مضادات الاكتئاب بين الحقائق و الخرافات,,,

مضادات الاكتئاب حقائق وخرافات

الاكتئاب يعتبر أخطر حالة نفسية يمكن أن يمر بها الانسان ولذلك هناك الكثير من الأقاويل حول طرق معالجته.

هناك حالات كثيرة من الاكتئاب لايمكن الشفاء منها بالمعالجة النفسية فقط ، الأمر الذي يجبر الطبيب النفساني على وصف أدوية مضادة للاكتئاب تساعد المريض على تحسين مزاجه وتحويل انتباهه عن المعاناة التي يمر بها، ولكن، كما كل الأدوية، فان لمضادات الاكتئاب آثار جانبية يمكن أن تكون على درجة من الخطورة. هذه الآثار ليست واحدة عند كل الناس لأن للجسم دور في المقاومة أو الاستسلام.

الشعور بالذنب أخطر أنواع الاكتئاب

في دراسة طبية لمجموعة من الأطباء النفسانيين البرازيليين نشرت على موقع /تيرا/ البرازيلي على الانترنت جاء بأن أخطر أنواع الاكتئاب هو النوع المترافق بالشعور الكبير بالذنب نتيجة فقدان الشخص لانسان عزيز عليه أو خسارة مادية كبيرة حدثت بسبب خطأ أو تسبب الشخص بوفاة أحد ما.

لكن هناك حالات ورائية أعقد، ففي هذه الحالة تكون المعالجة صعبة ومعقدة، أما الحالات الأخرى فقد يتم التحسن بزوال الأسباب المسببة للاكتئاب.

وقالت الدراسة ان مما هو ملفت أن هناك أشخاص يشعرون بالذنب الدائم من دون أسباب محددة، فهذا الشعور ناجم عن خلل في الجانب العاطفي من الشخصية.

ويوصف هذا النوع من الاكتئاب بأنه ناجم عن ضعف في الشخصية بشكل عام وعدم القدرة على التلاؤم مع تعقيدات الحياة العصرية.

المعالجة الحقيقية هي داخل المريض نفسه

أضافت الدراسة بأن المعالجة الحقيقية للاكتئاب تأتي من داخل المريض نفسه وذلك اعتمادا على مدى استعداده لتقبل المعالجة.

هناك ملايين من المصابين بالاكتئاب ولكنهم لايظهرونه ويحاولون مقاومته بشتى الوسائل دون الاستعانة لابالطبيب النفسي ولا بمضادات الاكتئاب.

فاذا كانت حالة الاكتئاب ناجمة عن ظرف طارىء تعرض له الشخص فان هناك جملة من الممارسات التي تخفف من الاكتئاب وفي النهاية تقضي عليه.

ومن هذه الممارسات السفر الى مكان بعيد عن مسرح الظروف الطارئة التي تعرض لها الشخص، كما أن هناك مصابون بالاكتئاب يتماثلون للشفاء بممارسة رياضة من الرياضات.

ماهو الصح والخطا حول تناول مضادات الاكتئاب؟

أوضحت الدراسة بأنه اذا كانت حالة الاكتئاب عميقة ويتعذر السيطرة عليها بالممارسات الآنفة الذكر أو بجلسات الطب النفسي فتصبح هناك حاجة لتناول مضادات الاكتئاب. بالطبع هناك حقائق وخرافات كثيرة حول مفعول هذه المضادات والآثار التي تتركها. وويتم تداول الخرافات على وجه الخصوص بين صفوف من يجهلون الأدوية المضادة للاكتئاب.

فما هي هذه الحقائق والخرافات؟

أولا: يقول البعض بأن مضادات الاكتئاب تؤدي الى الجنون، ولكن هذا خطا كبير. ربما يكون صحيحا لو أن شخصا لايعاني من الاكتئاب تناولها، ولكن الآثار حتى في هذه الحالة لاتصل الى حد الجنون.

ثانيا: مضادات الاكتئاب تسبب خللا في الشخصية. هذا أيضا خطأ من الأخطاء الشائعة لأن وظيفة مضادات الاكتئاب هو التعامل مع النقطة الدماغية المسؤولة عن افراز مواد كيماوية تتسبب في الشعور بالحزن العميق.

ثالثا: مضادات الاكتئاب تؤدي الى تلف الأعصاب. هذا يعتبر من أكثر الأخطاء شيوعا لأن مضادات الاكتئاب لاتتدخل في الوظاف الرئيسية للأعصاب.

رابعا: مضادات الاكتئاب تؤدي الى خلل في التصرف مع الآخرين. هذا يعتبر صحيحا من حيث أن من يتناولها يشعر بتقلبات في المزاج اذا لم يتناول الدواء الموصوف في موعده.

خامسا: مضادات الاكتئاب تؤدي الى الادمان عليها. هذا ليس بصحيح على الاطلاق. الأمر كله هو حالة نفسية بحيث يشعر المصاب بالاكتئاب بأنه بحاجة للدواء فيتعود عليه، ولكنه اذا شفي فان العادة تزول.

سادسا: مضادات الاكتئاب فعالة في تحقيق الشفاء. هذا صحيح جدا بسبب التطور الهائل في صناعة الأدوية المضادة للاكتئاب. كانت هناك قديما بعض أنواع الأدوية التي كان ينبغي تناولها بشكل مستمر، ولكن في أيامنا هذه هناك أدوية مضادة للاكتئاب توصف لفترة معينة ومن ثم يتوقف المريض عن تناولها لأنه يشعر بأنه تمائل للشفاء.

سابعا: مضادات الاكتئاب تشكل حصانة في الدماغ ضد أنواع أخرى من الأمراض النفسية كالتوتر والضغط النفسي. هذا يعتبر صحيحا لأن تناول الجرعات الصحيحة من الأدوية المضادة للاكتئاب تمنح الدماغ حصانة ضد دخول عناصر أخرى تسبب بعض التوترات النفسية والعصبية.

رأي في الدراسة:

قالت الدكتورة فانيسا مارينو مدرسة علم النفس في جامعة /مكنزي/ في مدينة ساوباولو ردا على سؤال حول هذه الدراسة التي اعتبرت في غاية الأهمية لأنها الأولى التي تتحدث بشكل علني عن فوائد مضادات الاكتئاب التي كان غالبية الناس يعتبرونها خطرا على الدماغ ان الاشاعات التي يرددها الناس حول مضادات الاكتئاب انما هي ناجمة عن الجهل. واضافت بأن جميع أنواع الأدوية العصرية تأخذ بعين الاعتبار الآثار الجانبية، وبخاصة الأدوية المضادة للاكتئاب.

وأوضحت بأن مضادات الاكتئاب الحديثة صنعت على أساس القيام بوظيفة محددة في الدماغ لتنظيم الافرازات الكيماوية والمغناطيسية التي يؤدي خللها الى ظهور حالة الاكتئاب. وقالت أيضا انه من الغريب أن يتحدث الناس مثلا عن أن مضادات الاكتئاب تؤدي الى الادمان لأنه اذا كان ذلك صحيحا لصنفت ضمن قائمة المخدرات المحظورة.

وأشارت الى أن تناول مضادات الاكتئاب يجب أن يتم باشراف الطبيب النفسي المختص الذي يحدد نوع الدواء طبقا لحالة الاكتئاب.

وقالت ان الخطر الوحيد هو تناول كل ماهب ودب من مضادات الاكتئاب بمبادرة شخصية أو طبقا لنصيحة صديق ما علم بأن النوع الفلاني من مضادات الاكتئاب اثبت نجاعته. وبينت بأن الأمر ليس كذلك لأن اساءة استخدام أي شيء يمكن أن يؤدي الى مخاطر، بما في ذلك العسل الذي يتحدث الجميع عن فوائده الصحية.

اتمنى للجميع حياة نفسية سليمة

في امان الله

» خاص بالمرأة الحامل:مضادات الاكتئاب تُعرّض رئتي مولودك للخطر
» بعض الحقائق عن التصوير بالرنين المغناطيسي
» الانانية لمعالجة الاكتئاب!!!!