الجيش الأميركي ينزل علمه في بغداد

بانيتا: لن نترك العراق وحيداً
الجيش الأميركي ينزل علمه في بغداد

بغداد، واشنطن - وكالات -

أنهى الجيش الاميركي رسميا الحرب في العراق وأنزل علمه في مراسم حضرها ليون بانيتا وزير الدفاع، وستنسحب آخر دفعة من القوات الاميركية وقوامها 4000 جندي من العراق بحلول نهاية العام، تاركة البلاد في مواجهة تمرد مستمر رغم إضعاف قوته، وتوترات طائفية وتشوش سياسي.
وسيبقى نحو 150 جنديا أميركيا فقط في العراق بعد 31 ديسمبر ملحقين بسفارة بلادهم. وسيتولى متعاقدون مدنيون مهمة تدريب القوات العراقية على المعدات العسكرية الأميركية.

حضور قوي
وتم إنزال العلم الأميركي ورفع العلم العراقي مكانه خلال احتفالية أقيمت في قاعدة عسكرية أميركية قرب مطار بغداد الدولي لمناسبة انتهاء العمليات العسكرية، وانسحاب الجيش الأميركي، بحضور وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، وقائد القوات الاميركية الجنرال لويد اوستن، والسفير جيمس جيفري، ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جيمس ماتيس، اضافة الى حوالى 160 من الجنود الاميركيين.

الثمن الباهظ
وكان الرئيس باراك اوباما قال ان حرب العراق تمثل «نجاحا باهرا تطلب تسع سنوات»، مشيرا في الوقت ذاته الى «العمل الشاق والتضحيات» التي راى انها كانت ضرورية لتحقيق ما تحقق.
وتابع «ندرك جيدا الثمن الباهظ لهذه الحرب. أكثر من 1,5 مليون اميركي خدموا في العراق واكثر من 300 الف جرحوا، وهناك آخرون اصيبوا بكدمات لا تراها الاعين»، في اشارة الى الجنود الذين عانوا من اضطرابات نفسية لدى عودتهم الى بلادهم.
بدوره، قال قائد القوات الجنرال اوستن ان الحفل «هو حدث تاريخي»، موضحا ان الولايات المتحدة «زرعت بذور الديموقراطية بينما كان العراق يكتب دستوره، ويجد العراقيون اصداء لاصواتهم».

دعم أميركي
من جهته، أكد بانيتا ان بلاده لن تترك العراق وحيدا أمام التحديات التي قد تواجهه بعد الانسحاب. واوضح خلال كلمة في حفل أقيم بمناسبة قرب انتهاء انسحاب قواته ان بلاده ستعمل على تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية والامنية مع العراق، لاسيما في مواجهة الجماعات الارهابية التي قد تحاول تقويض أمنه. مؤكدا على ان قواته لن تعود إلى بلاده وتترك الانجازات التي تحققت عرضة للخطر، «ولا نريد للعراق الفشل بعد التضحيات الكبيرة التي قدمناها». وأضاف أن «رجال الجيش والشرطة العراقيين قادرون على الرد، وإنهاء أي تهديد من تنظيم القاعدة والإرهاب».
ورأى بانيتا ان «الوقت حان للعراق ليتطلع الى المستقبل»، داعيا في الوقت ذاته العراقيين الى عدم نسيان «التضحيات» التي قدمها الاميركيون في العراق، وبينها الجنود القتلى الذين بلغ عددهم حوالى 4500.

تحذير شديد
هذا وحذر الوزير الأميركي دول الجوار من التدخل في الشأن الداخلي للعراق، مشددا «لن نسمح لأحد بأن يمحو النجاحات العراقية، بعد أن تمكنا من إنهاء وجود الدكتاتور، وانطلق العراق نحو السلام والازدهار».

آخر القواعد
هذا وانسحب الجيش الاميركي من قاعدة ايكو في محافظة الديوانية (جنوب)، وهي آخر قاعدة عسكرية له في منطقة الفرات الاوسط. وجرت عملية تسليم القاعدة خلال حفل رسمي بحضور عدد من قادة الجيشين العراقي والاميركي، فضلا عن ممثل رئيس الحكومة العراقية حسين الاسدي، حيث تم انزال العلم الاميركي من مقر القيادة في القاعدة، ورفع العلم العراقي.

المخاوف باقية
وهناك مخاوف اضافية بان العراق يمكن ان يتأثر بقوى اقليمية مثل ايران. كما يخشى عدد من المراقبين الاميركيين من عودة اعمال العنف الطائفية، ويشككون في قوة الهياكل السياسية في العراق، ويشعرون ان رئيس الوزراء نوري المالكي، يرسخ اقدامه في السلطة على حساب الاقليات الاخرى في العراق.

» «الجيش الحر»:رصد تزايد الانشقاقات الفردية والجماعية عن الجيش السوري النظامي وآخرها في حلب
» وزير الدفاع الأميركي يحذر إسرائيل من تزايد عزلتها
» توقف قناة صدام عن البث بسبب تدخلات من حكومة بغداد