دفنه في مكان سري خلال 24 ساعة.و«الانتقالي» يعلن التحرير اليوم

دفنه في مكان سري خلال 24 ساعة.. و«الانتقالي» يعلن التحرير اليوم

لغز قتل القذافي يحير العالم.. ومطالبات بتحقيق


لا تزال آخر لحظات معمر القذافي محاطة بالغموض، وكذلك الطريقة التي قُتل فيها، ومَنْ قَتل، الثابت الوحيد ان القذافي حاول الفرار ثم اختبأ في انبوب لنقل مياه الامطار أو الصرف الصحي، ثم قتل الخميس، وان جثته حفظت في وحدة تبريد في مستشفى في مصراتة، لحين الاتفاق مع افراد قبيلة القذاذفة، التي ينتمي اليها، على مكان سري لدفنه، وامكان تولي قبيلته دفنه بشرط تحميلهم مسؤولية ان يكون الموقع سريا، واذا لم ترد قبيلته فإن الثوار سيدفنون الجثث في سرت في غضون 24 ساعة بسرية تامة، وفقاً للشعائر الاسلامية، في وقت طالبت زوجته صفية الموجودة في الجزائر بتحقيق اممي بملابسات وفاة «المجاهد».
في هذه الغضون، تضاربت الانباء حول اعتقال سيف الاسلام القذافي، الذي طارده الثوار، وهو في طريق الهرب إلى النيجر، وكان بعض الثوار نقلوا خبر مقتله مساء الخميس، قبل ان يتم نفي الامر، في وقت يستعد المجلس الوطني الانتقالي إلى اعلان التحرير اليوم من بنغازي (مهد الثورة).

ظروف مقتل معمر
في غضون ذلك، لا يزال الشك يخيم على الظروف الحقيقية التي صاحبت مقتله، حيث بينت الصور التي بثتها كل تلفزيونات العالم، الدكتاتور وهو ينزف، فيما كان عدد من الثوار يمسكون به بعنف، مما يعني ان الرجل قبض عليه حياً، لكن الروايات تختلف بشأن اللحظات التي تلت عملية الاعتقال.
هل مات القذافي بعد ان اصيب خلال هجوم قوات الاطلسي على قافلته؟ هل قتل من قبل اعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي؟ او قتل عن طريق الخطأ من قبل القوات الموالية له؟ لا مؤشر ولا شيء يسمح بالاجابة وبدقة عن هذه الاسئلة.

خطوة خطيرة
مدينة سرت، التي ولد فيها هذا الرجل الغريب الأطوار، كانت بعد سقوط طرابلس آخر معقل للنظام المنهار، وقد قصفه الثوار من جميع الجهات لأسابيع طويلة. ولم يتوقع أحد بأن يختبئ القذافي في هذه المدينة تحديدا.
وبرغم المؤشرات التي كانت تفيد بأنه يختبئ في مكان ما في الصحراء الواقعة جنوب البلاد، فإن الحاكم المنهار انتظر على ما يبدو طوال الوقت في سرت المحمية من قبل ما تبقى من فلول جيشه، وبدأت الأمور تنهار فعليا عندما شن الثوار هجوما كاسحا ودفعوا بمناصري القذافي باتجاه البحر.
وعندما بدأت قذائف الثوار تخترق المنازل الواقعة في الحي رقم 2 في القسم الشمالي الغربي من المدينة، حيث كان يختبئ القذافي مع مجموعة من أقرب مناصريه، قرر الحاكم اليائس اللجوء لخطوة خطيرة.

«الناتو» أوقف الموكب والثوار تكفلوا بالباقي
في صباح مبكر من يوم الخميس حاول مع ابنه معتصم، وقائد الجيش أبو بكر يونس جابر، كسر طوق الثوار بواسطة هذا الموكب، ومغادرة المدينة المحاصرة. إلا أنهم لم يذهبوا بعيدا.
عند الساعة الثامنة والنصف صباحا هاجمت طائرات فرنسية عاملة ضمن بعثة الناتو الموكب المذكور، المكون من نحو 80 مركبة رباعية الدفع، على بعد ثلاثة إلى أربعة كيلومترات غرب المدينة. وحسب ما أفاد الثوار، فقد دمّرت الطائرات حوالي خمسة عشر سيارة عسكرية في أقل تقدير.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن الطائرات لم تدمر الموكب بل أوقفته فقط، الثوار هم من تكفلوا بالباقي، حيث وصلوا وبدأوا يطلقون النار على الموكب، وخلال تبادل إطلاق النار تعرض القذافي لجروح طفيفة وهو في سيارة الجيب التي تركها، وحاول مع عدد من الأشخاص الاختباء في أنابيب الصرف الصحي.
في البداية أطلق الثوار على الموكب النار من أسلحة مضادة للطائرات، لكن ذلك لم يجد نفعا. وكشف الثائر سليم بكر ما جرى بعد ذلك قائلا: «توجهنا إليه بعد ذلك سيرا على الأقدام، فخرج أحد حراس القذافي ولوّح بسلاحه في الهواء، وعندما شاهد وجهي بدأ بإطلاق النار باتجاهي».

القذافي أصيب برأسه خلال تبادل للنار
«هنا موجود القائد، هنا موجود القائد» أخذ يصرخ مرافق القذافي، «معمر القذافي موجود هنا وهو مجروح» أضاف لاحقا. بعد ذلك سحب الثوار القذافي من الأنبوب المليء بالقاذورات. وكان العقيد في تلك اللحظة جريحا، لكنه كان لا يزال على قيد الحياة.
خلال التبادل اللاحق لإطلاق النار أصيب القذافي برصاصة في رأسه، وكما أفاد رئيس الحكومة المؤقتة محمود جبريل، مقتبسا كلامه من التقرير الطبي، فإن الثوار «سحبوه من الأنبوب ولم يبد أي معارضة، وعندما تحركت السيارة كان مصابا في كتفه الأيمن، وعندما وضعوه على سيارة النقل لم يكن مصابا بأي جروح أخرى».
«وعندما تحركت سيارة النقل هذه كان القذافي وسط تبادل جديد لإطلاق النار بين الثوار وقوات القذافي، حيث أصيب في تلك اللحظة بطلقة في رأسه»، كما أفاد جبريل. وأضاف أن الطبيب الشرعي لم يتمكن من تأكيد فيما إذا كانت الطلقة القاتلة قد أطلقت من قبل الثوار أو مناصريه.
لكن احد الثوار يقول ان العقيد ضُرب بالرصاص في صدره، وجرح في اللحظة الاخيرة على يد احد رجاله.

«المستبد» نزف قبل الوصول إلى المستشفى
وأفيد بأن القذافي كان ينزف لدقائق قليلة فقط قبل وصوله إلى المستشفى، وقبل ذلك بقليل سأل الثوار: «ماذا تريدون، ماذا يجري؟». لكن الثوار لم يفسروا بشكل جدير بالثقة الأحداث التي جرت بعد وضع القذافي في سيارة الشحن، التي بيّنها تصوير على هاتف جوال. وأظهر مقطع فيديو توسُّل القذافي للثوار بعد قبضهم عليه، طالباً منهم الرحمة: «حرام عليكم.. حرام عليكم.. إنتو ما تعرفوا الحرام؟».
فشهود العيان يؤكدون أن القذافي كان مصابا أيضا في طلقة ببطنه، كما أن الأنباء السابقة من ساحة المعركة تشير إلى إصابته بشكل بالغ في قدمه، إضافة لذلك بثت بعض القنوات الفضائية العربية صورا لهواة تبيّن الثوار وهم يسحلون جثة القذافي في الشارع.

رأي الطب الشرعي
كما أن صحيفة «نيويورك تايمز» تنقل رأي الطبيب الشرعي مايكل بادن، الذي أفاد بأن آثار الجرح الظاهر على رأس القذافي يشير في الواقع إلى أنه تم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة، وهذا ما يؤكده أيضا أحد مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي، الذي أفاد لوكالة رويترز، مفضلا إبقاء اسمه سريا، بأن القذافي تعرض لضرب وحشي من قبل الثوار قبل أن يقتلوه في نهاية الأمر.
ومن جهته، قال الطبيب الشرعي إبراهيم تيكا، الذي أجرى تحليل الـ DNA للقذافي، إنه تم التأكد قطعاً أن صاحب الجثمان هو معمر القذافي بجميع معالمه، وبالنسبة لموته قال «كما أظهر الفيديو، لقد تم القبض على القذافي حياً، وتم قتله لاحقاً، فقد كانت هناك طلقة اخترقت الأحشاء وأصابت الكبد، وتسببت في وفاته الأولية، ثم لُحقت بطلق ناري آخر في الرأس، دخلت الرصاصة فيه من جهة، وخرجت من جهة أخرى، وهذا مُثبت بالصور».

مطالبات بتحقيق
في غضون ذلك، طالبت منظمات انسانية على رأسها الامم المتحدة، المجلس الانتقالي بإجراء تحقيق حول الظروف والملابسات التي ادت إلى مقتل القذافي، كما دعت واشنطن المجلس الانتقالي إلى التزام الشفافية في التعامل مع المسألة. في حين ابدت منظمة العفو الدولية عن مخاوفها من ان تكون هناك جريمة حرب ارتكبت في قتل القذافي.


الخبر كما ورد في صحيفة القبس الكويتية اليوم السبت 22/10/2011

يسلمووووووووووووووووو هالايدين ربي

دمتِ بكل الود والاحترام

تمينياتي لكِ

بالتوفيق