاستقرار.



الخبر كما ورد في صحيفة القبس الكويتية اليوم الخميس 7/4/2011

يسلمووووووووووووووووو هالايدين ربي

دمتِ بكل الود والاحترام

تمينياتي لكِ

بالتوفيق