الدولة / المدينة : syriaرقم العضوية : 6الابراج : عدد المساهمات : 13615العمر : 30العمل/الدراسة : طالبة طب.. متزوجة . : كونوا على ثقة..
الحب الانترنتي متل فتيش راس السنة.. ضجة و الوان و ريحة..
و اخرتو عالزبالة .. و شكراً ^_^ الأوسمة :
-----------------
معارف: (5/5)
موضوع: في عيادة الطبيب النفسي,,, 10/10/11, 03:30 pm
في عيادة الطبيب النفسي
جرجرتني لحظات قهر إلى عيادة طبيب نفسي ،و رحلت بغضبي وثورتي وعصبيتي وقهري ، كي أداوي مجتمعا فقيرا كوجه النحس ، لا تزوره انفراجات.. يغطي عيوبه بالتماس الأعذار
ويشفي النفس الأمارة بالخيبات بدواء من أعشاب لا تسمن ولا تغني من جوع .. لفظتها تربة عقية وربيع أجوف..
تدسم القلب الأبيض ببقايا السواد المرتحل فيها دهرا لم تستطع له الدنيا شيئا..
السدرة الغبراء تصد ريح التغيير ، وتمتص كل النقاء لتزرع أشواكها نباتا ضارا، تعافه الأرض والتربة والفصول العاريات من أقنعة الزيف..
عفوا .. ها قد سرحت بي الكلمة إلى فضاءها وأنستني الموضوع المهم..
إذن قررت الذهاب إلى طبيب نفسي ، ليؤكد عصبيتي أو ينفيها بدواء يخدر هرمونات النقاء ، أو يمحوها أو يشتتها خارج مفاصل الذات ، كي تنتهي من الانتماء إلي وأنتهي من الانتماء إليها ، ويفسح مجالا لتعنت التودد الأحمق الجبان ، ويفسح طريق التهم والتقريرية التي صنعت مجدا فارغا للعرب نحن أمة تقرير* يلتقي بك شخص ويقول لك مباشرة بأنك ثقيل ..ساذج ..وممل ..*
نطق الطبيب فجأة وأنا مستمرة في الحكي على كرسي ممتد .. بطول الغرفة الأنيقة حيث تتوافق والسرد موسيقى فيروزية رائعة ، تشجعني على إغماض عيني وقول هذا الكل المختفي والظاهر الذي يؤسسني وفي كل حالاتي
- إذن أنت منزهة عن الخطأ والجميع ترينهم ضدك..؟
- سأل الطبيب بغباء وابتسامة بلا لون تعلو قسمات وجهه العادية جدا والفارغة جدا من كل تعبير...
أغمضت عيني من جديد ، واسترسلت في الحديث متجاهلة سؤاله عن قصد؟ عن غير قصد؟...لا أدري..أو لعلني لم أعد أذكر..
كانت لدي رغبة في إخراج هذه الشحنة من القهر والألم الذي تسبب فيه مجتمع الخواء..
أذكر حين كنت أنط على الحبل يوما في مدارج الطفولة الجميلة
أشارت إلي امرأة كانت رفقة ابنها ، وتمتمت له شيئا لم أفهمه وكانت تضحك بطريقة نرفزتني فكانت ردة فعلي قوية جدا و من جسد صغير جدا
"" اسمعي يا هذه لا تشيري إلي بإصبعك وأنت هي ما قلت أنت هي ... وتبا لك..""
لن أذكر ماذا حدث بعد ذلك ، لأنه مؤسف ويحرجني اللحظة المهم.. يجب أن تعرف دكتور ، بأنني أكلت علقة مالحة من والدتي وهي تردد *لا يجب أن نسب أو نعلي أصواتنا في وجه الناس هكذا بلا سبب...*
تنحنح الطبيب قليلا ليجبرني أن أتنفس لحظة
نستطيع أن نكمل عبر جلسات كثيرة ..فالحكاية معك تطول.. ولم يستطع الكرسي المريح أن يخدر هرمونات الكلام..وحان ميعاد لزيارة زبونة أخرىو..
قاطعته بحدة:
زبونة؟؟ ابتسمت في البداية ثم أسمعتني ضحكتي وأنا أجلس قبالة مكتبه ..
كان يخرج زفيرا كفحيح أفعى تعذر عليها تغيير جلدها الموسمي
ويتمتم بكلمات وصلتتني بعضا من حروفها
ف..ر..و..ي..د .. أ ن ق ذ ني ..
كدت أنفجر في وجهه تبا لك ولفرويد هاقد علمتك كيف يكون الطب النفسي
إنه يا سيدي ليس بالجلوس في خانة استرخاء والإدلاء بعض من عصارة ماضي ، وطفولة ووجع أو فرح جئتك لأخبرك ، بأنهم يزعمون في مدينة *الواقواق* بأن كل شخص ، ينتمي إلى تربة شجر اللوز ، تمنع عليه الإقامة في مدن الأقنعة ، حتى يقبل بها طواعية أقصد بالسيف وبالقوة .. ويحال على هاوية التهميش وينعت بالجنون وبالهستريا وبالمرض النفسي
..ألقيت له بثمن الجلسة وعدت أدراجي إلى القرآن الكريم ، أتلو بعضا من آياته، وأطلب من الله أن يمن على مجتمعنا الخائب بالشفاء...