تدمر.. مدينة التاريخ والحضارة ...معجزات الماضي بين الواقع و الخيال...

• تدمر.. مدينة ساحرة تجمع بين الطابع العربي والاغريقي

تدمر (بالإنجليزية: Palmyra‏) إحدى أهم المدن الأثرية عالميآ لها شهرتها ومكانتها، تقع في وسط سوريا وتتبع لمحافظة حمص، هي مدينة ذات أهمية تاريخية حيث كانت عاصمة مملكة تدمر وهي اليوم مدينة سياحية. تبعد 215 كيلومتر عن مدينة دمشق إلى الشمال الشرقي منها، وتقع على بعد 150 إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات و160 كيلومتر شرق مدينة حمص. تعرف حاليا في سوريا باسم "عروس الصحراء"، وتدمر هي أقدم تسمية للمدينة وقد ظهرت في المخطوطات البابلية التي وجدت في مملكة ماري السورية على الفرات وتعني "بلد المقاومين" باللغة العمورية و"البلد التي لا تقهر" باللغة الآرامية السورية القديمة

ارتفع شأن المدينة بعد أن أصبحت عاصمة لمملكة من أهم ممالك الشرق مملكة تدمر ونافست روما وبسطت نفوذها على مناطق واسعة واتصفت تدمر بغناها الكبير وكانت مركزآ تجاريآ، واليوم هذة هي تدمر تتميز بأثارها الرائعة التي تدل على عظمتها وما وصلت اليه في سالف الزمان، تنتشر أثار تدمر على مساحة واسعة وتتكون من شوارع ممتدة تحيط بها ألاعمدة وبوابات ومعابد ومسرح وحانات واكرابول وتتراتيل ومساكن وقصور وخزانات ومدافن وقلعة تاريخية.

في المدينة متحف تدمر التي يضم اثار المدينة العريقة من تماثيل مجسمات ومخطوطات ونقوش ولقى أثرية هامة وكذلك متحف التقاليد الشعبية الذي يجسد تراث البادية والحياة لسكان تدمر، ويقام في المدينة مهرجان سياحي سنوي تتفاعل فيه الانشطة الفنية بمشاركة فنانين سوريين وعرب وفرق فنية وتقام العروض والمسابقات التراثية والفلكلورية من سباقات للهجن وعرض للخيول العربية الاصيلة وغعاليات ثقافية وادبية وسهرات سياحية.

وتؤكد الشواهد أن إنسان العصر الحجري سكن تدمر، أي منذ القرن الثالث قبل الميلاد. وتعاقب على هذه المدينة الكنعانيون والعموريون والآراميون، وهم من أعطاها اسم تدمر، بالإضافة للفرس والعرب والأنباط. كما حكمها الرومان قرابة أربعمائة عام وهم الذين سموها بالميرا.

صَدَق من قال ان العالم مليء بالغرائب.. فالحكايات الأغرب من الخيال تملأ كل الأمكنة في هذه الحياة.. أحداث تقع بلا سبب.. اختفاء يلفه الغموض.. ظواهر طبيعية لا يزال الإنسان عاجزاً عن فهمها، وظواهر غير طبيعية يختلط فيها العلم بالخرافات.. فأين نحن وأين الحقيقة من معجزات الأزمنة الغابرة وهي معجزات معمارية تركها لنا الأولون، في وقت يؤكد كثيرون أن بعض هذه المعجزات هي من صنع مخلوقات فضائية وليست من صنع البشر.

قلعة بعلبك في لبنان.. آثار تدمر في سوريا.. أهرامات مصر وأهرامات أميركا الجنوبية.. مدينة بترا الأردنية.. جزيرة الفصح في أقصى المحيط الهادي.. أحجار ستونهينغ في بريطانيا.. رابط واحد يجمع بين كل هذه المواقع هو الغموض الذي يثير في زائرها كل الخيالات عن الماضي وعن عظمة الإنسان القديم أيضاً.

أحد المواقع المتخصصة على شبكة الإنترنت نشر تقريراً مصوراً عن بعض معجزات الزمن القديم نقتطف منه بعض الفقرات في ما يلي:

عروس بادية الشام.. عروس الصحراء.. الجوهرة.. ثلاثة ألقاب لمدينة واحدة اسمها الأصلي تدمرتو، ويعني باللغة الآرامية المدينة العجيبة أو الجميلة.. وبالميرا باللغات اللاتينية بسبب وجود أشجار النخيل فيها وحولها.. إنها تدمر.. المدينة السورية التي تحكي بآثارها العظيمة وتاريخها العريق حكاية الأصالة التي تجمع بين كل من الطابع العربي والإغريقي الروماني. إنها المدينة الساحرة والمغرية في آن، بأسرارها العميقة وتاريخها الموغل في القدم.

وتؤكد الشواهد أن إنسان العصر الحجري سكن تدمر، أي منذ القرن الثالث قبل الميلاد. وتعاقب على هذه المدينة الكنعانيون والعموريون والآراميون، وهم من أعطاها اسم تدمر، بالإضافة للفرس والعرب والأنباط. كما حكمها الرومان قرابة أربعمائة عام وهم الذين سموها بالميرا، بينما جاء الحكم البيزنطي ليرمم أبنيتها وأسوارها ويغير من بعض معالمها، فأقام معسكراته على أنقاض قصر الملكة زنوبيا.

وقد ازدهرت المدينة في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد حين استوطنتها قبائل عربية أنشأت فيها دولة حققت أوج عزها مع بدء التاريخ الميلادي. كانت حضارة تدمر مزيجاً من العوامل اليونانية والرومانية والشرقية.

وتحولت المدينة إلى مملكة مستقلة أقامت فيها زنوبيا حضارة يشهد لها التاريخ الإنساني، فقد كانت تحمل طابع المدن الإغريقية الرومانية بأبنيتها التي تتميز بالفخامة.. وكانت أغنى المدن وأكثرها ثراء وعظمة، فهي محطة رئيسية من محطات طريق الحرير وهمزة وصل بين الشرق والغرب ومنها عبرت القوافل التجارية إلى أصقاع المعمورة.

من هي زنوبيا؟

اسمها الحقيقي «بت زباي» وكانت أمها ترجع بنسب إلى ملكة مصر كليوباترا. ولدت في تدمر وتأدبت في الإسكندرية فدرست تاريخ الإغريق والرومان وتخلقت بأخلاق كليوباترا وطموحاتها.. كانت امرأة هاجسها المجد.

تسلمت زنوبيا زمام الأمور عام 267 للميلاد وذلك بعد وفاة زوجها أذينة (أوديناثوس) أمير تدمر والقائد العسكري الأعلى لروما على الحدود الشرقية.
وفي عهد زنوبيا ازدهرت تدمر وأصبحت المدينة عاصمة المملكة أهم مدن الشرق، بل انها نافست روما وسيطرت على المنطقة من حدود آسيا الصغرى في الشمال إلى مصر في الجنوب ومن شمال شرق سوريا إلى غرب سوريا والبحر المتوسط. وقد عرفت زنوبيا بأنها أهم ملكات الشرق وأكثرهن، قوة، لذلك أطلق عليها لقب ملكة ملكات الشرق.

استمر حكم زنوبيا حتى عام 274 حين ألحق بها الإمبراطور الروماني أورليان الهزيمة إثر معركة شرسة فوقعت في أسر قواته التي دمرت تدمر.
وبعد عشر سنوات تسلم الحكم في روما الإمبراطور ديو كليشيان الذي أمر بإعادة بناء المدينة، لكنها مع ذلك بقيت منطقة نائية خاصة بعد تغيير مسار القوافل التجارية، إلى أن دخلها المسلمون في السنة الثالثة عشرة للهجرة على يد خالد بن الوليد وكان فتحها دون إراقة دماء.

آثار تدمر

تنتشر آثار تدمر على بقعة واسعة من الأرض تتجاوز في مساحتها عشرة كيلومترات مربعة يحيط بها سور دفاعي من الحجر المنحوت وسور للجمارك من الحجر واللبن.. وتتوزع بيوتها وفق المخطط الشطرنجي. ومن أهم معالمها المعابد المخصصة للآلهة «بل» و«بعلشمين» و«نبو» و«اللات» بالإضافة إلى الشارع الطويل وقوس النصر والحمامات ومجلس الشيوخ والمصلية والسوق ووادي القبور.

عقلية جبارة

لا بد لزائر المدينة من أن يتساءل عن العقلية الجبارة التي وقفت وراء حضارة فريدة بقصورها ومعابدها وملاعبها ومسارحها ومقابر أهلها وسكانها.. فكل شيء في تدمر يدعو للتأمل والتفكير بدءاً من مدخل المدينة أو ما يطلق عليه الطريق المستقيم والأعمدة الضخمة المنتشرة على جانبيه برؤوسها المزخرفة ونقوشها الجميلة.
قد تكون الأعمدة الموجودة في المدن التاريخية الأثرية متشابهة بالضخامة والارتفاع وبعض النقوش والرسوم، لكن أعمدة تدمر تختلف عن غيرها بالأهداف والمضامين، فعلى كل عمود نصب يروي حكاية الحكماء والعظماء والقادة العسكريين الشجعان وكذلك التجار والبناءين وذلك تخليداً لهم.

ولا بد من التوقف قليلاً أمام المسارح وميادين السباق والتدريب على القتال فهي دليل على حضارة متقدمة. فالمسرح القديم لا يزال في حالة جيدة يدل بناؤه ومداخله ومخارجه وساحته على فكر متقدم، فلكل شيء حسابه حتى توزيع الصوت الذي يصل إلى أبعد موقع في الباحة الكبيرة.

المقابر.. أماكن استقبال

من الشواهد المثيرة للاهتمام أيضاً تلك المقابر التي أراد التدمريون تخليد أسماء وصور موتاهم فيها، فهي مصممة بشكل يدعو للإعجاب.. يطلق على بعضها اسم المقابر البرجية وهي فعلاً كذلك، فالمقبرة الواحدة مؤلفة من أربعة أو خمسة طوابق، والقبور عبارة عن صناديق حجرية منقوش على واجهاتها صورة ساكنها واسمه، وترتب إلى جانب بعضها بعضاً إلى جانب الجدران التي تضم رفات الموتى. واللافت للنظر أن الأسماء كتبت باللغة التدمرية وبخط أحمر لم يتأثر لونه ولم يتبدل منذ عشرات القرون.

أما المقابر الأرضية التي تم اكتشافها صدفة فهي لا تقل جمالاً عن البرجية إلا أن ما يبدو من تصميمها أنها مقابر عائلية، ففي مدخل كل مقبرة يوجد نصب أو تمثال كبير يتصدر كبير العائلة وحوله زوجته وأولاده وأمامه كمية من أنواع الفاكهة والخضار.. فالرجل يبدو بلباسه التقليدي والمرأة تبدو بكل زينتها ومصاغها وحتى ضفائر شعرها. أما المقبرة في الداخل، فهي مزينة بالنقوش وجدرانها محلاة بالرسوم الملوّنة الجميلة كأنها رسمت وازدانت منذ أيام وليس منذ قرون. وتتميز هذه المقابر عن المقابر البرجية بأبوابها الحجرية المحكمة الإغلاق.

ولعل أبرز خصائص فن العمارة التدمري يكمن في عمارة المدافن التي تميزت بفخامتها وجمال تصميمها مما يبعدها عن رهبة المقابر ويقربها من أماكن الاستقبال.

معالم تدمر

• قوس النصر: وله ثلاثة مداخل وتتبعه أعمدة يبلغ عددها 150 عموداً علو الواحد منها سبعة أمتار.

• المسرح: بناء نصف دائري قطر صحنه يبلغ عشرين متراً وعدد درجاته 13 وطول منصة التمثيل 50 متراً بعمق عشرة أمتار وهي مزدانة بأعمدة رشيقة.

تدمر.. مدينة التاريخ والحضارة ...معجزات الماضي بين الواقع و الخيال... 947585036

• معبد بل: يعتبر من أكبر المعابد في الشرق القديم وأكثرها شهرة، فمنذ القرن الأول الميلادي بدأت أعمال البناء وظل يبنى ويتوسع حتى أواخر العصر الذهبي لتدمر إلى أن أصبح بمقاييس ضخمة 220 × 205 أمتار، وأحيطت جدرانه بــ 375 عموداً ارتفاع الواحد منها 18 مترا،ً وهو من الضخامة بحيث لا يوازيه أي معبد آخر في الشرق ولا يزال قائماً من أعمدته سبعة في الواجهة الرئيسية وعدد آخر في محيط المعبد.يتوسط المعبد هيكل ومذبح زخرفته رومانية.. وللهيكل محرابان يحتوي الشمالي منها على تماثيل الآلهة التدمرية الثلاثة الكبرى وسقفه مؤلف من قبة مزدانة بصور الكواكب السبعة.

• معبد بعلشمين: بني عام 130 للميلاد على أنه إله الخصب والنماء ولا يزال محتفظاً بحالته ورونقه.. يرتكز سقفه على ستة أعمدة.

• معبد نبو: عاصر كما تدل الأثريات معبد بل وكرس لعبادة الإله البابلي «نبوبن مردوخ» وكان هو كاتب الآلهة وأمينها. ولم يبق من هذا المعبد سوى أجزاء من الأعمدة ويبدو أن رواقاً كان يحيط بحرم المعبد دون أعمدة.

وتقوم في أعلى الهضبة الغربية قلعة فخر الدين المعني أو قلعة تدمر التي تعود إلى بداية القرن السابع عشر، وتعلو القلعة خمسين متراً عن سطح المدينة كما تشرف على أجمل مشهد يضم أبعاد هذه المدينة الساحرة.

نبع أفقا

نبع صحي يتدفق من مغاور قديمة تفيض بالبخار الكبريتي وتشعّه دافئاً، وتبلغ درجة حرارة المياه 33 مئوية في الصيف والشتاء.
وكانت هذه المياه المعدنية منذ عصر زنوبيا وقبلها موئلاً لسكان تدمر الذين وجدوا فيها وسيلة للاستشفاء من كثير من الأمراض الجلدية والمعدية وآلام المفاصل.
ولقد أثبتت التحاليل التي أجريت في مختبرات باريس أن هذه المياه تحتوي على كمية جيدة من الكبريت والكلور كما أنها غنية بالصوديوم والكالسيوم وبكميات أقل من المغنزيوم والبوتاسيوم والنيكل.

معالم إسلامية

من معالم تدمر الإسلامية (قصور تدمر):

• قصر الحير الغربي: يبعد 80 كيلومتراً عن المدينة بناه هشام بن عبد الملك بين القريتين وتدمر على مربع طول ضلعه 70 متراً، قسمه الأسفل من الحجر الكلسي والأعلى من الاجر المشوي وقد نقلت واجهته الأمامية إلى متحف دمشق.

• قصر الحير الشرقي: على بعد 120 كيلومتراً من تدمر وهو عبارة عن قصرين تحيط بهما جدران من الاجر والجبس والحجر وكان مركزاً لتجمعات زراعية مهمة في منطقة قرية الطيبة الحالية.

ويوجد في تدمر متحفان.. متحف الآثار الذي يضم المئات من القطع الأثرية والمكتشفات من تماثيل ومنحوتات وأدوات وأوانٍ ومعدات بالإضافة لجناح المومياءات والكثير من الكنوز الأثرية.. أما الثاني فهو متحف التقاليد الشعبية.

مرآة الحضارة

يقول أحد الخبراء ان العمارة مرآة الحضارة إذ ليس هناك ما يجسد الحضارة كالعمارة، والدليل أن كل الأمم القديمة حرصت على العمارة باعتبارها مجمع كل الفنون الباقية بعد زوال الملوك والحكام والأمراء والأثرياء.. فالجميع حرصوا على تخليد أسمائهم بإنجاز معماري.

تدمر.. مدينة التاريخ والحضارة ...معجزات الماضي بين الواقع و الخيال

أبجدية تدمر

كانت تدمر مملكة مستقلة وحاضرة من حواضر البشرية التي شهد لها التاريخ الإنساني، وكانت لها أبجدية من اثنين وعشرين حرفاً تكتب وتقرأ من اليمين إلى اليسار.

الدين والعبادة

اهتم التدمريون بالدين والعبادة، وكان شغفهم كبيراً في بناء المعابد، وكانت آلهتهم ومعبوداتهم كثيرة العدد وتقارب الثلاثين وعلى رأسها الإله «بل التدمري» الذي يظهر في معظم المنحوتات.

تدمر.. مدينة التاريخ والحضارة ...معجزات الماضي بين الواقع و الخيال... 805133947

بأمان الله

يسلمووو هالآيدين على هالشي الحلو عيوني
الله لا يحرمنا من هالطلة الحلوة يا حئ
دمت بكل الود والاحترام
تمينياتي لك
بالتوفيق

» الأمازيغية بين الواقع و الخيال
» انتبهي.. الأشاعات قد تدمر بشرتك ...
» الاهرامات..من معجزات الدنيا السبع..استوديو مفتوح و لغز يصعب حله..