تفاؤل بالحصول على تأييد الصين وقطع الطريق على روسيا
مسودة أميركية لقرار جديد بشأن سوريا في مجلس الأمن
نيويورك، بكين ــــ أ.ف.ب، رويترز ــــ
أعدت الولايات المتحدة مشروع قرار جديدا لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، يطالب بالسماح بدخول مساعدات إنسانية الى المدن التي تشهد احتجاجات. وإذا طرح هذا النص للتصويت، فسيكون الثالث الذي تحاول الدول الغربية تمريره في مجلس الأمن خلال الأزمة المستمرة منذ 11 شهرا.
وصرح دبلوماسي أن «مشروع القرار هذا سيركز على دخول المساعدة الإنسانية الى المدن، لكنه سيقول أيضا إن الحكومة هي سبب الأزمة». وأكد دبلوماسي آخر «حاليا هناك مجرد اتصالات، فالمسودة لم ترسل الى كل أعضاء مجلس الأمن، ولا نعرف متى سيحدث ذلك». وذكر دبلوماسيون أن العمل على مسودة القرار بدأ بعد مؤتمر «أصدقاء سوريا»، الذي عقد في تونس.
وتأمل الدول الغربية في أن يقنع التركيز على الأزمة الإنسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض لتعطيل تبني القرار. وكان تعليق موسكو وبكين على القرارين السابقين بأنهما «لا يهدفان سوى الى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد».
وكان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه قد صرح الثلاثاء بأن فرنسا تأمل في أن توافق روسيا والصين على قرار دولي حول سوريا لغايات محض إنسانية، مشيرا الى أن «مجلس الأمن يدرس حاليا قرارا لوقف إطلاق النار بدوافع إنسانية.. ويمكننا أن نأمل في ألا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا النص».
ويقضي النص المطروح على وقف العنف والمطالبة بدخول عمال الإغاثة الإنسانية إلى البلدات المحاصرة والمتضررة، وفي الوقت نفسه يلمح إلى أن سياسة القمع التي تقوم بها الحكومة هي سبب الأزمة.
وقال دبلوماسيون من الأمم المتحدة: إن روسيا أشارت إلى أنها ستدعم القرار الذي يركز فقط على الأزمة الإنسانية دون أي ذكر للوضع السياسي. لكن دبلوماسيين عربا وغربيين يقولون إن مثل هذا القرار سيكون غير مقبول بالنسبة لهم.
ويضيف الدبلوماسيون إن المبادرة الأميركية الجديدة «من الممكن أن تنجح»، لأن الصينيين أشاروا إلى أنهم قد لا يرغبون في مواصلة استخدام الفيتو ضد القرارات المتعلقة بسوريا في مجلس الأمن. وذكروا أن دبلوماسيين صينيين حاولوا مرارا تبرير الفيتو، الذي استخدم في الرابع من فبراير الماضي، وقالوا إنهم كانوا يصوتون ضد «تغيير النظام» وليس ضد خطة الجامعة العربية.
كما أرسلت بكين مبعوثا إلى القاهرة يوم 14 فبراير الماضي لمقابلة نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، في الوقت الذي سعت فيه للحد من الخسائر الدبلوماسية التي أسفر عنها استخدام الفيتو، الذي أشعل غضبا عربيا وغربيا.
بكين تؤيد المساعدات الإنسانية
وأمس، عبّر وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، عن تأييده لارسال مساعدات انسانية الى سوريا، وذلك في اتصالات هاتفية مع العربي وعدد من نظرائه في العالم العربي.
لكن يانغ لم يعبر عن قبوله بفكرة دخول الأمم المتحدة ووكالات العمل الإنساني الى سوريا بحرية ومن دون عراقيل، كما يطلب خمسون بلدا في العالم.
وقال دبلوماسي غربي: «من خلال قراءة ما بين السطور وتفسير كل البيانات والإعلانات وترتيبات سفر المبعوثين، يمكن أن نقول: إن الصينيين أصبحوا مستاءين بشكل متزايد من موقف العزلة الذي وضعوا أنفسهم فيه مع روسيا».
وإذا تمكنت الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية من الحصول على تأييد الصين، أو على الأقل وعد من بكين بالامتناع عن التصويت، والسماح بتمرير القرار، فسيكون من الصعب للغاية على الروس أن يتخذوا موقفا منفردا ويستخدموا حق النقض.
وقال دبلوماسي: «من خلال إحداث انقسام بين الروس والصينيين ربما ننال تأييدهما معا، لأن أيا منهما لا يرغب حقا في أن يقف منعزلا».
القبس