مكتبة رقمية «فاضلة».. تجمع ما كتبه البشر منذ فجر التاريخ..و خطة «غوغل» الى اين؟؟
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
mäläk sÿ ادارية نشيطة
الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: مكتبة رقمية «فاضلة».. تجمع ما كتبه البشر منذ فجر التاريخ..و خطة «غوغل» الى اين؟؟ 18/04/11, 11:15 am
خطة «غوغل» الى اين؟؟ مكتبة «فاضلة».. تجمع ما كتبه البشر منذ فجر التاريخ
كان العلماء منذ زمن بعيد يحلمون بمكتبة عالمية شاملة تحتوي على كل ما كتبه البشر منذ فجر التاريخ. ثم في عام 2004 أعلنت شركة غوغل عن اعتزامها البدء في إجراء مسح رقمي لكل الكتب التي تحتوي عليها خمس مكتبات بحثية كبرى. وفجأة، أصبحت «المكتبة الفاضلة» في المتناول.
الواقع أن فكرة المكتبة العالمية الرقمية أفضل كثيراً مما كان ليتخيله أي مفكر في وقت سابق، وذلك لأن كل كتاب سوف يكون متاحاً لكل شخص في كل مكان، وفي كل وقت. ولن تشتمل المكتبة على الكتب والمقالات فحسب، بل أيضاً اللوحات المرسومة، والموسيقى، والأفلام، وكل شكل آخر من أشكال التعبير الإبداعي التي يمكن حفظها في هيئة رقمية.
لكن خطة غوغل تواجه مشكلة. ذلك أن أغلب الأعمال التي تحتفظ بها هذه المكتبات البحثية لا تزال خاضعة لحقوق الطبع والتأليف والنشر. ولقد أعلنت شركة غوغل أنها سوف تمسح الكتاب بالكامل، بصرف النظر عن وضعه فيما يتصل بحقوق التأليف والنشر، ولكن المستخدمين الذين يبحثون عن شيء في كتب تتمتع بحقوق الطبع والنشر والتأليف لن يطلعوا إلا على مقتطفات منها. وهذا كما تزعم الشركة يُعَد «استخداماً عادلا» ـ وبالتالي يُسمَح به بموجب القوانين التي تنظم حقوق الطبع والنشر والتأليف على النحونفسه الذي يسمح لأي شخص باقتباس جملة أو اثنتين من أي كتاب لغرض المراجعة أو المناقشة.
خلاف بين الناشرين والمؤلفين
ولكن خلافاً وقع بين الناشرين والمؤلفين في هذا الصدد، بل ذهب البعض إلى إقامة الدعوى القضائية ضد غوغل بتهمة انتهاك حقوق الطبع والتأليف والنشر، ثم تم الاتفاق في النهاية على تسوية مطالبهم في مقابل حصة من عائدات غوغل. وفي الشهر الماضي في محكمة مانهاتن، رفض القاضي ديني تشين التسوية المقترحة، فكان رفضه راجعاً في جزء منه إلى أن تلك التسوية من شأنها أن تعطي غوغل احتكاراً فعلياً للنسخ الرقمية من الكتب التي يطلق عليها وصف «اليتيمة» ـ الكتب التي لا تزال خاضعة لحقوق التأليف والنشر، ولكنها لم تعد تطبع، والتي يصعب تحديد ملكية حقوق طبعها ونشرها.
ولقد زعم تشين أن الكونغرس الأميركي، وليس المحكمة، هو الهيئة المناسبة لاتخاذ القرار بشأن الجهة التي ينبغي لنا أن نعهد لها بالوصاية على الكتب اليتيمة، وبأي شروط. ومن المؤكد أنه كان مصيبا، على الأقل فيما يتصل بقضايا نعتبرها ضمن اختصاص الولايات المتحدة. وهي قضايا كبيرة وعلى قدر عظيم من الأهمية، ولا تؤثر في المؤلفين والناشرين وغوغل فسحب، بل أيضاً على أي شخص لديه مصلحة في نشر وتوفر المعرفة والثقافة. لذا، وفي حين يُعَد قرار تشين بمنزلة انتكاسة مؤقتة على الطريق نحو مكتبة عالمية، فإنه يوفر الفرصة لإعادة النظر في الكيفية الأمثل لتحقيق هذا الحلم.
حقوق النشر.. إلى متى؟
والقضية المركزية هنا تتلخص في السؤال التالي: كيف نجعل الكتب والمقالات ـ ليس فقط المقتطفات، بل الأعمال بالكامل ـ متاحة للجميع، في حين نحافظ على حقوق مبدعي هذه الأعمال؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب بطبيعة الحال اتخاذ القرار بشأن ماهية هذه الحقوق. فكما يحصل المخترعون على براءات الاختراع حتى يتسنى لهم أن يستفيدوا من مخترعاتهم لفترة محدودة من الوقت، فإن المؤلفين أيضاً كانوا في الأصل يُمنَحون حقوق الطبع والنشر لفترة قصيرة نسبيا ـ في الولايات المتحدة كانت تلك الفترة في مبدأ الأمر أربعة عشر عاماً منذ أول نشر للعمل.
والواقع أن هذه المدة قد تكون كافية بالنسبة لأغلب المؤلفين لجني القسم الأعظم من الدخل الذي قد تدره عليهم أعمالهم؛ وبعد ذلك تصبح هذه الأعمال ضمن المجال العام. ولكن الشركات تبني ثروات على حقوق الطبع والتأليف والنشر، ولقد عملت مراراً وتكراراً على دفع الكونغرس في اتجاه تمديد هذه الحقوق، إلى الحد الذي جعلها تدوم في الولايات المتحدة الآن لمدة سبعين عاماً بعد وفاة المبدع. (أطلق على تشريع عام 1998 المسؤول عن آخر تمديد لقب «قانون حماية ميكي ماوس» لأنه سمح لشركة والت ديزني بالاحتفاظ بحقوق الطبع والنشر والتأليف لشخصيتها الكرتونية الشهيرة).
ولأن حقوق الطبع والنشر والتأليف تدوم طويلاً فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع الكتب في المكتبات تندرج تحت تصنيف «يتيمة». وهذه المجموعة الهائلة من المعرفة والثقافة والإنجازات الأدبية محجوبة عن أغلب الناس، وتحويلها إلى منتج رقمي من شأنه أن يجعلها متاحة لأي شخص قادر على الوصول إلى شبكة الإنترنت. وعلى حد تعبير بيتر برانتلي، مدير التكنولوجيا لدى مكتبة كاليفورنيا الرقمية: «لدينا واجب أخلاقي يملي علينا مد أيدينا إلى رفوف مكتباتنا، والإمساك بالمواد اليتيمة، ووضعها على رأس أولويات المسح الضوئي».
مكتبة شعبية رقمية
ولقد اقترح روبرت دارنتون، مدير مكتبة جامعة هارفارد، بديلاً لخطة غوغل: مكتبة شعبية رقمية، يتولى تمويلها ائتلاف من بعض المؤسسات، ويعمل جنباً إلى جنب مع ائتلاف من المكتبات البحثية. ولا ترقى خطة دارنتون إلى مستوى المكتبة العالمية، وذلك لأن الأعمال تحت الطبع والخاضعة لحقوق الطبع والتأليف والنشر سوف تستبعد؛ ولكنه يعتقد أن الكونغرس قد يمنح مكتبة عامة غير تجارية الحق في تحويل الكتب «اليتيمة» إلى منتج رقمي.
وسوف يكون هذا بمنزلة خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، ولكن يتعين علينا ألا نتخلى عن الحلم بمكتبة عامة رقمية عالمية. ذلك أن الكتب التي لا تزال تحت الطبع من المرجح أن تكون تلك التي تحتوي على أحدث المعلومات، والأكثر إقبالاً على قراءتها من ق.بَل الناس.
القراءة.. منفعة عامة
لقد تبنت العديد من البلدان الأوروبية، فضلاً عن أستراليا وكندا وإسرائيل ونيوزيلندا، تشريعاً يؤسس لحق «الإقراض العام» ـ بموجب هذا التشريع، تقر الحكومة بأن تمكين المئات من الناس من قراءة نسخة واحدة من أي كتاب يشكل منفعة عامة، ولكن هذا من شأنه أن يحد من مبيعات ذلك الكتاب. ومن الممكن أن يُسمَح للمكتبة العامة العالمية بتحويل حتى الأعمال التي لا تزال تحت الطبع أو الخاضعة لحقوق الطبع والنشر والتأليف إلى منتجات رقمية، في مقابل رسوم تُدفَع للناشر والمؤلف استناداً إلى عدد مرات قراءة النسخة الرقمية.
إذا كان بوسعنا أن نضع رجلاً على سطح القمر وأن نتوصل إلى تسلسل الجينوم البشري، فلابد وأن نكون قادرين على ابتكار شيء أشبه بمكتبة عامة رقمية عالمية. وعند هذه النقطة، سوف نجد أنفسنا في مواجهة واجب أخلاقي آخر، وسوف يكون الوفاء بهذا الواجب أمراً أكثر صعوبة: والذي يتلخص في توسيع القدرة على الوصول إلى الإنترنت والتي لا تتجاوز اليوم 30% من سكان العالم.