الأدلة العلمية حول نقص فيتامين بـ (12) واستخداماته

يسبب نقص فيتامين ب (12) فقر الدم، وتلف الأعصاب المزمن، إضافة إلى إنخفاض عدد الحيوانات المنوية حسب ما ورد عن تقارير ودراسات وتجارب طبية.

وتبدأ أعراض نقص فيتامين ب (12) كأعراض مخفية لا نشعر بها تشمل حدوث تغيرات في قدرتنا على الإدراك والتركيز وقدرة خلايانا العصبية على العمل بصورة طبيعية، ومن ثم تتطور الأعراض ما لم يعالج النقص إلى فقر دم، وتلف أعصاب قد يكون تلف أبدي، خاصة لدى الرضع وكبار السن.

ويتناقل العديد منا معلومات حول شيوع نقص فيتامين ب (12) بينما تظهر نتائج إختبارات فيتامين ب (12) في المختبرات السريرية توجه نحو إنخفاض قيمته في أعداد كبيرة من السكان. وحقيقة ما تشير إليه الدراسات العالمية بأن نقص فيتامين ب (12) نادر في فئة الشباب من عمر 15 إلى 29 عام بينما تتراوح نسبة النقص بين 10 إلى 20% في فئة كبار السن من عمر خمسين سنة فأكثر حسب ما رود عن مجمل تحليل نتائج الأبحاث العلمية في هذا المجال.

ويعود سبب شيوع نقص فيتامين ب (12) في فئة كبار السن بسبب إنخفاض مستويات أحماض المعدة الضرورية لإمتصاص فيتامين ب (12).

ويرتبط فيتامين ب (12) في غذاؤنا مع البروتين ويحتاج لأحماض معدتنا من أجل أن يتحرر ونستطيع بالتالي أن نمتصه. وعندما تتأثر مستويات أحماض معدتنا نتيجة تقدم العمر أو تناول أدوية تقلل من أحماض المعدة، تتأثر معها قدرتنا على إمتصاص فيتامين ب (12).

ما هو فيتامين ب (12)؟

يعتبر فيتامين ب (12) من الفيتامينات الأساسية التي يحتاج جسمنا تناولها بصورة يومية لأنه لا يستطيع تصنيعها أو إنتاجها. وهو من الفيتامينات التي تذوب في الماء.

ويعرف فيتامين ب (12) بالإسم العلمي «الكوبالأمين» نسبة إلى معدن الكوبال الموجود في تركيبة فيتامين ب (12).

ومن أجل تأكيد النقص الفعلي لفيتامين ب (12)، تشير المصادر العلمية إلى إجراء إختبار حمض الميثيل مالونيك والفولات ومادة الهوموسيستايين الكلية، وهي مادة كيميائية في دمنا قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى إرتفاعها.

فوائد فيتامين ب (12)

يعتبر فيتامين ب (12) ضروري من أجل أن تقوم خلايانا العصبية بنشاطها اليومي.

كما ويعمل فيتامين ب (12) مع كل من حمض الفوليك وفيتامين ب (6) في خفض مستويات دمنا من مادة الهوموسيستايين، وهي عبارة عن عملية يحمينا بها جسمنا ويمنع فرصة إصابتنا بأمراض القلب.

كما ويدخل فيتامين ب (12) في تركيب المادة الرئيسية للطاقة في جسمنا.

مصادر فيتامين ب (12) الغذائية

نبدأ بالتأكيد بأن فيتامين ب (12) لا يوجد في أي غذاء نباتي حسب ما تشير إليه نتائج تحاليل الأغذية المخبرية، بينما يوجد فقط في معظم أغذيتنا الحيوانية مثل اللحوم الحمراء كلحم البقر والكبد ولحم الضأن التي توفر بدورها معدل 80 إلى 100 ميكروغرام من فيتامين ب (12) لكل 100 غرام (أي قطعة بحجم كفة اليد)، وهو ما يعادل 40 ضعف إحتياجنا اليومي من فيتامين ب (12) المقدر بنحو 2.4 مايكروغرام.

ومن المصادر الغذائية الأخرى السردين، وكبد الدجاج والبقر والعجل التي توفر بين 25 و 60 مايكروغرام لكل 100 غرام (أي ما يعادل 4 ملاعق طعام). إضافة إلى التونا والبيض واللبن والجبنة التي توفر ما نحتاج تناوله يوميا.

وخلافا لبعض التقارير والمعلومات الدارجة فإن الأعشاب والطحالب البحرية لا توفر فيتامين ب (12)، بالرغم من إحتواء بعض أنواع الطحالب الخضراء المزرقة على نسبة غنية من فيتامين ب (12)، إلا أنه عمليا غير متوفر لنا لنمتصه.

حالات أكثر عرضة لنقص فيتامين ب (12)

يأتي الإجماع العلمي والتوصيات العالمية لتؤكد بأن اتباع نظام غذائي صحي يساعدنا في تلبية إحتياجاتنا من فيتامين ب (12)، ولكن هنالك حالات معينة قد يقتضي فيها تناول مكملات فيتامين ب (12)، خاصة لدى فئة كبار السن، وفئة النباتيين الذين لا يتناولون الأغذية الحيوانية، والذين يعانون من حساسية غذائية لمصادر غذائية غنية به، أو الذين يشربون الكحول بكثرة. إضافة إلى الأفراد الذين خضعوا إلى جراحة ما أو تعرضوا لحروق ما أو عملية تخدير، أو من يعاني أو تعاني من سرطان في الأمعاء أو سرطان البنكرياس، أو مشاكل في الجهاز الهضمي.

وكما أشرنا سابقا، قد يحدث نقص فيتامين ب (12) لدى من يعاني أو تعاني من إنخفاض في حموضة المعدة، مثل كبار السن أو أولئك الأفراد الذين يتناولون أدوية تقلل من حمض المعدة، مثل تلك المحتوية على مادة الرانيتيدين أو مادة الأوميبرازول، إضافة إلى أدوية علاج النقرس، وأدوية مرض السكري، خاصة الميتفورمين، ومكملات البوتاسيوم.

ما هو إحتياجنا من فيتامين ب (12)؟

تزيد إحتياجاتنا طبيعيا مع تقدمنا في العمر، وفي حالتي الحمل والرضاعة إذ يحتاج الرضع نحو 0.4 مايركوغرام حتى عمر 6 أشهر،

و0.5 مايكروغرام حتى عمر السنة.

ويحتاج الأطفال من عمر سنة إلى ثلاثة سنوات حوالي 0.9 مايركوغرام،

1.2 مايركوغرام لأعمار 4-8 سنوات

و1.8 مايركوغرام لأعمار 9-13 سنة.

أما أعمار 14 سنة فما فوق، فتحتاج ما يعادل 2.4 مايركوغرام،

والتي تزيد إلى 2.6 مايركوغرام في فترة الحمل و2.8 مايركوغرام في فترة الرضاعة.

ما هي الجرعات العلاجية؟

يتوفر فيتامين ب (12) في ثلاثة أنواع:

سايانوكوبالأمين، هايدرو كوبالأمين، وميثيل كوبالأمين. ويعتبر السايانوكوبالأمين الأكثر توفرا في العالم والأقل كلفة، ولكن بعض الخبراء يعتقدون أن النوعين الآخرين أفضل منه، ولا يوجد أي سند علمي بين أيدينا لإثبات ذلك حتى الآن.

وتأتي التوصيات العلمية لتؤكد بأن الجرعات اليومية تتراوح ما بين 100 إلى 2000 مايكروغرام من أجل علاج نقص فيتامين ب (12)، ويجب أن تكون تحت إشراف طبي. ومن أجل تصحيح أي مشاكل تسببها أدوية أو حالات ما، يتم التأكيد على تناول مصادر غذائية غنية بفيتامين ب (12). ويعتبر تناول مكملات فيتامين ب (12) آمن، إلا أن الجرعات العالية جدا منه تسببت في تفاقم أعراض حب الشباب لدى البعض.

وتشير أحدث الدراسات الكبيرة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية عام 2010 إلى أن تناول جرعات عالية من فيتامين ب (12)، إلى جانب تناول كل من حمض الفوليك وفيتامين ب (6)، أظهر تدهورا في وظائف الكلى لدى مرضى السكري الذين يعانون من إعتلال في الكلية، إضافة إلى مضاعفة خطر تدهور عضلة القلب والسكتة الدماغية لديهم.

ويشير علماء الدراسة بأن «هدف الدراسة هو توقعنا بأن الفيتامينات لن يكون لها تأثير عكسي بسبب قدرة فيتامين (ب) على خفض مستويات مادة الهوموسيستايين الكلية، التي لم تنخفض.» ومن ذلك نستنتج بأن علينا أن نتوخى الحذر في تناول مكملات فيتامين ب (12) أو توصية الآخرين بتناول جرعات من فيتامين ب (12) بدون إستشارة طبية لأنها تعتمد على حالتنا الفردية وحالتنا المرضية وأدويتنا وعمرنا ووضعنا الصحي الذي يختلف من شخص لآخر.

وينتشر في أيامنا هذه تركيزنا العلمي على خطر تناول جرعات عالية و زائدة من الفيتامينات، خاصة إذا يوفر نظامنا الغذائي ما نحتاجه. ولم يتوفر لدينا أي أدلة علمية بأن فيتامين ب (12) يساعد في تحسين المزاج والوظائف العقلية والحالة النفسية.

فيتامين ب (12) ومرض الزهايمر

تم إقتراح إستخدام فيتامين ب (12) كتوصية من بعض الخبراء من أجل علاج مرض الزهايمر، ولكن نتائج البحث العلمي تشير إلى إستناد هذة التوصية على نتائج دراسة واحدة صغيرة الحجم وضعيفة التصميم. وما زلنا بحاجة إلى دراسات أكبر شمولية وأكثر حداثة وأفضل تصميم حتى نتمكن من تأكيد دور فيتامين ب (12) في علاج مرض الزهايمر.

فيتامين ب (12) وخصوبة الرجل

يؤدي نقص فيتامين ب (12) إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية وانخفاض حركة الحيوانات المنوية لدى الرجال.

وقد تم التوجه لوصف مكملات فيتامين ب (12) من أجل تحسين معدل الخصوبة لدى الرجال الذين يعانون من إنتاج حيوانات منوية غير طبيعية. ولكن مع توجهنا للممارسة القائمة على الأدلة العلمية، تشير دراسة يابانية قديمة من عام 1988 شملت 375 رجل يعاني من العقم بأن مكملات فيتامين ب (12) لم تثبت أي فائدة حقيقة باستثناء مجموعة صغيرة من الرجال الذين يعانون من إنخفاض في عدد وحركة الحيوانات المنوية.

وما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات كدليل على فعالية إستخدام مكمل فيتامين ب (12) في تحسين خصوبة الرجل، خاصة عند عدم وجود نقص مثبت لفيتامين ب (12).

المصدر: الرأي الاردنية

» السبــــــانـــــخ ... اهم مصادر فيتامين ( ك )
» النقص في فيتامين B1 وراثي!!!!!
» فيتامين (د) لانعرف عنه الكثير. ولكنه قد ينقذ حياتنا!!!